قصة الطائفة البكتاشية التي تسعى لإقامة "النسخة الإسلامية من الفاتيكان"

أعلن رئيس الوزراء الألباني إيدي راما أن حكومته تخطط لإقامة دولة صغيرة ذات سيادة داخل حدود العاصمة تيرانا لطائفة البكتاشية الصوفية، وذلك بحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

وكان راما قد عرض فكرته بشكل موجز لأول مرة مؤخرا في قمة الأمم المتحدة للمستقبل في نيويورك.

وقال راما: "هدفنا هو دعم تحويل مركز بكتاشي العالمي في تيرانا إلى دولة ذات سيادة، ومركز جديد للاعتدال والتسامح والتعايش السلمي".

وأضاف قائلا إن "هدف الدولة الجديدة هو تعزيز نسخة متسامحة من الإسلام تفتخر بها ألبانيا. ينبغي لنا أن نعتني بهذا الكنز، وهو التسامح الديني والذي لا ينبغي لنا أبداً أن نعتبره أمراً مسلماً به".

وأقر راما بأن إنشاء دولة إسلامية ذات سيادة في تيرانا سيستغرق بعض الوقت. وقال "ربما يقول الجميع عني هذا الرجل مجنون". لكنه أضاف: "لقد قالوا ذلك عني مرات عديدة من قبل، لا يهمني، الشيء المهم، سواء كنت مجنونًا أم لا، هو النضال من أجل الخير".

ترحيب بكتاشي ومن جانبها، أشادت الطائفة البكتاشية في تيرانا بالقرار في بيان بهذا الشأن قالت فيه إن "سيادة البكتاشية هي خطوة مهمة في تعزيز قيم الشمولية والوئام الديني والحوار في عالم منقسم".

ويبلغ عدد سكان ألبانيا نحو 2.7 مليون نسمة، ويشكل المسلمون نحو 50 في المئة من السكان، بينما ينتمي باقي السكان إلى الكاثوليك والأرثوذكس وغيرهما من الطوائف الأصغر، وتشتهر البلاد بالانسجام الديني والتعايش السلمي.

ويشكّل البكتاشيون حوالي 10 في المئة من السكان المسلمين في البلاد، وفق تعداد نشرته ألبانيا عام 2023. وهم يمثلون رابع أكبر طائفة دينية في ألبانيا بعد المسلمين السنة والمسيحيين الأرثوذكس والكاثوليك.

ويعمل فريق من الخبراء القانونيين، بما في ذلك محامون دوليون، على صياغة تشريع يحدد الوضع السيادي للدولة الجديدة داخل ألبانيا. وسوف يحتاج هذا إلى مصادقة البرلمان، الذي يسيطر عليه الحزب الاشتراكي الحاكم. ومن غير الواضح أي الدول، إن وجدت، ستوافق على الاعتراف بسيادة البكتاشيين.

وفيما يتعلق بوجود البكتاشية على مستوى العالم، فإنهم يتركزون بشكل أساسي في ألبانيا، ولهم مركز عالمي هناك، كما أنهم موجودون في تركيا واليونان وإيران والولايات المتحدة، ودول أخرى.

وكان للبكتاشية دور في مصر خلال فترة حكم أسرة محمد علي من 1805 حتى عام 1952، وقد ذكر الجبرتي في تاريخه شيئا من ذلك فقال إن مِن بكتاشية محمد علي باشا الْمُقربين عبد الله بكتاش الترجمان.

طريقة صوفية وتقول دائرة المعارف البريطانية إن البكتاشية، طريقة صوفية تأسست وفقًا لتقاليدها الخاصة، على يد حاجي بكتاش ولي الذي وُلد في خراسان (في إيران الحالية) وبالتحديد في مدينة نيسابور في عام 1248 وتوفي في عام 1340 عن عمر يناهز 92 عاما.

وتتأثر البكتاشية بأفكار جلال الدين الرومي وابن عربي، وكانت في الأصل واحدة من العديد من الطرق الصوفية ضمن الإسلام السني ثم تأثرت بأفكار الشيعة وهو ما يتجلى في تبجيل البكتاشيين لعلي بن أبي طالب، صهر النبي محمد.

وقد انتشرت التكايا البكتاشية في البلقان زمن حكم العثمانيين وخاصة ألبانيا. وكان يُطلق على شيخ كل تكية لقب "بابا" وعلى الدرويش لقب "مريد" وعلى الملتحق بالتكية لقب "منتسب".

ويعتقد أن للبكتاشيين، مثل العديد من الصوفيين، تأويلا مختلفا للشرائع الإسلامية مقارنة بالفرق الإسلامية الأخرى، إذ يُعتقد أن أتباع الطريقة مسموح لهم تناول المشروبات الكحولية، كما لا يوجد فصل بين الرجال والنساء.

ويتميز تراث البكتاشية الديني بالتأثر بتيارات دينية مختلفة ليست قاصرة على الإسلام، فهناك تأثر بالمسيحية أيضا.

وقد ساهمت كتابات البكتاشيين الصوفية مساهمة غنية في الشعر الصوفي.

البكتاشية والإنكشارية تشير الروايات التاريخية إلى أنه كانت لحاجي بكتاش ولي علاقة قوية بالدولة العثمانية، وتحديداً بجيش الإنكشارية، القوة الضاربة في الجيش العثماني طيلة قرون.

وجاء في تلك الروايات أنه السلطان العثماني أورخان غازي سمع بشهرة حاجي بكتاش ولي ليذهب مع بعض جنوده ليباركهم. وقد قابلهم الشيخ، ودعا لهم وأعطاهم رايةً مرسوماً عليها سيف ذو الفقار (سيف علي بن أبي طالب)، ومن يومها ارتبطت الانكشارية بالشيخ بكتاش.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من بي بي سي عربي

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من بي بي سي عربي

منذ ساعتين
منذ ساعة
منذ 11 ساعة
منذ 4 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 54 دقيقة
قناة روسيا اليوم منذ 11 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 8 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 4 ساعات
قناة العربية منذ ساعتين
قناة العربية منذ 10 ساعات
سي ان ان بالعربية منذ ساعتين
بي بي سي عربي منذ 14 ساعة
قناة العربية منذ 11 ساعة