إيهاب تريكي ومحمد علي عبيد، مؤسسا شركة Kumulus Water الناشئة، يقدمان حلًا مبتكرًا لتوفير مياه الشرب النظيفة من الهواء. بعد نجاحهما في تونس وأوروبا، يتطلعان الآن للتوسع في السوق السعودية، لإحداث تحول عالمي في تكنولوجيا المياه المستدامة. فوربس للمزيد

بحلول عام 2030، من المتوقع تجاوز الطلب العالمي على المياه العذبة المعروضة بنسبة 40%، حيث يُقدر أن 1.6 مليار شخص سيفتقرون إلى مياه الشرب المُدارة بشكل آمن، وفقًا لتقديرات المنتدى الاقتصادي العالمي. في تونس وحدها، يبرز نقص المياه بشكل واضح؛ إذ وفقًا لتقرير "المياه في تونس 2024" الصادر عن الوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية، يبلغ نصيب الفرد من المياه المتاحة سنويًا 420 مترًا مكعبًا فقط، مما يجعل تونس من أكثر الدول التي تعاني من ندرة المياه على مستوى العالم.

لاحظ إيهاب تريكي، وهو مستثمر خاص في مجال الطاقة المتجددة آنذاك، أثناء رحلته إلى الصحراء التونسية ندى الصباح الذي غطى سيارته وخيمته، وفكر في أن هذا قد يكون الحل. يوضح بالقول: "احتوى الهواء على كمية من الماء غطت خيمتي في عمق الصحراء. لذا فكرت: لماذا لا أستغل هذا بطريقة صناعية؟"

مركزية قطاع المياه أثناء عمله في شركة سويكورب للاستثمار الخاص، التي تركز على الطاقة المتجددة والمياه وإدارة النفايات، لمدة 6 سنوات حتى عام 2021، فوجئ إيهاب تريكي، الرئيس التنفيذي الحالي لشركة (Kumulus Water)، بأمرين مهمين في قطاع المياه. الأول: أن هذا القطاع يعتمد بشكل كبير على المركزية، حيث يتم الحصول على المياه من مصادر وافرة كالأحواض الجوفية أو محطات تحلية المياه، ثم توزيعها عبر شبكات واسعة. يقول تريكي: "دفعني هذا الأمر للتساؤل حول إمكانية تطبيق نموذج لا مركزي لإنتاج المياه، يتيح للأفراد والمجتمعات تحقيق استقلالية مائية". أما الأمر الثاني، فهو التناقض الصارخ بين سعر المياه وقيمتها الحقيقية. يضيف: "عادة ما يكلف اللتر الواحد من المياه المعدنية المعبأة 15 إلى 20 سنتًا، لكن إذا ما انعدمت مياه الشرب لـ3 أيام فقط، لن يمانع الفرد بدفع مئات الدولارات للحصول عليها. هذا التناقض بين القيمة والسعر مذهل حقًا".

إنشاء Kumulus لاحقًا، شارك تريكي فكرته مع صديقه محمد علي عبيد، الذي تخرج معه في معهد البوليتكنيك بفرنسا، وتعرّف عليه منذ عام 2015. يتذكر تريكي قائلًا: "بوصفه مهندسًا وخبيرًا في التكنولوجيا، لا سيما في مجال الديناميكا الحرارية وأنظمة تبريد المحركات، كان على دراية تامة بهذه المفاهيم. وكان رده، "نعم، إنه أمر بسيط، يمكننا تحقيقه." ثم بدآ العمل على إثبات المفهوم، وتطوير النموذج الأولي، فأسسا شركة (Kumulus Water) في سبتمبر/ أيلول 2021، وركّزا على تقديم حلول المياه للشركات. واليوم، يشغل عبيد منصب مدير التكنولوجيا التنفيذي في الشركة.

في عام 2020، بلغ إجمالي حجم نقص المياه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 6.73 متر مكعب للفرد سنويًا، وفقًا لإحصائيات Statista. وبالرغم من الجهود المبذولة لتوفير الوصول إلى المياه العذبة في المنطقة، إلا أن عدد شركات تصنيع الأجهزة المتخصصة لا يزال محدودًا. يوضح إيهاب تريكي: "عندما تركز على إحداث تأثير وتحاول جمع التمويل، يكون الأمر أصعب بكثير إذا كنت تعمل في مجال الأجهزة مقارنة بالبرمجيات أو الخدمات السحابية (SaaS). ولهذا نجد عددًا أقل من الشركات المتخصصة في تصنيع الأجهزة والآلات. غير أن إحدى نقاط قوتنا في (Kumulus) تكمن في أننا تونسيون وفرنسيون بمؤهلات علمية غربية، لكن بجذور متأصلة بعمق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".

استثمارات وجولات تمويلية في البداية، استثمر الشريكان المؤسسان أقل من 20 ألف دولار من أموالهم الخاصة، وأنشآ الشركة في فرنسا مع أول فرع لها في تونس، مستفيدين من نقاط القوة في كلتا المنطقتين، بما في ذلك المختبرات الكبيرة، ومحافظ التمويل الأكبر، والخبراء من ذوي المهارات العالية في أوروبا. يضيف تريكي: "تكمن قوة شمال أفريقيا بالنسبة إلينا، في القدرة على اختبار تقنيتنا في وقت أبكر من المناطق الأخرى، مثل أوروبا التي تخضع لتنظيم صارم". مما سمح للشركة ببناء نموذجها الأولي، والحصول على شهادة المطابقة الأوروبية (CE) في غضون 18 شهرًا فقط، محققة ذلك بتمويل أقل بكثير ومحسّن، مقارنة بشركات الأجهزة العالمية. وقد تم تركيب أول جهاز لـ(Kumulus) في مدرسة ابتدائية في بلدة بزما في يونيو/ حزيران 2023، وهي قرية ريفية في جنوب تونس حيث لا يزال الوصول إلى مياه الشرب محدودًا.

كما تلقت الشركة دعمًا مبكرًا من المسرعات، حيث تمكن المؤسسان من جمع مليون دولار من خلال جولة تمويل أولية، بالإضافة إلى تمويل مخفف وغير مخفف للأصول. وأدت الحكومتان الفرنسية والتونسية دورًا مهمًا من خلال برامج المنح الخاصة بهما. يوضح تريكي: "في عام 2023، أكملنا جولة تمويل أولية أخرى، ليصل إجمالي تمويلنا إلى حوالي 4 ملايين دولار عبر الجولتين". في حين لدينا قاعدة مستثمرين متنوعة، حيث تشمل مكاتب عائلية ومستثمرين ملائكيين من أميركا ومصر وفرنسا وسويسرا وتونس والمغرب والإمارات. ويعمل الشريكان المؤسسان حاليًا على جمع حوالي 5 ملايين دولار في جولة تمويل ما قبل الفئة (A) لتوسيع جهود الإنتاج والمبيعات، في جنوب أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

تكنولوجيا المياه من Kumulus تنتج آلة (Kumulus) ما يصل إلى 30 لترًا من المياه العذبة يوميًا من الهواء. وهي تستهدف في المقام الأول المناطق ذات الاحتياج الأكبر لمياه الشرب، لا سيما في المناخات الجافة، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأجزاء من جنوب أوروبا حيث تشكل ندرة المياه قضية ملحة.

قالت غيثة زنيبر، المستثمرة والشريكة المؤسسة في (Kalys Ventures): "شهدنا بأعيننا كيف أدى تغير المناخ إلى تفاقم أزمة المياه، خاصةً في منطقة شمال أفريقيا. الوضع خطير، والحاجة إلى حلول مبتكرة أصبحت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. وهنا يأتي دور شركات مثل (Kumulus Water)، التي تمثل بصيص أمل". وأضافت: "تقدم تقنية توليد المياه من الهواء التي طورتها (Kumulus) حلاً مستدامًا وضروريًا للمناطق التي تعاني من ضعف مصادر المياه. ولها تأثير مزدوج يتمثل في تقليل استهلاك المياه والنفايات البلاستيكية من خلال الحد من الاعتماد على المياه المعبأة، ما يساعد على معالجة ندرة المياه وتحديات الاستدامة البيئية".

وقد قوبلت تقنية الشركة في المنطقة بردود فعل إيجابية في البداية، حيث اعتمدت على تقنية التبريد الحراري التي تعمل على تبريد الهواء إلى ما دون درجة حدوث الندى لجمع الرطوبة. ويشير عبيد إلى أن "جمع المياه هو الخطوة الأولى فقط، إذ يركز معظم عملنا على ضمان صلاحية المياه للشرب، وامتثالها للمعايير الفرنسية والتونسية والأوروبية. كما استثمرنا في تحسين طعم المياه وخصائصها المعدنية، نظرًا لأن المستخدمين في هذه المناطق اعتادوا على المياه المعدنية المعبأة في زجاجات". ويضيف: "لقد طورنا الآلة لتكون مستقلة ومتصلة في آن واحد، مما يتيح التنبؤ بعمليات صيانة تضمن.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من فوربس الشرق الأوسط

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من فوربس الشرق الأوسط

منذ 4 ساعات
منذ ساعة
منذ ساعة
منذ ساعتين
منذ 23 دقيقة
منذ 34 دقيقة
قناة العربية - الأسواق منذ ساعة
قناة CNBC عربية منذ ساعتين
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ ساعة
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ ساعتين
قناة CNBC عربية منذ 13 ساعة
صحيفة الاقتصادية منذ 28 دقيقة
صحيفة الاقتصادية منذ 4 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ ساعتين