أدى انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي التي تستخدمها الشركات إلى تعقيد مشهد التوظيف، مما يجعل المرشحين يتسابقون ضد الخوارزميات لتأمين فرص العمل.. التفاصيل في إرم_بزنس

تواجه المهن التي تتطلب مهارات فكرية وتعليمية متقدمة، والمعروفة بعمال الياقات البيضاء، تحديات متزايدة في سوق العمل. فقد أدى انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي التي تستخدمها الشركات إلى تعقيد مشهد التوظيف، مما يجعل المرشحين يتسابقون ضد الخوارزميات لتأمين فرص العمل.

وعلى الرغم من أن الاقتصاد الأميركي أضاف 254,000 وظيفة في سبتمبر، وفقاً لوزارة العمل، فإن هذه الوظائف المضافة تتركز في المقام الأول في قطاعات مثل الرعاية الصحية وخدمات الطعام والبناء. وبالتالي، يواجه المتقدمون لوظائف الياقات البيضاء واقعاً أكثر صعوبة، حيث تراجعت الفرص الوظيفية، وزادت توقعات أصحاب العمل.

وبحسب تقرير لموقع «ماركت واتش»، تشير الأبحاث إلى أن حوالي 90% من المدراء التنفيذيين في الشركات الكبرى يستخدمون أنظمة الذكاء الاصطناعي لتصفية وترتيب طلبات المتقدمين. وتشكل هذه الأنظمة، رغم كفاءتها، تحديات للباحثين عن عمل، الذين غالباً ما يواجهون رفضاً آلياً في غضون دقائق من تقديم طلباتهم.

ومع الضغط الناتج عن البيئة الاقتصادية الحالية، والتي تؤدي إلى ارتفاع معدلات التقديم لتصل أحياناً إلى آلاف الطلبات لكل وظيفة، يلجأ المتقدمون إلى أدوات الذكاء الاصطناعي لتعزيز سيرهم الذاتية وخطابات التقديم في محاولة للتميز.

أدى هذا التحول إلى مشهد تنافسي يتسم بـ«الذكاء الاصطناعي ضد الذكاء الاصطناعي»، حيث يستفيد الباحثون عن عمل من التكنولوجيا لتحسين فرصهم في الحصول على الانتباه، لكنهم يصطدمون بأدوات الذكاء الاصطناعي التي تستخدم لفرز الطلبات. أشارت هيلكي شيلمان، الصحفية والأستاذة في جامعة نيويورك، إلى تناقض الموقف عندما تطرّقت إلى أن المتقدمين يمزحون حول «ليت أفضل ذكاء اصطناعي يفوز».

وأضاف التقرير أنه مع تقليص المنظمات لفرق الموارد البشرية لديها، وهذا واضح من الانخفاض بنسبة 60% في إعلانات وظائف الموارد البشرية مقارنةً بالعامين الماضيين، تزايد دور الذكاء الاصطناعي في التوظيف. وتستخدم العديد من الشركات الآن الذكاء الاصطناعي ليس فقط لتصفية السير الذاتية، ولكن أيضاً لتقييم المرشحين من خلال طرق مبتكرة متنوعة، بما في ذلك المقابلات عبر الفيديو واختبارات الشخصية الموجهة من خلال الألعاب.

وأظهر استطلاع من «مركز بيو للأبحاث» لعام 2023 أن 41% من الأميركيين يعارضون استخدام الذكاء الاصطناعي في مراجعة طلبات العمل، حيث يرفض نحو ثلاثة أرباع المستجيبين فكرة أن يتخذ الذكاء الاصطناعي القرارات النهائية في التوظيف.

ويجادل النقّاد بأن أدوات الذكاء الاصطناعي غالباً ما تعزّز عدم المساواة الموجودة بالفعل في سوق العمل، مما يؤثر سلباً على النساء والأقليات العرقية والأفراد ذوي الإعاقة، حيث إن البيانات المستخدمة في تدريب هذه الخوارزميات غالباً ما تعكس التحيزات النظامية، مما يؤدي إلى نتائج تمييزية.

كما انتقد المدافعون عن الحقوق المدنية هذا التوجه، مؤكدين أن البيانات التي تغذي هذه الأنظمة قد تتضمّن قرارات بشرية متحيزة. وتسلّط الحوادث الماضية، مثل خوارزمية أمازون التي فضلت المرشحين الذكور بناءً على أنماط التوظيف السابقة، الضوء على المخاطر المرتبطة بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي في اتخاذ قرارات التوظيف.

وعلى الرغم من هذه التحديات، يستمر الباحثون عن عمل باعتماد أدوات الذكاء الاصطناعي في سعيهم للحصول على وظائف. وفقاً لاستطلاع من موقع «كابتيرا» لتقييم البرمجيات، استخدم 58% من الباحثين عن عمل تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين طلباتهم. وبينما يرى بعض المديرين أن هذا يمثل ميزة غير عادلة، فإن العديد من المرشحين يسعون ببساطة إلى تحسين سيرهم الذاتية، مستخدمين الأدوات نفسها التي تستخدمها الشركات لتبسيط عملياتها.

ومع ذلك، لا تزال فعالية هذه التطبيقات التكنولوجية موضع تساؤل، إذ تشير التقارير إلى أن العديد من أنظمة التوظيف الآلي تفشل في التعرف على المرشحين المؤهلين، مع اعتراف نسبة كبيرة من أصحاب العمل بأن أدواتهم تتجاهل المتقدمين الأكفاء.

وفي ضوء هذه التغيرات، أشار التقرير إلى استمرار سوق عمال الياقات البيضاء في التعرض لتحديات متزايدة. وبينما أصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً لا يتجزأ من عملية التوظيف، فإن فعاليته وعدالته في تقييم المرشحين موضع تدقيق. فقد عبّرت إحدى الباحثات عن عمل عن شكوكها في دور التكنولوجيا في تحديد الأهلية للوظائف، على الرغم من أنها تمكنت من الحصول على وظيفة بدوام جزئي في تدريب أدوات الذكاء الاصطناعي بعد أكثر من عام من البحث.

ومع تطوّر استخدام الذكاء الاصطناعي في سوق العمل، أكّد التقرير أهمية أن تأخذ الشركات في اعتبارها كلاً من الآثار الاقتصادية والمخاوف الأخلاقية المرتبطة باستخدام التكنولوجيا في ممارسات التوظيف.


هذا المحتوى مقدم من إرم بزنس

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من إرم بزنس

منذ ساعتين
منذ 4 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ ساعة
منذ 5 ساعات
قناة CNBC عربية منذ ساعة
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 35 دقيقة
مجلة رواد الأعمال منذ 13 ساعة
صحيفة الاقتصادية منذ 43 دقيقة
قناة CNBC عربية منذ 14 ساعة
قناة CNBC عربية منذ ساعتين
قناة CNBC عربية منذ 17 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 7 ساعات