في خضم الحياة وتقلبات الأيام، تظهر قيم عظيمة ترسخ في النفس البشرية الطهارة والسمو، ومن بين هذه القيم، تبرز الأمانة التي قدَّرها الإسلام وجعلها أحد أعمدة الأخلاق، إنها تجمع شمل الأرواح، وتبني جسور الثقة والأمان والمحبة بين الناس.
وكان النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- معروفًا بين قومه بالأمانة والصدق منذ قبل بعثته، حتى أنهم كانوا يضعون عنده أماناتهم الثمينة.
ومن القصص البارزة التي تروي أمانته -عليه الصلاة والسلام- أنه عندما عزم على الهجرة إلى المدينة المنورة، كان يحتفظ بأمانات لقريش، وفي تلك اللحظة، طلب من علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أن يعيد الأمانات إلى أصحابها، مؤكداً على أهمية الوفاء بالعهد.
ومن أبرز شواهد أمانة النبي -عليه الصلاة والسلام- إرجاعه مفتاح الكعبة لعثمان بن طلحة بعد أن أخذه منه يوم فتح مكة المكرمة، ليكون ذلك دليلاً ساطعاً على صدقه وأمانته.
فحفظ الأمانة وحسن أدائها دليل على صدق إيمان العبد، وخيانة الأمانة دليل على نفاق العبد، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: "أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ، كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ، حَتَّى يَدَعَهَا: "إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ" أخرجه مسلم. 1/56(122).
والأمانة ليست مجرد كلمة تُلفظ أو شعاراً يُرفع، بل هي عقيدة راسخة ومبدأ نبيل يتجسد في أفعالنا وتصرفاتنا، إنها حفظ الحقوق وأداء الواجبات بكل صدق وإخلاص، دونما تهاون أو تقصير، فالأمانة هي ذاك السر، الذي نُؤتمن عليه، والمال الذي.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من الشارقة 24