لم يكن يوم الثلاثاء الماضي، يوماً عادياً، بل كان يوماً عاصفاً بالأخبار الحزينة، ملبداً بالهموم الركامية، حين تلت على مسامعي زوجتي المصون، رسالة نعي إدارة مدرسة البنات، وفاة حارسها الأمين (العم أحمد)، الذي وافته المنية بعد معاناة طويلة مع المرض، لقد بدت المدرسة صباح اليوم التالي، وكأنها نهر جفت ينابيعه، واستحالت ضفافه الخضراء لبقعة موحشة، تغطيها الحشائش الصفراء، والغصون الذابلة، والعصافير التائهة والحزينة.
لقد باتت الحاجة ملحة، ونحن نواكب التطورات الحضارية والانفتاحية، إلى مواكبة النواحي الإنسانية، كإقامة (حفل تأبين) لبعض الشخصيات المؤثرة، التي رحلت عن عالمنا، ولم تحظ في حياتها بالمكانة الرفيعة، لنحيي ذكرها ونكرس مبادئها ونعوض ورثتها، وسنحاول هنا محاكاة حفل تأبين تجريبي عنوانه: (في وداع حارس المدرسة)، وقد تحتاج لقراءته، إلى تقمص شخصية أديب يرتدي قبعة ومعطف توفيق الحكيم، ويفخم صوته تالياً المرثية بلغة عربية فصيحة.
في وداع حارس المدرسة: غابت عن فلذات أكبادنا وهم يهمون بالدخول لفناء المدرسة، تلك الابتسامة الزاهية، والرعاية الحانية، والكلمات المحفزة، تلك الروح الجميلة التي طالما غمرتهم بالأمان والطمأنينة، وبثت بنفوسهم الرغبة.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة المدينة