مصر تستعد لخفض فاتورة استيراد القمح

تدرس مصر خططاً لخفض واردات القمح وخفض الإنفاق على الخبز المدعوم، من خلال إضافة الذرة أو الذرة الرفيعة لمكوناته، تزامناً مع خطة للتحول من الدعم العيني إلى نظيره النقدي طرحتها إلى الحوار الوطني لتقليل الضغط عن الموازنة العامة للدولة التي تتحمل مبالغ ضخمة، وفي الوقت نفسه تستهدف وصول الدعم إلى المستحقين الحقيقيين.

ووفقاً للموازنة العامة للدولة للسنة المالية الحالية 2024-2025 تخصص القاهرة أكثر من 125 مليار جنيه (2.66 مليار دولار) لدعم الخبز.

إلى ذلك قالت خمسة مصادر مطلعة لوكالة "رويترز" إن مصر وضعت خططاً لخفض واردات القمح وخفض الإنفاق على الخبز المدعوم من خلال إضافة الذرة أو الذرة الرفيعة لمكوناته، لتوفير ملايين الدولارات، لكنها تواجه معارضة من أصحاب المخابز والمطاحن الذين قد يخسرون مالياً، ويقولون إنها ستؤثر في جودة الخبز.

ففي تصريحات حديثة قال وزير التموين والتجارة الداخلية شريف فاروق إن "الدعم النقدي سيتخذ القرار في شأنه من طريق جهات عدة، من بينها الحوار الوطني والشركات المسؤولة عن السلع والجمعيات الاستهلاكية"، مشيراً إلى أن القرار سيكون خدمياً وسيكون في منتهى المرونة، وسيعرض على جميع المتخصصين، وعند التنفيذ سيكون جاداً وصارماً، مضيفاً أن "التطبيق سيكون في مناطق معينة بصورة تجريبية مع بداية الموازنة الجديدة لعام 2025"، وتواجه القاهرة زيادة في الديون والتضخم ونقص العملات الأجنبية، وتقول الحكومة إن برنامج دعم الخبز يشكل عبئاً كبيراً على الموازنة، وتسعى إلى إلغائه تدريجاً.

من جهته، قال عضو شعبة المواد الغذائية باتحاد الغرف التجارية المصرية حازم المنوفى، إن "هناك العديد من المميزات التي سيحصل عليها المواطن من عملية تحويل الدعم العيني الي الدعم النقدي"، موضحاً أن أهم المميزات منح المستهلك حرية شراء السلع حسب احتياجاته، حتى لا يكون مجبراً على الحصول علي سلع بعينها، مشيراً إلى أن الدعم النقدي آلية محكمة لوصوله الي مستحقيه من خلال تنقية بطاقات التموين وتحديد الفئات المستحقة فعلياً للدعم.

خلط دقيق الذرة مع دقيق القمح

وبحسب "رويترز" قال مصدران بقطاع المخابز إن أحدث خطة لوزارة التموين المصرية، التي عرضت على المخابز والمطاحن في نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، تشير إلى خلط دقيق الذرة مع دقيق القمح بنسبة واحد إلى أربعة بداية من أبريل (نيسان) المقبل، مما قد يوفر ما يصل إلى مليون طن من القمح.

بينما أكدت ثلاثة من المصادر أن الحكومة ألغت خطة سابقة لزيادة معدل استخراج الدقيق من القمح في الدقيق المستخدم في الخبز المدعوم، بعد معارضة من جماعات ضغط في القطاع.

وطرحت مصر مقترحات استبدال القمح في الماضي في ظل سعيها إلى تحقيق قدر أكبر من الاكتفاء الذاتي، وجرى استخدام الذرة لسنوات عدة منذ عقدين، قبل أن تدفع حملة من مجموعات بالقطاع الحكومة إلى التخلي عنها.

وقال مصدران إن إدخال دقيق الذرة كمكون يمكن أن يسمح بتوفير كبير في العملة الصعبة، إذا استخدمت الذرة المزروعة محلياً، بدلاً من الاستيراد.

كلفة القمح الروسي

وتبلغ كلفة القمح الروسي الذي تعتمد عليه مصر بشدة نحو 220 دولاراً للطن بأسعار السوق الحالية، في حين يبلغ سعر الذرة نحو 200 دولار للطن، وفقاً لبيانات مجموعة بورصات لندن.

وتحتاج وزارة التموين المصرية إلى نحو 8.25 مليون طن من القمح سنوياً لتوفير الخبز المدعوم، وفقاً لموازنة 2024-2025، وتحصل الحكومة على نحو 3.5 مليون طن من القمح من المزارعين المحليين، وتستورد الحصة المتبقية، وقالت الهيئة العامة للسلع التموينية لـ"رويترز" أمس الجمعة، إن "منظومة الخبز المدعم مستقرة".

صفقة توريد مباشرة

تعد القاهرة من أكبر مستوردي القمح في العالم، إذ تنفق نحو 104 مليارات جنيه (2.1 مليار دولار) سنوياً على الواردات التي يأتي معظمها من روسيا.

وكانت الهيئة العامة للسلع التموينية (مسؤولة عن شراء الحبوب الحكومية في مصر) حاولت إجراء أكبر ممارسة لها على الإطلاق في أغسطس (آب) الماضي، التي أمر بها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بهدف التحوط من الأخطار الجيوسياسية، لكن الهيئة حصلت على سبعة في المئة فحسب من الكمية المستهدفة التي تبلغ 3.8 مليون طن، واستكشفت البلاد خيارات منها القروض المصرفية لشراء القمح وإجراء صفقات مباشرة مع التجار.

وقالت مصادر لـ"رويترز" الأربعاء الماضي إن الهيئة أبرمت صفقة مباشرة لشراء كمية من قمح البحر الأسود في الفترة ما بين نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل وأبريل 2025، وقدر أحد المصادر الكمية الإجمالية بنحو 3.12 مليون طن.

وفي خطوة أخرى لتوفير النفقات أعلنت الحكومة المصرية في نهاية مايو (أيار) الماضي للمرة الأولى منذ 30 عاماً رفع سعر رغيف الخبز المدعوم بنحو 300 في المئة، لتحرك سعر الرغيف من خمسة قروش (0.0011 دولار) إلى 20 قرشاً (0.0042 دولار) بداية من السبت المقبل الموافق لمطلع يونيو (حزيران).....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من اندبندنت عربية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من اندبندنت عربية

منذ 11 ساعة
منذ ساعتين
منذ 52 دقيقة
منذ 7 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ ساعتين
قناة روسيا اليوم منذ 6 ساعات
قناة العربية منذ 18 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 9 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 4 ساعات
اندبندنت عربية منذ 21 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 6 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 13 ساعة
قناة العربية منذ 4 ساعات