ماذا نعرف عن مقلاع داوود "العصا السحرية" لإسرائيل؟

أفادت تقارير بأن الصاروخ الذي أطلقه حزب الله باتجاه مقر الموساد بتل أبيب الأربعاء الخامس والعشرين من سبتمبر/أيلول، كان من طراز قادر-1 إيراني الصنع، وهو صاروخ باليستي متوسط المدى، يمكنه حمل رأس حربي يتراوح وزنه بين 700 إلى 1000 كجم.

هذا الصاروخ يكفي لتدمير كلي أو شبه كلي لمبنى كبير الحجم، لكن إسرائيل تمكنت من التصدي لهذا الصاروخ بفضل نظام الدفاع الجوي "مقلاع داوود"، بحسب ما جاء على لسان المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، ديفيد منسر.

مرحلة دفاعية أعلى صُمم "مقلاع داوود" بالأساس كبديل يحل محل نظام الدفاع الصاروخي "باتريوت" لدى الجيش الإسرائيلي.

ويقول الكولونيل عباس دهوك المستشار العسكري السابق لوزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، لبي بي سي إن نظام الدفاع "مقلاع داوود" يتميز بمدى اشتباكه "الأطول" بنحو 100 كيلومتر مقارنة بنظام "باتريوت".

ويتألف نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي من ثلاث مستويات، كل منها مصمم للتعامل مع التهديدات من مسافات مختلفة.

ويشكل "مقلاع داوود" "المستوى المتوسط" من مستويات أنظمة الدفاع الإسرائيلية المتعددة، فهو المرحلة الدفاعية الأعلى في أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، بعد نظام "القبة الحديدية"، وبدأ استخدامه فعلياً عام 2017.

وقد سُمي "مقلاع داوود" بهذا الاسم، تيمناً بالقصة التوراتية التي ذكرت أن الراعي "داوود" استخدم المقلاع لقتل "جالوت" العملاق بالحجارة.

وقد صُمم "مقلاع داوود" لاعتراض الصواريخ الباليستية والصواريخ المجنحة، وكذلك الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى، في حين تكمن قدرة "القبة الحديدية" الدفاعية على إيقاف الصواريخ قصيرة المدى ونيران المدفعية.

وجرى تطوير "مقلاع داوود" بواسطة شركة رافائيل الإسرائيلية لأنظمة الدفاع المتقدمة، وكذلك شركة "رايثيون"، وهي شركة أمريكية كبرى للصناعات العسكرية.

ويعرف مقلاع داوود أيضاً باسم "العصا السحرية" وهو نظام مصمم لمواجهة الصواريخ والقذائف التي تُطلق على مدى يتراوح بين 25 إلى 186 ميلاً (40 إلى 300 كيلومتر).

ويتألف "مقلاع داوود" من وحدة إطلاق الصواريخ، ورادار للتحكم من طراز ELM-2084، ومحطة تشغيل، وصاروخ اعتراضي من طراز "ستانر".

بالنسبة لوحدة الإطلاق فهي عبارة عن نظام إطلاق عمودي مثبت على مقطورة. ويمكن لكل وحدة أن تحمل ما يصل إلى 12 صاروخاً. وتُصنع جميع وحدات الإطلاق، وكذلك أجزاء من صاروخ "ستانر" الاعتراضي في الولايات المتحدة.

صاروخ "ستانر" بحسب موقع "ميسل ثريت" التابع لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، المعني بالمعلومات حول الصواريخ الباليستية والمجنحة في العالم، فإن طول الصاروخ الاعتراضي "ستانر" يبلغ 4.6 متر، ويتكون من مرحلتين، وهو قادر على اعتراض الأهداف على ارتفاعات تصل إلى 15 كيلومتراً، ويتراوح مداه بين 40 و300 كيلومتر.

وتتميز مقدمة الصاروخ "أنف الصاروخ" بأنها على شكل دولفين، تحمل جهازي استشعار للتوجيه: مستشعر مشترك كهروضوئي للتصوير بالأشعة تحت الحمراء، وباحث راداري يعمل بجميع الأحوال الجوية.

ويسمح هذا النظام المزدوج لأي من الجهازين بالتوجه نحو هدفه، فيما يزيد استخدام كليهما بشكل كبير من التصدي لأي تشويش أو فخ، لزيادة القدرة على الفتك بالهدف.

ويستخدم صاروخ "ستانر" محركاً يعمل بالوقود الصلب، ويصل إلى سرعة 7.5 ماخ على ثلاث دَفعات أو مراحل؛ حيث تعمل الدَفعتان الأولى والثانية على زيادة سرعة الصاروخ خلال مساره الأوليّ، أما الدفعة الثالثة فتساعد الصاروخ على المناورة وزيادة سرعته قبل اعتراض الهدف.

وتقدر تكلفة إنتاج كل صاروخ "ستانر" بنحو مليون دولار. وعلى النقيض من الصاروخ الاعتراضي للقبة الحديدية، لا يحتوي صاروخ "ستانر" على رأس حربي، بل يقضي على الأهداف بضربها مباشرة.

ويعلق مستشار الخارجية الأمريكية السابق، عباس دهوك، لبي بي سي بأن مقلاع داود "أكثر فعالية من حيث التكلفة، فيقال إن صاروخ ستانر أرخص بكثير من الصاروخ المستخدم في نظام "باتريوت" الأقدم".

رادار الـ 1000 هدف يستخدم "مقلاع داوود" الرادار الإسرائيلي ELM-2084 متعدد المهام، وهو قادر على اكتشاف وتعقب الطائرات والأهداف الباليستية، وتوفير وسيلة للتحكم في إطلاق الصواريخ للاعتراض الصاروخي أو الدفاع الجوي المدفعي.

ويمكن أن يعمل هذا الرادار في مهمة مراقبة جوية أو مهمة التحكم في إطلاق النيران. وفي وضع المراقبة، يمكنه تتبع ما يصل إلى 1100 هدف على مدى 474 كم، ويمكنه المسح الإلكتروني بزاوية 120 درجة وارتفاع 50 درجة.

وفي وضع التحكم في إطلاق النيران، يمكنه تتبع ما يصل إلى 200 هدف في الدقيقة على مدى 100 كيلومتر. ويستخدم هذا الوضع لتوجيه صواريخ "ستانر" الاعتراضية كي تتمكن أجهزة الرصد الموجودة على متنها من اكتشاف الهدف.

تطوير "مقلاع داوود" بدأت إسرائيل في تطوير مقلاع داود عام 2006، قبل أن توقع اتفاقية في أغسطس/آب 2008 مع الولايات المتحدة للمشاركة في تطوير النظام.

ومن السنة المالية 2006 وحتى 2020، ساهمت الولايات المتحدة بمساعدات تقدر بنحو ملياري دولار لدعم تطوير "مقلاع داوود".

وفي أكتوبر/تشرين الأول لعام 2009، منحت شركة رافائيل للأنظمة الدفاعية المتقدمة، المسؤول الرئيس عن "مقلاع داوود"، أكثر من 100 مليون دولار لشركة رايثيون للصواريخ والدفاع الأمريكية لتطوير صاروخ اعتراضي بقدرات مذهلة ووحدة إطلاقه العمودية.

وعرضت رافائيل النظام لأول مرة علناً في معرض باريس الجوي عام 2013، وصُنعت 50 في المئة من مكونات "مقلاع داوود" في الولايات المتحدة، بحسب موقع "ميسل ثريت".

وفي عام 2012، بدأت منظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية ووكالة الدفاع الصاروخي الأمريكية في اختبار تطوير نظام "مقلاع داوود".

وأجريت أول تجربة ناجحة للنظام في صحراء النقب عام 2012، واستمرت التجارب حتى عام 2015، ضد "أهداف متعددة تمثل تهديدًا في اشتباكات واقعية في الوقت الفعلي"، بحسب وزارة الدفاع الإسرائيلية التي رفضت.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من بي بي سي عربي

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من بي بي سي عربي

منذ 10 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 11 ساعة
منذ 6 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 10 ساعات
قناة العربية منذ 10 ساعات
سي ان ان بالعربية منذ 19 ساعة
قناة العربية منذ 6 ساعات
قناة العربية منذ 12 ساعة
قناة العربية منذ 4 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 3 ساعات
قناة العربية منذ 17 ساعة