إبراهيم الزعبي، الرئيس التنفيذي للاستدامة والحوكمة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية في مجموعة أدنوك، يطمح إلى تحويل المجموعة إلى واحدة من أبرز رواد الاستدامة على مستوى العالم، مع مخصصات بقيمة 23 مليار دولار لحلول الكربون المنخفض والتوسع العالمي. فوربس للمزيد

يسود الاعتقاد بأن الاستدامة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالحفاظ على البيئة، والحد من تأثير تغير المناخ، غير أن معادلة الاستدامة الجديدة تتجاوز المسؤولية البيئية، حيث تدمج النمو الاقتصادي والتأثير الاجتماعي لإيجاد مستقبل تزدهر فيه الشركات، مع الإسهام بشكل إيجابي في المجتمع والبيئة. ومع تحول المشهد العالمي، تتبنى المؤسسات هذا النهج الشامل، مما يثبت أن الاستدامة الحقيقية هي مفتاح التقدم المستدام.

لقد وضعت العديد من المؤسسات أهدافًا لتحقيق ذلك، وبذلت جهدًا إضافيًا بتعيين رؤساء تنفيذيين للاستدامة، لتوجيهها نحو هذا الهدف الجديد. ومن بين هذه المؤسسات مجموعة أدنوك في الإمارات، حيث تقع الآن مسؤولية تحقيق أهداف الاستدامة على عاتق إبراهيم الزعبي، الرئيس التنفيذي للاستدامة والحوكمة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية في المجموعة.

الشغف بالاستدامة وفي وصفه لأدنوك، يقول الزعبي: "إن شركتنا تنظر إلى الاستدامة من خلال نهج ثلاثي المحاور: الكوكب، والأرباح، والأفراد. وهذا وفقًا لرؤيتي تعريف مثالي للاستدامة". ويوضح أنه عند النظر في حقيقة المفهوم، علينا أن نفكر بكونه هدفًا "اجتماعيًا واقتصاديًا وبيئيًا"، وهذا يتماشى تمامًا مع بوصلة الزعبي. ويضيف: "إن الاستدامة شغف".

بدأ تعلّق الزعبي بالاستدامة في وقت مبكر من حياته، حيث يتذكر قائلًا: "بدأ الأمر حين كنت في الصف الخامس، متأثرًا بوالدتي الراحلة، التي كانت معلمة علوم". ومع تقدمه في السن، نما لديه هذا الدافع من "الاهتمام العميق والشغف والحب للبيئة والمجتمع، فضلًا عن رغبته بإحداث فرق وتأثير إيجابي للناس والبيئة والاقتصاد". في عام 1997، تخرج في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية مهندسًا مدنيًا في البيئة وموارد المياه. يقول الزعبي: "بدأت مسيرتي المهنية في نهاية التسعينات. وكان تركيزي في العمل على قضايا الاستدامة البيئية، قبل أن تصبح شائعة".

عمل الزعبي بين عامي 2007 و2011، مع حكومة دبي بوصفه رئيسًا لقسم الاستدامة والمشاريع الخاصة في هيئة المعرفة والتنمية البشرية. كما تركز دوره على سياسات التعليم البيئي في المدارس الحكومية والخاصة، من الروضة حتى الصف الثاني عشر، والتعليم العالي، بالإضافة إلى تعزيز البيئة في منظومة التعليم. يصف تلك الفترة بقوله: "كان لذلك تأثير كبير عليّ، لأنني تمكنت من إحداث الفرق".

في عام 2011، أصبح الرئيس التنفيذي للاستدامة في مجموعة ماجد الفطيم، إحدى أكبر المجموعات في الإمارات. وفي عام 2017، وتحت قيادة الزعبي، أبدت ماجد الفطيم التزامها بالوصول إلى "المحصلة الإيجابية " في استهلاك المياه والطاقة بحلول عام 2040، مما جعلها أول مؤسسة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتبنى هذا الهدف. في عام 2019، وتحت قيادته أيضاً، قرعت الشركة جرس افتتاح السوق في ناسداك دبي، إيذانًا بإدراج أول صكوك خضراء مؤسسية قياسية في العالم، وأول صكوك خضراء تصدرها شركة في المنطقة، بقيمة 600 مليون دولار، وتبلغ مدة استحقاقها 10 سنوات. ثم في عام 2021، ساعد الزعبي الشركة في الحصول على أول شهادة ليد بلاتينية (LEED Platinum) لمركز تسوق في المنطقة والعالم.

الانضمام إلى أدنوك في أكتوبر/ تشرين الأول 2022، تولى الزعبي منصبه الحالي في أدنوك. يتذكر هذه اللحظة مؤكدًا: "كانت نقطة تحول في مسيرتي المهنية. ويضيف: "حتى قبل انضمامي، كانت الاستدامة جزءًا لا يتجزأ من هوية أدنوك، إذ ينبع الالتزام بالاستدامة من رؤية الأب المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي كان رائدًا في حماية النظام البيئي للبلاد".

أسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مجموعة أدنوك، المملوكة بالكامل لحكومة أبوظبي، في عام 1971، لضمان الاستخدام المسؤول لموارد النفط والغاز في أبوظبي، ودفع التنمية الاقتصادية في الإمارات. واليوم، يقودها وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، والمبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي، والعضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة أدنوك، ورئيس مجلس إدارة مصدر، معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر. فيما تضم المجموعة 16 شركة تابعة في قطاعات مختلفة، مثل: أدنوك للحفر، وأدنوك للغاز الحامض، وبروج، وفيرتيغلوب.

الاستدامة جزءًا لا يتجزأ من هوية أدنوك خلال سبعينات القرن الماضي، ركزت أدنوك على التقاط الغاز المصاحب للنفط لإنتاج الغاز الطبيعي المسال، والحد من انبعاثات الميثان. وفي العقد الأول من القرن الحالي، بدأت أدنوك رحلتها للقضاء على حرق الغاز، والحد من انبعاثات الميثان، من خلال وضع سياسة وقف الحرق الروتيني. ثم في عام 2016، أنشأت أدنوك أول منشأة تجارية لالتقاط واحتجاز ثاني أكسيد الكربون في المنطقة، منشأة الريادة، بسعة التقاط تصل إلى 800 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا. وفي عام 2018، أطلقت برنامج القيمة المحلية المضافة، الذي يركز على بناء القدرات التصنيعية داخل الإمارات، لدعم خلق فرص العمل والتنمية الاجتماعية والاقتصادية. كذلك أطلقت مشروع استرداد الحرارة المهدرة في منطقة الرويس بقيمة 600 مليون دولار، لإنتاج ما يصل إلى 230 ميغاوات من الكهرباء يوميًا.

في عام 2020، أطلقت أدنوك استراتيجية الاستدامة لعام 2030. وقد طورت أدنوك هذه الأهداف منذ 2020 لتتضمن إطارًا شاملًا يدمج الأهداف البيئية والاجتماعية والاقتصادية، بما في ذلك خفض كثافة الانبعاثات التشغيلية بنسبة %25 مقارنة بعام 2019، وتحقيق انبعاثات ميثان قريبة من الصفر في العمليات، مع استهداف التقاط 10 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا بحلول عام 2030، بما يعادل إزالة انبعاثات أكثر من مليوني مركبة تعمل بمحركات احتراق داخلي من الطرق.

وهذا من شأنه جعل أدنوك إحدى أكبر الشركات المنفذة لتكنولوجيا التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه، في قطاع النفط والغاز في المنطقة.

كما تخطط قطر للطاقة لالتقاط نحو 9 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا بحلول عام 2030. في حين تخطط أرامكو السعودية، أكبر منافس إقليمي لأدنوك، لالتقاط 11 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا بحلول عام 2035. وتشمل أهداف أدنوك الأخرى لعام 2030 زراعة 10 ملايين شجرة مانغروف لزيادة القدرة على امتصاص ثاني أكسيد الكربون وغازات الاحتباس الحراري الأخرى، لدعم التنوع البيولوجي، وتوفير موائل للحياة البحرية.

في سبتمبر/ أيلول 2022، عقدت أدنوك صفقة بقيمة 3.8 مليار دولار مع شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة) والتي ستساعد في تحويل عمليات حقول الإنتاج البحرية التابعة لأدنوك إلى العمل بالطاقة الكهربائية، وتقليل انبعاثات الكربون. في أكتوبر/ تشرين الأول 2022، الشهر الذي انضم فيه الزعبي إلى أدنوك، وضعت الشركة هدفًا جديدًا لخفض كثافة انبعاثات غاز.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من فوربس الشرق الأوسط

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من فوربس الشرق الأوسط

منذ ساعتين
منذ ساعتين
منذ ساعة
منذ 6 دقائق
منذ 18 دقيقة
منذ 19 دقيقة
قناة CNBC عربية منذ 7 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 12 ساعة
قناة CNBC عربية منذ ساعتين
قناة CNBC عربية منذ 10 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 5 ساعات
قناة العربية - الأسواق منذ 13 ساعة
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 3 ساعات
قناة العربية - الأسواق منذ ساعتين