أحمد العرفج يكتب: ما هي الرجولة؟ وكيف نعرف المرجلة؟ #مقالات_عكاظ

قبل أيام، اتصلت بي إحدى قريباتي وقالت:

يا أحمد؛ ابني «محمد» كبر، وأريدك أن تعلمه المرجلة «الرجولة».

لا أخفيكم أنني سعدت بمكالمتها، وتورطت في نفس الوقت، وسبب سعادتي أن كلامها هذا فيه اعتراف منها برجولتي لدرجة أنها طلبت مني أن أكون مدرسة لابنها، ولها مني جزيل الشكر.

أما الورطة التي وجدتها أمامي فهي تتمثل في:

أولًا: تعريف المرجلة.

ثانيًا: أدواتها ومواصفاتها التي إذا فعلها الإنسان أطلقنا عليه صفة الرجولة.

وقبل أن أكمل حديثي دعونا نفرق بين الذكر وبين الرجل فنقول: هناك فروق منها:

1- الذكورية إجبار، والرجولة اختيار.

2- الذكورية شكل، والرجولة مواقف.

3- الذكورية جنس وانتساب، والرجولة صفات واكتساب.

يقول أهل المعرفة: لقد كان الرسول بين الناس رجلًا وبين الرجال بطلًا، وبين الأبطال قدوة ومثلًا..!

حين ذهبت إلى المكتبة فوجدت كتابين أحدهما يحمل عنوان «رجال حول الرسول»، أما الآخر فيحمل عنوان «الرجولة عماد الخلق الفاضل» وهو للأديب السعودي القدير «حمزة شحاتة»، قرأت الكتابين ووجدتهما يتناولان مخرجات الرجولة ولا يتحدثان عن كيفية الوصول إليها.

بعد ذلك رجعت إلى ذاكرتي وما تحمله من تاريخ شعبي عن المرجلة، فوجدتها خليطًا من العادات والتقاليد، وفي بعض الأحيان هياطًا وتكلفًا، وأثناء ثالثة هي سلوم وعلوم من التراث الشعبي.

أما المرجلة التي عاصرتها في طفولتي فهي تعني الفزعة ومساعدة الناس، وتعني أيضًا الفتوة والزعران والقبضايات واليابات والعتاولة والمشكلجية.

أما عن مظاهر هذه المرجلة أيام الحارة فكانت بحركات مثل:

«التبختر في لبس الحذاء بحيث ندخل الرجل في الحذاء ونتوقف عند المنتصف ولا يلبس بشكل كامل، شرب الدخان، وكوي اليد بجمرة السجائر وهذه الحركة تدل على قوة التحمّل، وضع الشماغ على الكتف أو إمالة العقال، حمل سكين أو مفك في الجيب، تشمير أكمام الثوب، إطالة الشوارب.. إلخ».

كل ما ذكرته سابقًا عن الرجولة «المرجلة» التي قرأتها وعشتها لم تقنعني ولا أفتخر بها؛ لذلك لن أعلمها لابن قريبتي «محمد»، لهذا السبب لجأت -كعادتي- إلى القرآن والسنّة ثم كتب المفكرين والفلاسفة لأستخرج منها المفاهيم العميقة الصادقة التي تدل على الرجولة:

أولًا: الرجولة كما وردت في المفهوم الديني:

1- ذكر الله وإقامة شعائره، قال تعالى: «رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ» وهم يفعلون التالي:

التسبيح

الاهتمام بالآخرة

إقامة الصلاة

إيتاء الزكاة

يخافون يومًا تتقلب فيه القلوب والأبصار

2- الصدق، يقول الله جل وعز: «مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ».

الصدق بكل أشكاله مع النفس ومع الآخرين.

3- قوي في قول الحق، قال تعالى: «وقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِن آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إيمانَهُ أتَقْتُلُونَ رَجُلًا أنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ».

4- حب الطهارة، لقوله تعالى: «رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ»

والطهارة قسمان:

الطهارة الظاهرة، مثل النظافة.

الطهارة الباطنة، مثل طهارة النفس والروح والقلب والعقل، لقوله تعالى: «وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ».

5- الإعانة على الخير، قال تعالى: «وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ».

6- التركيز والإخلاص، قال تعالى: «مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ».

7- الرجل من يملك نفسه عند الغضب، قال : «ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب».

8- القوامة، فالرجال قوامون على النساء، والقوامة بكل أنواعها وتشمل النفسية والمادية والعاطفية وتحمل المسؤولية.. إلخ، وهي تكليف واختصاص ولا تقلل من شأن المرأة، بل وضعت لها لأن المرأة مهمة وتستحق الخدمة.

9- إعلاء كلمة الله، قال عمر بن الخطاب: «تمنوا، ثم قال: فقال عمر: أتمنى أن يكون ملء هذا البيت رجالًا من أمثال عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل، وحذيفة بن اليمان، فأستعملهم في طاعة الله».

10- أن الرجل قبل أن ينصح الآخرين يبدأ بنفسه، ويكون قدوة لغيره، وفي ذلك يقول ابن القيم:

إِن الْكَمَال: «أن يكون الشَّخْص كَامِلًا فِي نَفسه مكملًا لغيره، وكماله بإصلاح قوّتيْه العلمية والعملية، فصلاح.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة عكاظ

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة عكاظ

منذ 5 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 7 ساعات
صحيفة عكاظ منذ 4 ساعات
صحيفة سبق منذ 12 ساعة
قناة الإخبارية السعودية منذ 9 ساعات
صحيفة عكاظ منذ 4 ساعات
صحيفة سبق منذ 14 ساعة
صحيفة سبق منذ 6 ساعات
صحيفة سبق منذ 14 ساعة
صحيفة سبق منذ 17 ساعة