مقامة الهمذاني في العيّار الحرامي -1

مرة.. ضاعت مني محفظتي في باريس، وأنا نازل من سيارتي في موقف بجانب العمارة، لكنه يطل على تقاطع شوارع، ومحط دوس الأرجل من المارة، انزلقت من جيب البنطال الواسع، موضة ذاك الوقت، وكانت عامرة بالنقود، والبطاقات، والهويات، وفجأة شعرت أن الإنسان في المدن الكبيرة عبارة عن رقم تعريفي، وورقة، وبطاقة، ومجموعة أرقام، وقعت المحفظة في يد شاب لم يرحمها، فأوصلها بعد مدة، ولكنها خاوية، ذاوية، فعنّت لي كتابة مقامة من مقامات الهمذاني في العيّارة والنشّالة، وفي وصف أمين الزمان الحرامي:

أبدأها بالشكر والامتنان، لكلّ من سأل عن حالي، وتلمس أخباري، وأحوالي، في عزّ محنتي، وفقداني محفظتي، وسرقة أموالي، فالمعدن الطيب لا تفضحه النيران، يظل لامعاً براقاً على طول الأزمان، هذا ما غاب عن أصدقاء باريس والجيران، الذين اكتفوا بهزّ رؤوسهم، ورفع كتوفهم، دلائل التأسف والحسران، تذكرت أرض الخير وأهل الخير، وطن الجود والكرم والإحسان، تذكرت كيف إن اشتكى عضو تداعت بالسهر والحمى سائر أعضاء الأبدان، لم تدهشني المفاجأة، ولم يقعدني طلب المكافأة، فهذا دستور آخر الزمان، وليس لي في هذه العاقبة غير الصبر والسلوان.

في بلاد الإفرنج، ليس هناك أخ فتنتخيه، ولا ابن عمّ فتنتصيه، الكلّ يركض وراء الوقت، والعمل، والمال، ولا قيمة لكلمة الرجال، الجميع يرقدون على القرش رقدة الجبان، لذلك.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الاتحاد الإماراتية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الاتحاد الإماراتية

منذ 11 ساعة
منذ 11 ساعة
منذ 4 ساعات
منذ 11 ساعة
منذ 11 ساعة
منذ 11 ساعة
موقع 24 الإخباري منذ 4 ساعات
موقع 24 الإخباري منذ 3 ساعات
صحيفة الاتحاد الإماراتية منذ 18 ساعة
موقع 24 الإخباري منذ 3 ساعات
صحيفة الخليج الإماراتية منذ ساعتين
موقع 24 الإخباري منذ ساعة
برق الإمارات منذ 20 ساعة
صحيفة الاتحاد الإماراتية منذ ساعتين