مع ما يقدم للطلاب والطالبات في الوقت الحاضر، بكافة المراحل التعليمية من دعم مالي وغذائي، وشرائهم ما لذ وطاب سواء من المحلات التجارية أو من خلال المقاصف المدرسية قبل منعها مع جائحة كورونا، حتى عند عودتهم للمنزل يحظون بذلك في ظل الخير والترف المعيشي، الذي لم يحظ به الجيل السابق جيل الطيبين كما يطلق عليهم حاليا، الذين واجهوا في دراستهم المصاعب والقسوة المعيشية
والتقت «الوطن» بعدد من هذا الجيل، الذين استذكروا أجمل المواقف والذكريات من خلال سرد البعض منهم قصصا عاشوها وعاصروها في الزمن الجميل، وماذا كانوا يحملون في جعبتهم عند ذهابهم للمدرسة التي كانت على أرض ترابية يفترشون عليها «الحنابل» المتهالكة، وشيء من الأشجار تقيهم حرارة الشمس قبل انتقالهم إلى مبان طينية بدائية لا يتوفر بها أبسط احتياجات الطلاب من طاولات وكراسي، والتي جاءت بعد سنين عدة مع بداية النهضة والنمو الاقتصادي
قرص جمري
وتحدث أحمد جارالله الزعبري فقال كيف سيكون حال الجيل الحالي لو عاش ماعشناه من ضنك العيش والصعوبات وقسوة الحياة، والتي من خلالها صنعت رجالا أقوياء تغلبوا على الظروف والمصاعب، حيث كنا نتلقى تعليمنا تحت ظلال الأشجار نفترش الرمال والحصى وحشائش الأشجار، قبل أن ننتقل لمدرسة طينية تم استئجارها، وأطلق عليها مدرسة علي بن أبي طالب، كان أولياء أمورنا لا يفقهون شيئا من التعليم لا قراءة ولا كتابة، ولم يكن معنا من يعيننا في المذاكرة سوى أنفسنا، كانت فسحتنا إن توفر قرص خبز جمري أتقاسمه أنا وأشقائي، لكل واحد قطعة صغيرة، وقد أتقاسمه مع أحد زملائي فلا أحظى إلا بالقليل، هذا إن وجد شيء من التمر نضعه في جيوبنا المتهالكة
نصف ريال
ويضيف مهدي خضير: الفسحة المدرسية في بداية دراستنا لم تكن موجودة، وكان الطلبة كل يحضر فسحته من بيته حسب ميسوره، وأنا شخصيا كان والدي رحمة الله عليه موظفا حكوميا، وكانت فسحتي يوميا نصف ريال، نشتري منه صحن فول مع تميس وبراد شاي من قهوة بجانب المدرسة، وكان فطورا ممتازا ويكفي لي ولعدد من زملائي، فنحن صغار سن، وله طعم مميز جدا، وفي ذلك الوقت من يملك نصف ريال يرى نفسه الشخص المهم الذي يتودد عنده الجميع، فما بالك بمن يملك أربعة قروش أو ريال، وبعدها الدولة قدمت برنامج الإعاشة المدرسية لجميع طلاب التعليم العام، مواطنين ووافدين بالمجان، وكانت عبارة عن ساندويتشات وكأس من الحليب، يقدمها المتعهد، ثم أتت العلب المغلفة والتي تحتوي البسكويت وعلبة حليب أو عصير مع قطعة حلوى أو تمر أو فول سوداني، واستمرت لفترة ليست بالقصيرة
طبقة واحدة
يقول علي مهدي الكستبان أحد طلاب الثمانينات الهجرية: كانت الأمور في ذلك الوقت مستورة كما يقال بالعامية، فالجميع في ذلك الوقت طبقة.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الوطن السعودية
