بعد استثمار 50 مليار دولار في الطاقة المتجددة في 70 دولة، والتزامها بضخ 50 مليار دولار إضافية، الإمارات تسعى لأن تكون رائدة عالميًا في مجال الاستدامة. الدكتورة آمنة بنت عبد الله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة، تعمل على نشر هذه الرسالة عالميًا، وتواصل تنفيذ الأجندة الوطنية فوربس للمزيد

في وقت لا يبدو جفاف المناخ في الشرق الأوسط الغني بالنفط، بيئة طبيعية تناسب لتأسيس مركز للابتكار في مجال التغير المناخي، إلا أن الإمارات اتخذت خطوات قيادية على مستوى عالمي في مجال التنمية المستدامة.

ففي نهاية فبراير/ شباط الماضي، أطلق رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مبادرة محمد بن زايد للماء، لمواجهة التحدي الطارئ والمتمثل في ندرة المياه العالمية.

ووفقًا لليونيسف، يعاني نحو 4 مليارات شخص حول العالم بالفعل من شح المياه مرة واحدة على الأقل شهريًا، كما تحذر من أنه بحلول عام 2025، يمكن أن يواجه نصف سكان العالم مشكلة ندرة المياه. بينما تستهدف المبادرة توجيه الاستثمارات، وتسريع الابتكار، وتوسيع التعاون الدولي لإيجاد حلول لهذه المشكلة.

جهود الإمارات للحد من ندرة المياه وبعد بضعة أيام فقط، انطلقت جهود الإمارات في هذا الصدد، عبر شراكتها مع مؤسسة إكس برايز (XPRIZE) لإطلاق المسابقة العالمية "إكس برايز للحد من ندرة المياه"، التي تمتد على مدار خمس سنوات، وتقدم جوائز إجمالية تصل إلى 119 مليون دولار ممولة من خلال استثمارات تبلغ 150 مليون دولار مقدمة من مبادرة محمد بن زايد للماء. فيما تهدف المسابقة إلى تحفيز المبتكرين والمخترعين لتطوير تقنيات جديدة لتحلية مياه البحر، من شأنها زيادة قدرتنا على الوصول إلى المياه النظيفة.

توضح وزيرة التغير المناخي والبيئة في دولة الإمارات، الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، رؤيتها في هذا الشأن قائلة: "يكمن التحدي في فهم كيفية تحسين أمننا المائي في المناطق التي تعاني بشكل طبيعي من ندرة المياه، دون أن يكون لذلك أي تأثيرات سلبية على البيئة". وقد شددت على أن "هذا الأمر يتطلب تركيزًا على إطلاق المنح والمبادرات البحثية، وجذب الحلول البسيطة التي قد تحتاج إلى الدعم حتى تتمكن من إثبات فعاليتها، والتوصل إلى حل قابل للتطوير يمكن أن يعود بالنفع على الإمارات والعالم".

وفقًا للضحاك، تُعد ندرة المياه والأمن الغذائي من بين القضايا الأكثر إلحاحًا مما يتعلق بالمناخ ويواجه الشرق الأوسط الآن. وفي 30 أغسطس/ آب 2024، كانت ضمن ممثلي الحكومات رفيعي المستوى للدول الـ10 الأعضاء في مجموعة بريكس، الذين اجتمعوا في موسكو هذا العام للمشاركة في الحوار حول قضايا تغير المناخ، حيث ناقشوا سبل تطوير الزراعة المستدامة، وإمكانية إنشاء بورصة لتجارة الحبوب لدول مجموعة بريكس، إلى جانب قضايا أخرى.

كما توضح الضحاك تجربتها بالقول: "أجرينا مناقشات مثمرة للغاية، لا سيما أنني عضوة جديدة في مثل هذه الاجتماعات، وفي طور التعرف إلى الأطراف جميعها في مجال المناخ". وتضيف: "عندما يتعلق الأمر بالتغير المناخي، والنظر إلى الدول الأكثر عرضة له، فإن الإمارات تقع بالفعل في منطقة مناخية حارة. لهذا فإن أحد أبرز التحديات التي نعمل على مواجهتها منذ البداية، هو كيفية زراعة غذائنا في مثل هذه البيئات القاحلة".

قضية الأمن الغذائي والمائي لا تقتصر قضية الأمن الغذائي والمائي على الشرق الأوسط فقط؛ إذ أفاد تقرير شبكة معلومات الأمن الغذائي (FSIN) والشبكة العالمية لمكافحة الأزمات الغذائية (GNAFC) الصادر في عام 2024، بأن نحو 282 مليون شخص، أو ما يعادل %21.5 من السكان الذين شملهم التقرير في 59 دولة وإقليم، واجهوا مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي في عام 2023، مما يستدعي تقديم مساعدات غذائية ومعيشية عاجلة. وهذا ليس التحدي الوحيد الناتج عن تفاقم الظروف المناخية القاسية التي يسببها تغير المناخ. تعلّق الضحاك على ذلك: "ترافق الأزمات المناخية العديد من التحديات الأخرى، وأحيانًا قد يجد الناس أنفسهم منعزلين عن العالم ليوم أو أكثر، مما يؤثر على وصول الإمدادات إليهم".

في ديسمبر/ كانون الأول 2023، اتخذت الإمارات خطوة مهمة في معالجة هذه القضية، عندما استضافت مؤتمر الأطراف (COP28) الذي شهد توقيع اتفاقيات رئيسية، كتفعيل إنشاء "صندوق الخسائر والأضرار" بحجم تعهدات يبلغ 792 مليون دولار، والذي طرحت فكرته لأول مرة على جدول أعمال مؤتمر الأطراف في عام 1991، إلا أنه لم يُصادق عليه أخيرًا إلا في أبوظبي خلال اليوم الأول من مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين. ويهدف الصندوق، الذي تسهم فيه الإمارات بنحو 100 مليون دولار، إلى تقديم المساعدات للدول والمجتمعات المعرضة لخطر آثار التغير المناخي، لمواجهة تلك الآثار وتعزيز قدرتها على الصمود في مواجهة التهديدات المناخية المستقبلية.

ترى الضحاك أن هذا الالتزام، بينما يُعد "حلمًا أصبح حقيقة" للدول المعرضة للخطر، فإنه يُظهر أيضًا أهمية تمويل قضايا المناخ". وتضيف: "هذا الأمر يأتي على رأس جدول أعمالنا، ونحن على يقين أنه سيبقى أيضًا في جدول أعمال مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين". وتضيف بقولها "سيدفع ذلك المجتمع الدولي إلى التركيز بشكل أكبر على أهمية سد الفجوات التي نشهدها الآن".

المساهمة في المناقشات المناخية المؤثرة في خضم سعي الضحاك إلى المساهمة الفعالة في المناقشات المناخية المؤثرة، والتي تجمعها بأكثر القادة تأثيرًا في العالم، فإنها تؤكد التزامها القوي بدعم الحلول القائمة على الطبيعة، استنادًا إلى خلفيتها المتجذرة في الأوساط الأكاديمية والعلمية. تقول: "عندما كنت في الصف الرابع، كلما سألني أحدهم عن طموحاتي، كنت أجيب دائمًا إنني أريد أن أصبح عالمة. بطريقة ما، أشعر أنني حققت هذا الحلم،.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من فوربس الشرق الأوسط

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من فوربس الشرق الأوسط

منذ 3 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ ساعة
منذ ساعة
منذ 3 ساعات
صحيفة الاقتصادية منذ 3 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ ساعة
صحيفة الاقتصادية منذ 4 ساعات
قناة CNBC عربية منذ ساعة
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 21 ساعة
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ ساعة
قناة CNBC عربية منذ 14 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 7 ساعات