عمان – الدستور – عمر أبو الهيجاء
ذكر أحد العدائين «لازمة» علمه إياها أخوه الأكبر، وهو عداء أيضاً، فكان يفكر فيها منذ أن بدأ الجري، تقول هذه اللازمة: «الألم حتمي لكن المعاناة اختيار» لنقل إنك تجري، وأخذت تقول في نفسك: «هذا مؤلم يا رجل لا يمكنني المضي أكثر» سيكون الجزء المتعلق بالألم واقعاً، لا يمكن تفاديه، لكن احتماله أو عدم احتماله أمر عائد إلى العداء نفسه، وهذا يلخص الجانب المهم من جري الماراثون.
يقول الروائي والكاتب الياباني هاروكي موراكامي في كتابه «ما أتحدث عنه حين أتحدث عن الجري» ترجمة بثينة الإبراهيم: «لقد مرّت عشر سنوات منذ أن خطرت لي فكرة كتاب حول الجري، لكن السنوات مضت وأنا أحاول بطريقة تلو الأخرى، دون أن أستقر فعلياً لكتابته، فالجري موضوع غامض، ووجدت صعوبة في تحديد ما أود قوله عنه».
يهدي موراكامي كتابه إلى كل العدائين الذين صادفهم على الطريق، وأولئك الذين مرّ بهم، وأولئك الذين مروا به، فبدونهم لم يكن ليواصل الجري، كما أنه يعلن عن امتنانه لزوجة الروائي رايموند كارفر، لأنها منحته الإذن باستخدام عنوان مجموعة زوجها القصصية: «ما أتحدث عنه حين أتحدث عن الحب».
التقى موراكامي كثيرين شجعوه على الجري، ومنهم العداءة اليابانية أريموري الحائزة على الفضية في الماراثون في أوليمبياد برشلونة، حين شعر بالدوار والعطش الشديد نظرت إليه، وقالت له: «ما الأمر سيد موراكامي؟ وعرف عندئذ أن العدائين العالميين المحترفين صارمون جداً.
يتمتع موراكامي بحس ساخر، وقد بدا ذلك واضحاً، وهو يحكي ما تعرض له أثناء جولات الجري، والكتاب كما يراه هو نوع من المذكرات، وفي كل الأحوال: «منحني الجري لربع قرن الكثير من الذكريات الجيدة» ومنها ما يذكره حين كان يترجم رواية جون إرفنج «إطلاق سراح الدببة»، ولما كان في نيويورك طلب إجراء حوار معه.
يقول موراكامي: «أخبرني أنه مشغول، لكن إن جئت صباحاً أثناء.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الدستور الأردنية
