أعطت أحدث البيانات الخاصة بالإنفاق على التجزئة في الولايات المتحدة إشارة مطمئنة أخرى إلى أن الاقتصاد الأميركي لم يقترب بأي حال من الأحوال من الركود، ما يزيد الشكوك بشأن تخفيضات أسعار الفائدة الكبيرة.

وكشفت بيانات مكتب إحصاءات العمل الأميركية الصادرة اليوم الخميس، ارتفاع الإنفاق على تجارة التجزئة في الولايات المتحدة بنسبة 0.4 في المئة في سبتمبر أيلول 2024 مقارنة بالشهر السابق، وكان ذلك أقوى بكثير من مكاسب أغسطس البالغة 0.1 في المئة.

وقفزت مبيعات التجزئة في معظم الفئات الشهر الماضي، بقيادة مبيعات في المتاجر المتخصصة التي قفزت أربعة في المئة، ومبيعات متاجر الملابس المرتفعة 1.5 في المئة، فضلاً عن متاجر الصحة والعناية الشخصية التي سجلت ارتفاعاً في المبيعات بواقع 1.1 في المئة.

كذلك، أظهرت بيانات منفصلة من وزارة العمل أن الطلبات الجديدة للحصول على إعانة البطالة انخفضت بمقدار 19 ألف طلب الأسبوع الماضي، وهو أكبر انخفاض أسبوعي منذ يونيو 2023، ما عزز التفاؤل بشأن قوة سوق العمل في الولايات المتحدة.

ورحبت وول ستريت باستعراض القوة الأخير للاقتصاد الأميركي، إذ ارتفع مؤشر داو جونز أكثر من 145 نقطة عند افتتاح السوق، بينما شهدت مؤشرات الأسهم الرئيسية الأخرى مكاسب في التعاملات الصباحية المبكرة.

ماذا تعني البيانات للاحتياطي الفيدرالي؟

يشكل الإنفاق الاستهلاكي نحو 70 في المئة من الاقتصاد الأميركي، وتستحوذ مبيعات التجزئة على جزء كبير من ذلك، ويظهر تقرير الخميس أن الأميركيين ما زالوا يفتحون محافظهم رغم سنوات من التضخم وأسعار الفائدة المرتفعة، وقد يؤثر ذلك على خطة بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل.

وكتبت كاثي بوستجانسيك، كبيرة الاقتصاديين لدى نيشن وايد في مذكرة اليوم الخميس «إن مبيعات التجزئة الأقوى من المتوقع تزيد من الشكوك المتزايدة حول ما إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية الشهر المقبل ويتبعها ربع نقطة مئوية أخرى في ديسمبر».

وأضافت «ومع ذلك، لا تزال السياسة النقدية مقيدة، إذ تستمر القطاعات الحساسة لأسعار الفائدة مثل الإسكان والسيارات في النضال، وما زلنا نرى الاتجاه العام للتضخم يظل هبوطياً».

وكان قد أعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي خفض سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية الشهر الماضي، وهي المرة الأولى التي يخفض فيها البنك المركزي أسعار الفائدة منذ أكثر من أربع سنوات، وقال رئيس البنك جيروم باول إن القرار يهدف جزئياً إلى منع سوق العمل الأميركي من التعثر.

ولا يزال المستثمرون يتوقعون فرصة قوية بأن يتجه بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية الشهر المقبل عندما ينعقد اجتماع السياسة النقدية يومي 6 و7 نوفمبر تشرين الثاني 2024، على أن تكون البيانات الواردة في الفترة المقبلة هي المؤثر الرئيسي على تلك التوقعات.

(بريان مينا، CNN).

هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية