رئيس لجنة النقل في مجلس الشورى سابقا هزاع القحطاني: كفاءة تشغيل مترو الرياض يعتمد على سهولة وصول المستفيدين من داخل الأحياء ووجود مواقف سيارات قريبة من المحطات، وهو ما يبدو قد يمثل مشكلة لكنها قابلة للحل. تحقيق

سيتغير وجه التنقل في الرياض، مع إطلاق أطول مترو بلا سائق في العالم، إذ تتطلع دوائر صنع القرار في السعودية إلى توفير بدائل نقل عن المركبات بخلاف تحويل العاصمة السعودية إلى مركز للتجارة والأعمال مع تنويع اقتصادها إزاء تقلبات أسعار الخام العالمية.

إطلاق مترو الرياض المرتقب لن يدشن في أكتوبر الجاري بحسب ما ذكرته لـ "الاقتصادية" مصادر مطلعة، غير أنها حددت موعد الإطلاق مطلع العام 2025 على الأرجح.

يأتي ذلك بعد 12 عاما من أول إعلان لإقرار المشروع في أبريل 2012، حينما أقر مجلس الوزراء السعودي آنذاك تنفيذ مشروع النقل العام في الرياض وتخصيص لجنة عليا للإشراف على تنفيذه، إلا أنه مرّ بعدة تحديات كان آخرها الجائحة التي عطلت المشاريع في العالم.

وأُرسيت عقود مشروع مترو الرياض خلال 2013 على 3 ائتلافات عالمية بقيمة إجمالية بلغت نحو 22.5 مليار دولار، بما يعادل نحو 84.4 مليار ريال.

وبحسب المصادر، فإن المرحلة الأولى من مشروع المترو ستغطي 50 %، فيما ينتظر عقد اجتماعات للشركة المشغلة في نوفمبر، لدراسة طرح باقات التذاكر المخفضة لمن يملك سيارة وأقل أو لمن يملك سيارتين وأكثر للتحفيز على استخدامه.

هل يخفض الازدحام 30%؟

في السعودية - أكبر اقتصاد بالمنطقة والمصدر الأكبر للنفط في العالم، لا يوجد سوى عدد محدود من وسائل النقل العام تتركز بخيار التنقل بالسيارات، غير أن أساتذة هندسة نقل وخبراء وباحثين في مجال القطارات عالميا ذكروا لـ "الاقتصادية" أنه من المأمول أن يحد مترو الرياض من الازدحام بنسبة قد تصل إلى 30 % لكن ذلك مرهون بكفاءة التشغيل وسهولة وصول الركاب من داخل الأحياء السكنية.

يتضمن المشروع عديدا من المميزات المستدامة ويعزز خيارات النقل الصديقة للبيئة، حيث سيستخدم نظام المترو قطارات ومحطات موفرة للطاقة، إضافة إلى تقنيات مثل الكبح المتجدد لتقليل استهلاك الطاقة وتجهيز بعض المحطات بآلاف الألواح الشمسية، وستحصل كل محطة مترو على طول الخطوط الستة على الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة.

كما تلبي شبكة مترو الرياض جميع متطلبات السلامة والأمن للركاب والمرافق، وسيتم تزويد جميع عربات ومحطات المترو بأنظمة أمنية متطورة تشمل كاميرات المراقبة وأنظمة الإنذار المبكر، إلى جانب أنظمة مكافحة الحرائق وأنظمة سلامة الأنفاق ونظام يدعم الاتصال الفوري مع مركز التحكم والتشغيل وأفراد الأمن.

6 مسارات و3 ائتلافات للتنفيذ

وجرى اختيار 6 محاور رئيسة بطول إجمالي يبلغ 176 كيلومترا وبمحطات عددها 84 محطة ينتظر من خلالها الركاب، القطارات المصنعة من شركة الستوم الفرنسية.

وتشمل مسارات شبكة قطار الرياض الـ6، المسار الأول (الخط الأزرق) على محور العليا -البطحاء- -الحاير بطول 38 كيلومترا، والمسار الثاني (الخط الأحمر) على طريق الملك عبدالله بطول 25.3 كيلومتر.

أما المسار الثالث (الخط البرتقالي)، وهو محور طريق المدينة المنورة -طريق الأمير سعد بن عبدالرحمن الأول بطول 40.7 كيلومتر، والمسار الرابع (الخط الأصفر) محور طريق مطار الملك خالد الدولي بطول 29.6 كيلومتر.

فيما يتمثل المسار الخامس (الخط الأخضر) في محور طريق الملك عبدالعزيز بطول 12.9 كيلومتر، والمسار السادس (الخط البنفسجي) محور طريق عبدالرحمن بن عوف-طريق الشيخ حسن بن حسين بن علي بطول 30 كيلومترا.

والائتلافات الثلاثة التي أرسيت عليها عقود المشروع، تمثلت في ائتلاف باكس الذي يضم شركة بكتل الأمريكية العملاقة، وسيمنس الألمانية لتصنيع القطارات وشركة إيكوم الأمريكية.

فيما يضم ائتلاف فاست إف سي كونستركسيون الإسبانية وألستوم الفرنسية و سامسونج سي أند تي كوربوريشن الكورية.

أما ائتلاف الرياض - نيوموبيليتي فيضم شركة أنسالدو أستياس الإيطالية وشركة بومبارديه الكندية لتصنيع القطارات وشركة لارسين وتوبرو الهندية.

تقليص 250 ألف رحلة سيارات

أستاذ هندسة النقل الدكتور حمد بن رجا اليامي الذي عمل في السابق مشرفا على أعمال مسارات مترو الرياض 4 و5 و6، توقع في حديثه لـ"الاقتصادية"، أن يسهم نظام النقل العام في مدينة الرياض (مترو وحافلات) بخفض نسبة الازدحام المروري وخفض عدد رحلات السيارات بمقدار 250 ألف رحلة يوميا.

وفي 24 أبريل 2024 نقلت وكالة بلومبرغ عن أشخاص مطلعين قولهم، إن الرياض خفضت الهدف السكاني من 15 مليون نسمة، حيث تستهدف حاليا وصول إجمالي عدد السكان إلى 10 ملايين نسمة بحلول 2030، وهو عدد كبير أيضا يتطلب خيارات أخرى للتنقل أهمها مشروع المترو.

اليامي الحاصل على ماجستير هندسة النقل من جامعة نيوجرسي للتكنولوجيا الأمريكية والدكتوراه في هندسة النقل وتحديدا في القطارات عالية السرعة من جامعة ساوثهمبتون البريطانية، أشار إلى أنه يمكن لقطارات المترو تقليل الازدحام عبر عدة طرق، بينها زيادة السعة والكفاءة.

فيما يتعلق بزيادة السعة، قال اليامي، إنه يمكن لقطارات المترو أن تحمل عددا كبيرا من الركاب في وقت واحد ما يقلل من عدد السيارات الفردية على الطريق، واستدل على ذلك، بأنه في الكيلومتر الواحد، يمكن لـ 66 سيارة صغيرة تسير على طول الطريق وتحمل كل سيارة شخصين ليصبح المجموع 132 شخصا.

أما في الجهة الأخرى وفي الكيلومتر الواحد من الطريق أيضا، يوجد مثلا 27 حافلة عادية وكل منها ممتلئة بنسبة 50 % حيث تتسع كل حافلة لـ 25 راكبا ليصبح المجموع 675 شخصا يتم استيعابهم، ما يعني أقل من 6 حافلات لنقل ما يصل إلى 66 سيارة بشكل أفضل، وقد تصل لأقل من ذلك ولهذا السبب تقلل الحافلات الازدحام في المدينة.

أطول شبكة شرق أوسطيا

أشار اليامي إلى أن مترو الرياض يعد أطول شبكة مترو في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بطول إجمالي 176 كيلومترا و84 محطة مقارنة بمترو شانغهاي الصيني الذي يعد الأطول عالميا بعام 2024 بطول 831 كيلومترا و508 محطات.

وبعد مترو شانغهاي، يأتي مترو أنفاق بكين البالغ طوله 669.4 كيلومتر و490 محطة، وكذلك مترو أنفاق نيويورك بطول 399 كيلومترا و472 محطة، ومترو مدريد البالغ طوله 293 كيلومترا و302 محطة.

أوضح أنه سيكون لمترو الرياض توسعات مستقبلية للمسارات تتناسب مع كثرة المشاريع المستقبلية والنمو السريع المتوقع للمدينة، وسيجذب عديدا من الشركات الدولية والوطنية الكبرى، ما يعزز مكانة الرياض كمركز تجاري مركزي في المنطقة.

الأمان والتشغيل الآلي بالكامل

فيما يتعلق بنسبة الأمان بالمشروع، أوضح اليامي أستاذ هندسة النقل أنها تعد عالية لاعتماده على التشغيل الآلي بالكامل، بمعنى نظام أتمتة متطور للمسارات وتشغيل القطارات بدون سائق، ويمثل أعلى مستوى من أتمتة القطارات، حيث تمكن هذه التقنية القطارات من العمل بشكل كامل دون تدخل بشري، باستخدام أجهزة الاستشعار المتقدمة والذكاء الاصطناعي وأنظمة الاتصالات الشاملة.

وبشأن الكفاءة، أشار إلى أن القطارات تعمل غالبا على مسارات مخصصة، ما يسمح بخدمة أسرع وأكثر موثوقية دون أن تتأثر بحركة المرور على الطرق. كما يمكن لنظام المترو المتطور أن يحفز الناس على استخدام وسائل النقل العام بدلا من القيادة، خاصة إذا كانت مريحة وبأسعار معقولة.

اليامي أوضح أنه يمكن لأنظمة المترو التأثير في أنماط التنمية الحضرية وتشجيع الإسكان عالي الكثافة والمناطق التجارية القريبة من المحطات، ما يقلل بشكل أكبر من الاعتماد على السيارات.

وأظهرت نتائج تحليل بعض الدراسات أن 34 % و74 % من سكان الرياض يمكنهم القيادة إلى محطة المترو خلال 5 و 10 دقائق على التوالى، بينما 5 % و14 % من سكان المدينة يستطيعون المشي إلى محطة المترو خلال 5 و 10 دقائق على التوالى.

كذلك 53 % و76 % من السكان يستطيعون المشي إلى محطة الحافلات في غضون 5 و 10 دقائق على التوالى، وسيسهم وجود محطات الحافلات داخل الأحياء في ممارسة رياضة المشي.

الحد من تهالك الطرق

بدورها، أكد لـ "الاقتصادية" عبد العزيز العتيبي المتحدث الرسمي للهيئة العامة للطرق في السعودية، أنه انطلاقا من الدور التنظيمي للهيئة على جميع شبكات الطرق، سيكون لمشروع المترو عديد من الإسهامات الهامة، ومنها.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الاقتصادية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الاقتصادية

منذ 7 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 8 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 9 ساعات
صحيفة الاقتصادية منذ 4 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 6 ساعات
صحيفة الاقتصادية منذ 4 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 7 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 4 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 5 ساعات
صحيفة الاقتصادية منذ ساعتين