الساميّة.. عِرق وليست ديانة.. بقلم: د. ندى أحمد جابر #صحيفة_الخليج

لا تجد الدولة الإسرائيلية في كل منعطف تاريخي سوى العودة الى تحريك الرأي العام العالمي بإعادة تلك الأسطوانة المُكررة، (معاداة السامية)، وتتعالى معها موسيقى حزينة تذكّر بمعاناة اليهود، والمحرقة النازية. وتثير التعاطف والمشاعر الإنسانية، وتجتهد معها آلة الإعلام لتُنتج أفلاماً، وتكتب روايات تشغل الناس كي ينسى العالم ما ذكر في كتب التاريخ، ووُثّق في كل الأبحاث.. كي ينسي العالم أن السامية عرق، وليست ديانة.

تقول كتب التاريخ إن السامية هي نسب يعود إلى (سام بن نوح)، ويرى بعض المؤرخين والباحثين أن الحضارة السومرية شملت كل الساميين الذين يُشكل العرب أغلبيتهم، وأن أجداد العرب هم الساميون. وقد كانت عاد وثمود من أول هؤلاء، كما أشار القرآن الكريم في سورة (هود)، وسورة (الأحقاف). ومن ناحية ترى الديانات الثلاث، اليهودية والمسيحية والإسلامية، أن الأصل واحد لكل البشر بعد الطوفان، حيث إنهم جميعاً يأتون من نسل سيدنا نوح عليه السلام. كما ذكر القرآن الكريم في قوله تعالى «وجَعَلنا ذْرِيّتهُ هُم البَاقيِين»، فالناس كلهم من ذرية نوح. وأبناء سيدنا نوح هم (سام)، و(حام)، و(يافث)، وتقول الأبحاث التاريخية: إن السامية كلمة تشمل الشعوب الأساسية التي هاجرت سنة 3500 قبل الميلاد من الصحراء العربية إلى ضفاف نهري (دجلة والفرات)، وبلاد (سوريا ولبنان وفلسطين)، حيث الحضارات المزدهرة.

ويُجمع جميع المؤرخين والباحثين على أن اللغات السامية هي العربية، والعبرية، والآرامية. أما (الحاميون) فينتسبون إلى (حام) ابن نوح ويقصد بهم الشعوب التي سكنت القارة الإفريقية. (بمن فيهم يهود الحبشة)، و(اليافثيون)، وينسبون الى (يافث) ابن نوح وهم أصل الشعوب (الهندو- أوروبية) الساكنة في منطقتي الشرق الأقصى، وأجزاء من الشرق الأدنى القديم (بلاد فارس)، والشعوب الأوروبية.

أما لفظ (معاداة السامية) فهو اللفظ الذي كرسه الإعلام الغربي المُمول صهيونياً، لجعله الرد على لفظ (معاداة اليهودية)، وكانت هذه المعاداة منتشرة في أوروبا في القرون الوسطى، ويُذكر أن استعمال تعبير (معاداة السامية) ذكر للمرة الأولى عام 1873حيث ذكره الكاتب الصحفي الألماني (ولهلم مار) وكان متطرف العداء لليهودية، لكن هذا المصطلح جاء لمصلحة اليهود، حيث وجدوا فيه بديلاً عن مصطلح (معاداة اليهود) المنتشر آنذاك لتحويل المعاداة إلى عنصرية، وهكذا صادف هذا التعبير هوى في أفئدة اليهود، إذ تلقت الجماعات اليهودية هذا المصطلح لاحتكار النسب السامي، وكسب تعاطف العالم معهم، علماً بأن الشعوب اليهودية التي كانت تقطن أوروبا والحبشة، وغيرها، لا تنتمي إلى الأصل السامي. لكن آلة الإعلام الغربي التي كانت تُمَول من الجماعات الصهيونية استطاعت أن.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الخليج الإماراتية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الخليج الإماراتية

منذ 10 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ ساعة
منذ ساعة
منذ 3 ساعات
صحيفة الخليج الإماراتية منذ 17 ساعة
صحيفة الاتحاد الإماراتية منذ 18 ساعة
برق الإمارات منذ 13 ساعة
صحيفة الخليج الإماراتية منذ 19 ساعة
صحيفة الاتحاد الإماراتية منذ 11 ساعة
صحيفة الاتحاد الإماراتية منذ 18 ساعة
صحيفة الاتحاد الإماراتية منذ 6 ساعات