علي بن مسعود المعشني
لأكثر من سبعة عقود من الزمن، كانت قضية فلسطين تتنقل وتتأرجَح بين نكبة واغتصاب واحتلال، وكان كلُّ عنوان يستند إلى تعريف لحالة فلسطين من دولة ذات سيادة، إلى أرض منهوبة ومسروقة بوضع اليد والواقع القهري وبمباركة وتوافق إقليمي ودولي، في سابقة لم تعرفها الإنسانية ولا التاريخ السياسي.
الهَوَان العربي الذي رسخته ثقافة "سايكس- بيكو"، بفعلها التمزيقي وفرض ثقافة الدولة القُطرية الدخيلة على ثقافة العربي عبر العصور، جَعَل من الأقطار العربية قسرًا أقطارًا وظيفية لا حول لها ولا قوة، و"طابور خامس" للمستعمر بوعي وبلا وعي.
وزَادَ على هذا الهَوَان فاعلية آلة الإعلام الغربية الضخمة، والتي سكبت في عقول أجيال العرب سرديات تفُوق طاقات استيعابهم للواقع والصراع الوجودي الذي يُحاك لهم من قبل الغرب لزوالهم، أو الإبقاء على حالة التبعية والانبهار للغرب.
حالة فلسطين الاستثنائية في التاريخ الإنساني والسياسي، من الطبيعي أن تنتج أضدادًا مُتنافرة لا تلتقي في الوعي العربي المعاصر، كالنضال والتطبيع، والمقاومة والانتفاضة، وهذه الأضداد أوجدت بالنتيجة لها مناصرين ونُخبًا ودعاة ومواقف عبر تاريخ القضية الفلسطينية.
الغريب أنَّ العقل العربي المعاصر بين فئتيه: النخبوية والعوام، يتفقون على وجوب مقاومة المحتل، ولهم سَوَابق وأمثال في تجارب العديد من الأقطار العربية التي واجهتْ المستعمر حتي نالت استقلالها، وكانت الشعوب العربية نصيرًا ورديفًا لنضالها، بينما ينقسمُ عرب زماننا حول قضية فلسطين ونضال أبنائها، ويهرول بعضهم -وبنجابة وتفانٍ- نحو التطبيع والإقرار بأحقية العدو الصهيوني بفلسطين!!
حالةُ فلسطين يجب أن تعُود بنا إلى أثر المخدرات العقلية الفاخرة التي سكبتها أم الكبائر إنجلترا في عقول العرب، عبر وعد "بلفور" و"سايكس- بيكو" ومشروع تقسيم فلسطين، وصولًا إلى تسليمها لُقمةً سائغةً لأفواه الصهيونية العالمية، وهذا ما لم يكُن ممكنًا لولا تمرير ثقافات تلك الأوبئة الفكرية، والتي أوصلتنا بالنتيجة إلى اعتبار قضية بحجم فلسطين مسألة فيها نظر، بينما كل احتلال في العالم مهما كان حجمه وزمانه جريمة نكراء لا.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الرؤية العمانية
