إيران و"حزبها": خيارات محدودة في لبنان

أين إيران، وأين "الساحات"، وأين "المحور"؟ تبدو كأنها غائبة عما يحصل وما هو آتٍ في لبنان، كما كانت عاجزة ومتهرّبة مما سبق في غزّة؟ بعدما أصبحت كل "ساحة" تعمل وفقاً لظروفها، كما قيل، غدت "وحدة الساحات" شعاراً وهمياً وانتهى، أو أنها سقطت في الاختبار الذي أُعدّت له ضد اسرائيل.

أولى "الساحات" في سوريا تموضعت، بأمر أو نصيحة من موسكو، خارج الخدمة في الصراع الحالي منذ اندلاعه. الثانية، غزّة، وهي الأهم استراتيجياً لإيران، اختارت التدمير الذاتي قبل أن تعرّض نفسها لتدميرٍ إسرائيلي منهجي. أما الثالثة، المتمثلة بـ "حزب إيران/ حزب الله"، وهي "جوهرة التاج الإمبراطوري" كما توصف، فتلقّت أخيراً ضربات قاسية أودت بنحو جيل من قادتها ووضعتها أمام حدود قوّتها. وأما الرابعة العراقية والخامسة اليمنية فتبدوان أكثر أهمية من أن تضحّي طهران بهما، إما لقربهما الجغرافي منها أو لأنها خصّصت لهما وظيفة إقليمية تتعلق بحماية نفوذها على المدى الطويل، ومن ذلك مواصلة استخدامهما كمصدر تهديد لدول الخليج.

في الشهور الثلاثة الماضية غدا وقف إطلاق النار في غزة عقدة العُقد. أرادته الإدارة الأميركية لزوم الانتخابات الرئاسية وفشلت في فرضه. طلبته طهران في كل اتصالاتها مع واشنطن كشرطٍ لتخفيف ضغوط "المحور" على إسرائيل والقوات الأميركية في المنطقة وعلى أمن الملاحة التجارية في البحر الأحمر. لكن أبرز أسباب استعصاء التوصّل الى "الصفقة" أن متطرّفي الحكومة الإسرائيلية، وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو، حدّدوا ثلاثة أهداف:

1) استدامة احتلال قطاع غزّة، 2) إعادة رسم الخريطة الديموغرافية للضفة الغربية بالاستيطان والتهجير وحصر المناطق السكنية للفلسطينيين وتحويلها الى معازل (تطبيقاً لـ "صفقة القرن")، و3) تغيير الواقع الأمني في الشمال/ جنوب لبنان، مع الحفاظ على تفوّق اسرائيلي عسكري وأمني. وهناك سببٌ آخر للاستعصاء هو أن "حماس" تريد أن تبقى بشكلٍ أو بآخر في "حكم" القطاع، وإذ تُظهر مرونة حيال عودة السلطة الفلسطينية الى غزّة فهذا لا يعني تخلّيها عن هدف التخلّص من هذه السلطة في الضفة، وتعتقد أن "شعبيتها" هناك تسمح لها بذلك، مهما تطلّب الأمر من وقت.

لم يغب عن أذهان قادة إسرائيل أن محاربة "حماس" وسائر الفصائل في غزّة هي جزء من محاربة إيران ومحورها. فلطالما كان ضرب الأذرع والميليشيات خطوة لا غنى عنها في المواجهة مع إيران، أو بديلاً ممكناً من الحرب المباشرة عليها، إذ أن اضعاف وكلائها يضعفها. وبعد تحييد النظام السوري، سواء بتهديده مباشرةً أو بمساهمة من "الصديق" الروسي، ثم إضعاف "حماس" والفصائل الأخرى في غزّة، بقيت الترسانة الصاروخية الضخمة التي تجمّعت لدى "حزب إيران" في لبنان. فهذه كانت مقلقة للولايات المتحدة ولإسرائيل التي قالت مراراً أنها لن تتعايش معها الى ما لا نهاية. وقبل عملية "طوفان الأقصى" التي طرحت فيها "حماس" التحدّي الأكبر لقوّة إسرائيل وغطرستها، كانت هناك مساجلات نارية مع "الحزب" عبر الحدود، أما بعد "الطوفان" فتغيّرت الظروف والعقلية.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الوطن السعودية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الوطن السعودية

منذ 11 ساعة
منذ 11 ساعة
منذ 10 ساعات
منذ 11 ساعة
منذ 11 ساعة
منذ 11 ساعة
صحيفة سبق منذ 9 ساعات
قناة الإخبارية السعودية منذ 4 ساعات
صحيفة الاقتصادية منذ 14 ساعة
صحيفة الشرق الأوسط منذ 7 ساعات
قناة الإخبارية السعودية منذ 3 ساعات
صحيفة عاجل منذ 11 ساعة
موقع سعودي منذ 11 ساعة
قناة الإخبارية السعودية منذ 10 ساعات