الإمارات.. ريادة عالمية في توظيف الذكاء الاصطناعي لمواجهة التغير المناخي

وظفت دولة الإمارات العربية المتحدة الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا لمواجهة آثار التحديات المناخية على البيئة، حيث اتخذت إجراءات استباقية ومبادرات حكومية استطاعت من خلالها تذليل الكثير من هذه التحديات باستخدام تكنولوجيات مبتكرة، من أبرزها الاستفادة من مخرجات الذكاء الاصطناعي لتقديم حلول كفيلة بالحفاظ على الموارد الطبيعية والحد من تداعيات التغير المناخي.

وانعكس حرص دولة الإمارات على الاستثمار في الابتكار التقني والإبداع للوصول إلى أفضل الحلول الذكية الكفيلة في تقديم أفضل الحلول للتحديات البيئية، وذلك من خلال مبادرات شهر الابتكار التي تطلقها الدولة، مؤكدة تبنّيها نهج الابتكار لمواجهة التحديات البيئية، وتوظيف أحدث التقنيات وإجراء أبحاث ودراسات شاملة لفهم التنوع البيولوجي ورصد النظم البيئية والأنواع والمؤشرات البيئية، والاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنتاج بيانات دقيقة وموجزة يمكن استخدامها على نطاق أوسع لتطوير السياسات والمشاريع ذات الصلة لحماية البيئة والحفاظ عليها بشكل أفضل.

ويعد قطاع البيئة أحد أبرز القطاعات التي استهدفتها استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي منذ إطلاقها في أكتوبر 2017، التي أسست لمنظومة رقمية ذكية كاملة ومتصلة تتصدى للتحديات أولاً بأول وتقدم حلولاً عملية وسريعة، تتسم بالجودة.

شهدت الإمارات إطلاق وتنفيذ العديد من المشروعات والبرامج الطموحة على المستويين الاتحادي والمحلي، بهدف مواجهة التحديات البيئية في مختلف القطاعات مثل المياه، والتربة والهواء وغيرها، والتي حققت نتائج مجدية بفضل اعتمادها على حلول وتقنيات الذكاء الاصطناعي.

فعلى المستوى الاتحادي تبرز جهود وزارة التغير المناخي والبيئة التي عملت على تبني وتسخير مخرجات الذكاء الاصطناعي في تنفيذ العديد من المشروعات الهادفة لتعزيز الاستدامة البيئية في الدولة، ومنها مختبر الذكاء الاصطناعي الذي أطلقته بالتعاون مع جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»، الذي يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحديد مواقع تركيز الطاقة الشمسية ورصد وتحليل مستويات ومصادر ملوثات الهواء في الدولة، وتحديد مستوى جودة المياه.

ويتضمن المختبر ثلاثة أنظمة رئيسة وهي خرائط لحظية للطاقة الشمسية في الدولة، ونظام المحاكاة للطاقة الشمسية، ونظام الرصد البيئي الذي يشمل الرصد اللحظي والتنبؤ، ونظام رصد البيئة البحرية.

مبادرات استباقية

وحرصت الجهات المعنية بقضايا البيئة والمناخ والموارد الطبيعية في الدولة، اتحادياً ومحلياً، على اتخاذ إجراءات ومبادرات استباقية تنسجم مع التزامها بالعمل على تخفيف تداعيات التغير المناخي، وتحقيق الاستفادة القصوى من الموارد الطبيعية، من خلال البحث عن أفضل الطرق العلمية في هذا المجال والاستفادة من التقنيات الحديثة وتسخير الذكاء الاصطناعي.

وتضمنت المجالات التي حرصت على تسخير الذكاء الاصطناعي في المجال البيئي محاور عدة قدمت إسهامات ملموسة في مجال رصد المتغيرات التي تطرأ على التربة والهواء والماء، والبحث عن أفضل الوسائل للحفاظ على هذه العناصر وتقليل الأضرار التي تعتريها.

كما ركّزت على تقديم حلول ترتقي بقطاع الزراعة للوصول به إلى معدلات تحقق متطلبات الأمن الغذائي المستدام على مستوى الدولة، مع تنويع أساليب إدارة النفايات باستخدام التقنيات الحديثة، والاستفادة من إعادة تدويرها في مشاريع بيئية نظيفة، بالإضافة إلى رفد هذا القطاع بابتكارات حديثة تستجيب للمتطلبات البيئية، وتكثيف الدراسات والأبحاث لإنشاء قواعد بيانات يمكن الاستفادة منها لوضع حلول متجددة ومستدامة للتحديات البيئية.

تقنيات الذكاء الاصطناعي

من جانبها، تعمل هيئة البيئة - أبوظبي وفق منهجية محددة للذكاء الاصطناعي، التي تعد جزءاً من أهدافها الرئيسة الطموحة لتحقيق الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في جميع نواحي عملها، لتحسين عملية اتخاذ القرار، وخلق طرق عمل أكثر ذكاءً وفعالية.

وأكدت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة - أبوظبي، سعي الهيئة بشكل مستمر إلى تطوير حلول جديدة وفعّالة للتحديات البيئية المتنوعة من خلال دمج التكنولوجيا والتقنيات الحديثة والأفكار الريادية في استراتيجياتها.

وقالت الظاهري: إن ثلاثة من برامجها التي تعتمد تقنيات الذكاء الاصطناعي حصلت على جائزة أفضل ابتكار في تحقيق الاستدامة، وهي برنامج إعادة تأهيل النظم الساحلية والبيئية، وشبكة المؤسسات الخضراء، ومبادرة القرم أبوظبي، حيث تعتبر الهيئة أول مؤسسة تقوم بزراعة أشجار القرم على نطاق واسع باستخدام المبادئ البيئية التي تعززها تقنية الطائرات من دون طيار، حيث تعتبر هذه الطريقة لزراعة أشجار القرم طريقة مبتكرة وجديدة نسبياً. وأشارت الظاهري إلى أن الهيئة لديها تطبيقات لتحقيق المراقبة البيئية وتدفق البيانات، حيث تمتلك العديد من برامج المراقبة المتنوعة في مجالات التنوع الحيوي والتفتيش والرصد البيئي. وتعتمد هذه البرامج على أحدث الآليات التقنية المبتكرة في المجالات المختلفة، منها 20 محطة لمراقبة الهواء و10 عوامات لمراقبة المياه البحرية وأكثر عن 100 بئر مياه جوفية مزودة بأجهزة رصد لمنسوب المياه، بالإضافة إلى 7 برامج تتبع للكائنات البرية والبحرية والطيور باستخدام تقنيات الأقمار الاصطناعية ومنصات الـ GSM. وتعتمد الهيئة تطبيقات التحاليل البيئية، حيث تستخدم العديد من التقنيات والتطبيقات المتقدمة الخاصة بتحليل البيانات البيئية منها التطبيقات المكانية والإحصائية التي نتج عنها معلومات دقيقة تغذي الأنظمة المختلفة لدعم متخذي القرار. وتطبيقات الاستشعار عن بُعد، وأنظمة المعلومات الجغرافية، وكذلك أنظمة الإحصاءات البيئية.

حالة البيئة الرقمي

وتوظف الهيئة الذكاء الاصطناعي في كافة مجالاتها، حيث تطلق تقرير حالة البيئة الرقمي، والذي يعد الأول من نوعه في العالم يتم إصداره باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ويعتمد على أكثر من 700 مؤشر بيئي. كما تم استخدامه في توقع مستوى تركيزات 6 من عناصر جودة الهواء، وكذلك 3 من مؤشرات جودة المياه البحرية للسنوات الخمس القادمة. كذلك تم استخدامها في تحديد الملوثات البيئية بالتربة من الصور الجوية باستخدام طائرة من دون طيار، وتم استخدامه في رصد وتصنيف أنواع الأسماك بموانئ الصيادين من دون تدخل بشري. وجارٍ حالياً إنشاء منصة ذكية للبيانات البيئية تعتمد على الذكاء الاصطناعي في تطوير دقة البيانات. وتنفذ الهيئة مشروعاً يعد الأول من نوعه على مستوى العالم لمراقبة التربة باستخدام أحدث تقنيات الاستشعار عن بُعد عبر الأقمار الاصطناعية والطائرات من دون طيار، بالإضافة إلى الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة. ويهدف رسم خرائط تلوث التربة في إمارة أبوظبي إلى تسليط الضوء على المناطق التي تحتاج إلى معالجة أو تعافٍ أو حماية للوصول إلى بيئة مستدامة.

البصمة الكربونية

شهد العام الحالي العديد من المبادرات التي نفذتها جهات حكومية وخاصة في مجال الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي للتعامل مع تحديات التغيرات المناخية ومسبباتها.

وأطلقت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، نظام تشغيل الذكاء الاصطناعي الخاص بالجامعة (AIOS)، ضمن جهودها للحد من البصمة الكربونية لحوسبة الذكاء الاصطناعي.

وتهدف الجامعة من استخدام هذا النظام إلى تقليل تكلفة.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الاتحاد الإماراتية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الاتحاد الإماراتية

منذ 5 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ ساعة
منذ 4 ساعات
موقع 24 الإخباري منذ 18 ساعة
موقع 24 الإخباري منذ 4 ساعات
برق الإمارات منذ 15 ساعة
برق الإمارات منذ ساعة
برق الإمارات منذ 15 ساعة
موقع 24 الإخباري منذ 19 ساعة
موقع 24 الإخباري منذ ساعتين
موقع 24 الإخباري منذ 5 ساعات