في معوقات اليقظة العربية.. بقلم: يوسف مكي #صحيفة_الخليج

تأثرت حركة اليقظة العربية، بنتائج الحرب الكونية الأولى، وبشكل خاص اتفاقية سايكس بيكو عام 1916 ووعد بلفور عام 1917. فقد أسست سايكس بيكو لتقسيم بلاد الشام، ووضعها، تحت الهيمنة الفرنسية والبريطانية، وقد نظر لوعد بلفور، الذي هيأ لقيام وطن قومي لليهود في فلسطين، كعنصر لجم حاسم لتحقيق الوحدة بين شطري المشرق والمغرب العربيين.

ابتدأت اليقظة العربية، كفاحها بشقين متوازيين: المطالبة بالاستقلال عن السلطنة العثمانية من جهة، وإحياء الفكر العربي والانفتاح على العلوم الإنسانية، من جهة أخرى. وبعد تكشف النتائج الكارثية للحرب العالمية الأولى، تحمل قادة حركة اليقظة، مسؤولية التصدي لتبعات سايكس بيكو ووعد بلفور.

اعتبرت القومية العربية، عقيدة تحشيدية لتحقيق هذا الهدف، باعتبارها الهوية الجامعة لأفراد ينتمون إلى أرض واحدة، يجمعهم أنهم ناطقون بالعربية، وينتمون إلى جغرافيا وتاريخ مشترك، ويدين أغلبيتهم بعقيدة الإسلام.

نظر مشروع اليقظة للمجتمعات العربية، على أنها كسيحة وعاجزة عن الاضطلاع بمشاريع التنمية ونقل المجتمع العربي ليكون في مصاف الأمم الراقية، وأن تحقيق الوحدة هو المفتاح لمعالجة كل المشاكل. وسكن في اليقين أن النهوض يتحقق بالاندماج التام، لأن العرب يجمعهم التماثل في اللغة والثقافات والعادات والمصالح المشتركة.

وقد أثبت التطور التاريخي عدم دقة هذه النظرة، فالبلدان العربية، لم يتشكل معظمها بإرادات خارجية. فالكثير من هذه البلدان هي من صنع التاريخ، ومضى على بعضها، بسياقها الحالي، آلاف السنين، مثل مصر وتونس.

يضاف إلى ذلك أن التجارب التاريخية، أكدت أن الوحدات السياسية، تأتي تلبية لواقع موضوعي، وأن المجتمعات الإنسانية، لا تتماثل حتى وإن جمعتها لغات وثقافات مشتركة. وجود لغات وثقافات مشتركة، هي عامل مساعد، لقيام وحدات سياسية واقتصادية، ولكنها لا تحتم تحقيق ذلك. فقانون الوحدة هو التفاعل والتكامل وليس التماثل.

ينبغي النظر للدولة الوطنية، باعتبارها هوية جامعة، وليست مجرد هوية فرعية. إن ذلك يفترض فيها أن تنهض كدولة مستقلة بمجتمعاتها، على كافة الأصعدة. وأن تلبي حاجة مواطنيها من صحة وتعليم وسكن وأمن ورخاء، وتأمين مستلزمات الدفاع عن الوطن، وأجهزة عصرية. وإن الوحدة ضمن هذا السياق، تأتي تلبية للاحتياجات الوطنية، ومتطلبات النهوض بالمجتمعات العربية.

إن مقولة قوة الأمة في وحدتها، لا تعني بالضرورة، تحقيق وحدة اندماجية بين الأقطار العربية. فما تحتاجه الأمة، هو تلبية حاجات الناس ومتطلباتهم واستحقاقاتهم في الحرية والكرامة، والتنمية والنمو الاقتصادي.

إن التكامل العربي، يقتضي التنسيق بالقضايا المرتبطة بحاجات البشر. فيكون البدء بالوحدة الاقتصادية، وتوحيد الأنظمة الجمركية، والكهرباء، ومد السكك الحديدية، واستكمال.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الخليج الإماراتية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الخليج الإماراتية

منذ 23 دقيقة
منذ 11 ساعة
منذ 5 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 5 ساعات
صحيفة الخليج الإماراتية منذ 3 ساعات
موقع 24 الإخباري منذ 5 ساعات
وكالة أنباء الإمارات منذ 58 دقيقة
الإمارات نيوز منذ 9 ساعات
وكالة أنباء الإمارات منذ 19 دقيقة
صحيفة الخليج الإماراتية منذ 17 ساعة
صحيفة الاتحاد الإماراتية منذ ساعتين
صحيفة الخليج الإماراتية منذ 4 ساعات