يشهد الوضع الإنساني في ليبيا تحديات متزايدة مع تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين السودانيين إلى أراضيها، هربًا من الحرب والأوضاع الاقتصادية المتردية في بلادهم.
وقد كشفت التصريحات الأخيرة للمسؤولين المحليين عن حجم هذه الظاهرة وتداعياتها.
في مدينة الكفرة، أعلن الناطق باسم البلدية، عبد الله سليمان، أن عدد اللاجئين السودانيين الموثقين رسميًا قد بلغ 40 ألف شخص.
وأشار سليمان إلى أن هذا الرقم لا يشمل اللاجئين غير المسجلين الذين يدخلون البلاد دون توثيق.
وأكد على صعوبة الظروف الإنسانية التي يواجهها هؤلاء اللاجئون، مشيرًا إلى ضعف الدعم المقدم من المنظمات المحلية والدولية.
وفي مدينة طبرق، أفاد مفتاح الشروي، رئيس وحدة العلاقات بجهاز الهجرة غير الشرعية، بزيادة ملحوظة في حركة دخول اللاجئين السودانيين عبر الحدود المصرية.
وعزا هذه الزيادة إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية في مصر وتفاقم الأزمة المالية للسودانيين بسبب استمرار الحرب في بلادهم.
وقدر الشروي عدد اللاجئين الوافدين إلى ليبيا بين شهري مارس وأغسطس بحوالي ألفي شخص، معظمهم من العائلات الحاملة لبطاقات اللجوء.
وعلى الرغم من كون ليبيا نقطة انطلاق رئيسية للهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، أوضح الشروي أن نسبة السودانيين الراغبين في المخاطرة بعبور البحر المتوسط تكاد تكون معدومة.
وأضاف أن معظم اللاجئين السودانيين يعتبرون ليبيا وجهتهم النهائية، حيث يجدون فيها بيئة حاضنة يمكنهم العيش والعمل فيها دون حواجز لغوية.
وأشار الشروي إلى الجهود المبذولة من قبل جهاز مكافحة الهجرة للتنسيق مع الجهات المعنية في مدينة أمساعد لتجميع اللاجئين وتوفير الرعاية اللازمة لهم في مراكز الإيواء. كما أكد على التعاون مع الجالية السودانية لتأمين مساكن للعائلات، وذلك بهدف حمايتهم من استغلال مهربي البشر.
يسلط هذا الوضع الضوء على التحديات الإنسانية والأمنية التي تواجهها ليبيا في ظل تدفق اللاجئين، ويبرز الحاجة إلى تعزيز الجهود الدولية والإقليمية لدعم البلاد في التعامل مع هذه الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
ظهرت المقالة تدفق اللاجئين السودانيين إلى ليبيا.. أزمة إنسانية تتطلب حلولاً سياسية وأمنية.. و 40 ألف لاجئ سوداني رسميًا بالكفرة أولاً على ج بلس.
هذا المحتوى مقدم من عصب العالم
