مررت بموقف ضايقني وشعرت فيه بالغبن والحسرة والقهر، فشكوت ما أصابني إلى بعض من أثق بهم فحاولوا التخفيف عني بالاستماع والنصيحة والتوجيه ونحوها من طرق المواساة، لكن ذلك لم يبرد حر قلبي ولم يشف فؤادي، ثم إنني جلست مع صديق فأخبرته بما حصل معي، فلم يتفوه إلا بعبارة واحدة قائلا: يا رجال "بقريح"
عندها نزلت عبارته على قلبي مثل الثلج وعدت للبيت يومها وقد نفضت غبار الهم عن كاهلي
"بقريح" كلمة متعددة الاستخدامات كثيرة المدلولات، وكلها تصب في خدمة مصابي مشاعر البؤس الإنسانية، وتأتي على عدة معان: طنش، لا عليك منهم، في ستين داهية، أصابتك القرحة، دعه "يزعل" دون سبب، فليذهب المزعجون إلى الجحيم، وغيرها
ويقال إن "قريح" تصغير لجبل "قراح" الذي ينسب إليه قول الشاعر محسن الهزاني:
ويا زلته في عاليات الجبال
ماها قراح مير من دونها غرق
وقيل إن "قريح" رمز للمكان النائي وقيل إنه اسم "جني" والعياذ بالله
أحمد الله على هذه الألفاظ التي جادت بها اللغة علينا بغض النظر عن أصلها وسببها.. فهي تنفس الغضب وتهدئ الألم وتواسي النفس وتنعش الروح، وبها يتضح المقصد ويصل المراد
ولهذه الكلمات قوة وطاقة إيجابية، لولاها لشاب الرأس وسقط الشعر وارتفع الضغط وازداد السكر وقرقع القولون وتشنج العضل وضاق الوريد وانسد الشريان وذبلت العينان وذاب القلب كمدا وغيظا
وبعض الناس إذا قلت له مثل ذلك رد عليك: وأين ذكر الله؟
فالجواب أن ذكر الله حياة وبركة، لكنه أعظم وأكبر من أي.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة مكة
