تحقيق هدف اتفاقية باريس المتمثل في إبقاء ارتفاع درجة الحرارة العالمية عند 1.5 درجة مئوية لهذا القرن أصبح أمراً صعباً للغاية، كما نقلت وكالة لستاندرد آند بورز غلوبال للتصنيف الائتماني.

وحسب فريدريك تيو، الرئيس التنفيذي لشركة GenZero، فإن تحقيق هذا الهدف يمثل تحدياً خاصاً بسبب الافتقار إلى الإشارات قصيرة الأجل لتحفيز رأس المال الكافي نحو التقنيات الرائدة الضرورية للتحول في مجال الطاقة.

GenZero هي منصة الاستثمار في إزالة الكربون لشركة الاستثمار الحكومية السنغافورية.

وضع التقرير، الذي نشرته منصة GenZero وبلومبيرغ إن إي إف بشكل مشترك، سيناريو صافي صفر، على افتراض أن جميع تقنيات إزالة الكربون الأساسية سوف تتوسع بوتيرة متفائلة، من الثمار المنخفضة مثل الطاقة الشمسية الكهروضوئية والمركبات الكهربائية، إلى الثمار الأعلى مثل احتجاز الكربون القائم على التكنولوجيا والهيدروجين، وعلى هذا النحو، يمكن تحقيق صافي انبعاثات صفرية عالمياً بحلول عام 2050.

تبنت 197 دولة اتفاق باريس لمواجهة تغير المناخ وآثاره السلبية، وذلك في مؤتمر الأطراف 21 المنعقد بالعاصمة الفرنسية في 12 ديسمبر 2015.

ودخلت المعاهدة حيز التنفيذ في 4 نوفمبر 2016، ويهدف الاتفاق إلى الحد بشكلٍ كبير من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية والحد من زيادة درجة الحرارة العالمية في هذا القرن إلى درجتين مئويتين مع السعي إلى الحد من الزيادة إلى 1.5 درجة.

ويتطلب تحقيق هذا السيناريو أن تزيد دول آسيا والمحيط الهادئ من قدرات توليد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بنحو 10 أضعاف خلال الفترة 2023-2050، كما تجب زيادة سعة تخزين البطاريات وطول نقل شبكة الطاقة في الوقت المناسب لاستيعاب القدرات المتجددة سريعة النمو.

وبحلول عام 2050، يجب أن يزيد الطلب على الهيدروجين ووقود الطيران المستدام بشكل كبير إلى 5.3 مرة و1221.9 مرة من مستويات عام 2023 على التوالي، وبالمقارنة توقع السيناريو الأساسي أو الأكثر ترجيحاً أن الطلب على الهيدروجين لن يزيد إلا إلى 1.8 مرة وأن الطلب على وقود الطيران المستدام لن يزيد إلا إلى 66.7 مرة من مستويات عام 2023.

ولجعل هدف صافي الصفر على المسار الصحيح، دعا التقرير أيضاً إلى التخلص التدريجي الكامل من محطات الطاقة التي تعمل بالفحم، مضيفاً أن قدرة التقاط الكربون وتخزينه بحاجة إلى الزيادة إلى 5.4 جيجا طن بحلول عام 2050، وأظهر التقرير أنه في الأمد القريب، ستحتاج منطقة آسيا والمحيط الهادئ إلى مضاعفة الاستثمار السنوي في هذه التقنيات إلى ثلاثة أمثاله إلى 2.3 تريليون دولار خلال الفترة 2024-2030، ومع ذلك، حتى لو تم تحقيق سيناريو صافي الصفر الطموح، فإنه لن يتمكن إلا من الحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة العالمية في حدود 1.75 درجة مئوية، كما كشف التقرير.

وبحسب تقرير الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، فإن أسواق الطاقة المتجددة العالمية تفشل في الوصول إلى هدف مضاعفة قدرة توليد الطاقة المتجددة المثبتة بحلول عام 2030.

وأشار تقرير الوكالة الدولية للطاقة المتجددة إلى أن الخطط والأهداف الوطنية للدول الحالية لن تحقق سوى نصف النمو المطلوب في الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، حيث إن مضاعفة سعة الطاقة المتجددة من 3.9 تيراوات حالياً إلى 11.2 تيراوات من الطاقة بحلول عام 2030 تتطلب إضافة نحو 1044 جيجاوات سنوياً من عام 2024 إلى عام 2030، وهو ما يعادل معدل نمو سنوي مركب بنسبة 16.4% وزيادة من النمو بنسبة 16.1% خلال الفترة من 2022 إلى 2030، ومع ذلك، بموجب الخطط الوطنية الحالية، من المتوقع أن تقل سعة الطاقة المتجددة بمقدار 3.8 تيراوات، أو 34%.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة إن الطاقة الشمسية هي تقنية الطاقة المتجددة الوحيدة على المسار الصحيح لتحقيق هذا الهدف المتمثل في مضاعفة ثلاثة أضعاف، في عام 2023، تمت إضافة 473 جيجاوات من الطاقة المتجددة، بما في ذلك 346.9 جيجاوات من الطاقة الشمسية، و114.5 جيجاوات من طاقة الرياح، و6.6 جيجاوات من الطاقة الكهرومائية، و5.2 جيجاوات من الطاقة الحيوية، والطاقة الحرارية الأرضية، والطاقة الشمسية المركزة، والطاقة البحرية مجتمعة، وارتفعت إضافات طاقة الرياح البرية بشكل كبير عند 103.9 جيجاوات، وهو ما يكاد يطابق الرقم القياسي السابق البالغ 105 جيجاوات في عام 2020.

قال التقرير إن الاستثمارات في الطاقة المتجددة وصلت إلى رقم قياسي بلغ 570 مليار دولار في عام 2023، لكنها فشلت في الوصول إلى 1.5 تريليون دولار المطلوبة كل عام بين عامي 2024 و2030، وتسير الاستثمارات السنوية في الطاقة الشمسية على الطريق الصحيح لتلبية 397 مليار دولار المطلوبة كل عام حتى عام 2030 لتحقيق هدف الثلاثية.

وأضافت الوكالة أن الطاقة المتجددة عموماً أرخص شكل من أشكال الكهرباء الجديدة، لكن التوزيع الجغرافي لإضافات الطاقة المتجددة غير متساوٍ، حيث تمثل آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية نحو 85% من المنشآت العالمية في عام 2023، وتمثل إفريقيا 1.6%.

هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية