ما رأيك في دردشة في الوعي؟ من حقك الاعتراض: ما هذا الموضوع الذي لا طعم له، أسمعنا شيئاً يستطيع العقل العربي أن يوليه اهتماماً. لعلمك، بمجرد سماع كلمة وعي تنسدّ أذناه تلقائياً، بمثل تلك السدّادات التي يستخدمونها في التصوير بالرنين المغناطيسي (إم. آر. آي) أنت تدري أن العقل العربي رضع في الحليب المجفف البلاغة من بديع ومعانٍ وبيان، وجناس مقلوب غير كامل، فعندما يطرق طبلة سمعه فعل وعى، يصير بقفزة صرفية: عوى.. فينطلق نفير العواء بالبيت: «عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى.. وصوّت إنسانٌ فكدت أطيرُ».
بالمناسبة: العقل العربي، منذ كثُر طرح موضوع الوعي، صار يخاف الدروب المؤدية إلى أشعار أبي الطيب، فهي ملغّمة بالكثير من الأبيات التي تجلب الصداع. تخيّل رجلاً ظل طوال ألف سنة يستفز العقل العربي ببيته الذي يشبه غيمة سرب دبابير: «وتركُك في الدنيا دويّاً كأنما.. تَداولُ سمعَ المرء أنملُهُ العشرُ». أي خمسة أضعاف سدّادي الأذن في الرنين المغناطيسي. ولو سألتَ الشاعر: كيف يتسنى ذلك في وعي غير واعٍ، ولا إلى إيقاظه من داعٍ؟ فالمتنبي حاضر الجواب: «أعلى الممالك ما يُبنى على الأسلِ». قال العقل العربي مهمهماً: بارك الله فيك يا أحمد بن الحسين، لقد وضعت عنّا الوزر،.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الخليج الإماراتية