أمام تشدد مدونة (قانون) الأسرة في المغرب حيال منح القاضي للزوج الإذن بتعدد الزوجات، يلجأ عديد من الرجال إلى محاولة الاحتيال على القانون من خلال أنواع الزواج، أشهرها ما يسمى "زواج الفاتحة" وأيضاً زواج "الكونطرا"
ويبنى "زواج الفاتحة" على قراءة سورة الفاتحة بين عائلتي طرفي القران، لكن من دون توثيق رسمي، وذلك لتمكين الرجل من الزواج بثانية من دون علم أو موافقة زوجته الأولى، وهو نمط من الزواج سائد بكثرة في البوادي والمناطق النائية والفقيرة في البلاد
وأما زواج "الكونطرا" (زواج العقد)، فيتم من خلال التوقيع على وثيقة أمام السلطات الإدارية تتضمن الالتزام بدين مالي بين الزوج ووالدي الفتاة القاصر، يكون بموجبه الرجل ملزماً بتوثيق الزواج عند بلوغ الفتاة سن الزواج القانوني (18 سنة)، أو دفع الدين عند التراجع عن الاتفاق
قصة مع "زواج الكونطرا"
سلوى، شابة في عقدها الثاني، تستحضر قصتها المريرة مع "زواج الكونطرا" عندما كانت قاصراً في سن الـ16 من عمرها، لما كانت تقطن مع والديها في بادية بضواحي مدينة الخميسات (وسط)، وتقدم لها شاب من أبناء المنطقة يشتغل عاملاً في الحقول الإسبانية، غير أنه لمواجهة قانون الأسرة التي تفرض الزواج في سن 18، لجأ إلى حيلة "الكونطرا"
تردف سلوى "كانت أسرتي فقيرة معدمة، وبالكاد نجد ما نقتاته بسبب مرض الأب، حيث كنا نعول على مداخيل بعض الأعمال البسيطة التي يقوم بها إخوتي في الرعي والزراعة لفائدة الغير، وعندما سنحت فرصة الزواج عبر الشيك لم يتردد أبي ووافق على الفور عندما علم برغبة الشاب"
تكمل المتحدثة وفي صوتها الممزوج بالأسى والحسرة "لم أجد بداً من القبول أيضاً لأن كل فتاة في القرية تحلم بالزواج والانعتاق من واقعها الاجتماعي الصعب، فتم توقيع ورقة تتضمن اعترافاً من الشاب بدين مالي قدره 20 ألف درهم (ألفي دولار) لفائدة والدي، وعندما أبلغ سن الزواج يتم توثيق الزواج بشكل رسمي"
وقالت "عندما حان موعد توثيق الزواج اختفى عن الأنظار، وغيَّر رقم هاتفه في إسبانيا حيث يعمل، ولم يعد يأتي إلى البلدة"، لتواجه واقعاً اجتماعياً ونفسياً صعباً، فلا هي متزوجة، ولا هي مطلقة، كما لا تمتلك أي وثيقة قانونية تثبت زواجها
اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تعلق في هذا الصدد الناشطة النسائية بهيجة بنزهرة بالقول إن زواج "الكونطرا"، أو "زواج الشيك" ما زال سارياً في عدد من المناطق القروية الفقيرة، لأن الأمر يتعلق بالحصول على المال، غير أنه زواج لا يفضي سوى إلى المشكلات الاجتماعية والأسرية والنفسية، إذ إنه في الغالب لا يكتمل، أو يواجه عدداً من العراقيل
ووفق الناشطة عينها "زواج الكونطرا هو في العمق عبارة عن بيع وشراء للفتاة القاصر التي في الغالب يتم القفز على رأيها في الزواج، وتكون مضطرة إلى قبوله"، مبرزة أن هذا النوع من الزواج يرقى قانونياً إلى "جريمة الاتجار بالبشر"، غير أنه للأسف يتم في أغلب الأحيان في السر بين الأطراف المعنية، كما يكون برضاها، وهو ما يعرقل أي إجراءات قانونية يمكن اللجوء عليها لمنع هذا النوع من الزواج"
من جهته سجل المجلس الاجتماعي والاقتصادي بالمغرب (مؤسسة رسمية)، ضمن تقرير سابق، "وجود وسطاء يملكون لوائح بأسماء فتيات لا يرفضن بهذا النوع من الزواج، مما يعرضهن للاستغلال الجنسي"، بحسب المجلس الاجتماعي
زواج "الفاتحة"
وإلى جانب زواج "الكونطرا" القائم على عرض مبلغ مالي على شكل دين، ما زال موجوداً في القرى النائية والمهمشة بالمغرب زواج من نوع آخر يستهدف الفتيات القاصرات أيضاً، معروف بـ"زواج الفاتحة"، يتم بقراءة الفاتحة بين أطراف القران من دون توثيقه، وذلك للتهرب من بنود مدونة الأسرة التي تتشدد في زواج القاصر، كما يفرض قبول الزوجة الأولى في حالة التعدد
وقيدت مدونة الأسرة في الفصلين 20 و21 زواج القاصر بموافقة.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من اندبندنت عربية
