بايدن يكرس إرثه في أوكرانيا.. دبلوماسية حازمة ودعم عسكري لكبح روسيا

واجه الرئيس الأميركي، جو بايدن، خلال فترة رئاسته تحديات على الصعيدين الداخلي والدولي، لكن دعمه المستمر لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي قد يكون أبرز ملامح إرثه السياسي، بحسب محللين ومراقبين.

فمنذ بداية الحرب عام 2022، عمل بايدن على إعادة بناء التحالفات العالمية، مسلطًا الضوء على أهمية الديمقراطية في مواجهة الأنظمة الاستبدادية. وكانت زيارته التاريخية إلى كييف في وقت مبكر من النزاع تعبيرًا قويًا عن التزامه، حين أكد للعالم من هناك أن الولايات المتحدة لن تتجاهل انتهاكات روسيا.

ومع ذلك، فإن الحرب في أوكرانيا لم تكن خالية من التحديات، إذ تزايد القلق الداخلي حول استمرار الدعم الأميركي وكلفته الباهظة، سيما مع اقتراب الانتخابات الرئاسية التي قد تغير من بوصلة السياسة الخارجية.

بايدن استثمر أيضا المزيد من الوقت والجهد لتعزيز العلاقات عبر الأطلسي، وأظهر التزامًا قويًا تجاه الدفاع عن حلفاء أميركا في أوروبا، لكن صراعه للحفاظ على إجماع في الداخل حول الدعم لأوكرانيا ألقى بظلاله على هذا الإرث، وبدأت تثار التساؤلات حول تاثير استمرار الحرب على السياسة الداخلية الأميركية، سيما مع تصاعد الأصوات المناهضة للدعم العسكري.

يقول محللون إن الإرث الذي سيتركه بايدن وراءه مرهون باستمرار الديمقراطيات في مواجهة التحديات والتهديدات العالمية، ومدى نجاحه في التأكيد على أهمية دعم أوكرانيا كجزء من هذه المعركة.

النصر في أوكرانيا .. إرث بايدن لن يتحقق بدونه

يقول تقرير لمؤسسة أتلانتك كاونسل Atlantic Council ان إرث بايدن في أوكرانيا يعتمد بشكل كبير على قدرة هذا البلد في أوروبا الشرقية على الانتصار في الحرب التي تشنها روسيا. وهذا يتضمن السؤال المرتبط ارتباطًا وثيقًا ما إذا كان الرئيس الأميركي قد ساهم بشكل حاسم في أن يجعل الولايات المتحدة، إلى جانب حلفائها، قادرة على مواجهة "محور المقاومة" المكون من الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية.

هذه الدول تسعى إلى منع نجاح أوكرانيا، والأهم من ذلك، وتعتبر سيطرة روسيا لأوكرانيا خطوة حاسمة لإعادة تشكيل النظام العالمي الذي أنشأته الولايات المتحدة وشركاؤها بعد الحرب العالمية الثانية.

قد يثني المؤرخون على بايدن لدعمه أوكرانيا، ومع ذلك، ستحدد الأشهر والسنوات القادمة ما إذا كان قد قّصر في تقديم الحلول من خلال دعمه المتحفظ للبلد بسبب مخاوفه من "تصعيد نووي روسي"، حيث كانت النتيجة هي ردع ذاتي، حين قدمت الولايات المتحدة لكييف الأسلحة التي طلبتها بشدة ببطء وبأعداد غير كافية.

أيضا زادت إدارة بايدن من تفاقم الوضع من خلال تقييد حرية كييف في استخدام الأسلحة الأميركية، سيما البعيدة المدى، لضرب أهداف عسكرية في روسيا، كانت تطلق منها هجمات قاتلة على الأوكرانيين.

يضيف التقرير، أن العديد من قادة الحزب الجمهوري يتفقون على أن بايدن كان مخطئًا في تأخير الدعم الحاسم لأوكرانيا، لكن الأمر ذاته سينطبق على الرئيس السابق دونالد ترامب إذ كتب جون بولتون، الذي كان مستشار الأمن القومي لترامب من 2018 إلى 2019، في صحيفة التلغراف أن كلا من ترامب وجي دي فانس "غير مهتمين، أو يظهران ازدراءً علنيًا، لمساعدة كييف ضد العدوان غير المبرر لروسيا"

مجلة أتلانتك كاونسل تذكر لأنه لا يزال أمام بايدن بضعة أسابيع يمكن استثمارها لتقديم أفضل فرصة لأوكرانيا لتحقيق النصر، من خلال إزالة القيود على القوات الأوكرانية لضرب الأهداف العسكرية في روسيا. ومع ذلك، سيتحدد مصير الحرب والمنافسة الأكبر بشكل متزايد من خلال قوى لا يمكنه التحكم بها، سواء داخل حزبه أو مع الجمهوريين، وكذلك مع الحلفاء والخصوم في جميع أنحاء العالم.

مساعدات مهمة بالمليارات لكنها باهضة الثمن

مجلة نيوزويك Newsweek الأميركية تحدثت بدورها عن قيمة المساعدات الأميركية إلى أوكرانيا خلال فترة رئاسة بايدن لوحدها، وذكرت أن الولايات المتحدة التزمت لحد الان بأكثر من 59.3 مليار دولار كمساعدات "عسكرية" لأوكرانيا منذ بداية إدارة بايدن، خصص الجزء الأعظم منها لتوفير المعدات ومختلف أنواع الأسلحة من أنظمة الدفاع الجوي، والأنظمة الجوية غير المأهولة، والذخائر الأرضية، وتعزيز صناعة الدفاع الأوكرانية

أكثر من 66 حزمة مساعدات أرسلتها الادارة الأميركية الحالية لأوكرانيا، وهي جزء من جهود بايدن لمواصلة إرسال الأسلحة إلى كييف في ظل النقاشات المستمرة في السياسة الأميركية حول مقدار الأموال التي ينبغي على البلاد الاستمرار في إنفاقها لمساعدة حليفها في الحرب المستمرة ضد روسيا.

بايدن الذي سيتنحى عن منصبه في يناير المقبل، قال في أواخر يوليو "من خلال هذه الإجراءات، رسالتي واضحة: ستوفر الولايات المتحدة الدعم الذي تحتاجه أوكرانيا للفوز في هذه الحرب." بحسب تعبيره.

فريال شريف، مديرة برنامج العلاقات الدولية في جامعة لويولا ماريماونت في كاليفورنيا، قالت للمجلة "بشكل عام، سيعتمد إرث بايدن على نتائج الانتخابات الرئاسية ونتيجة الحرب الأوكرانية الروسية."

فإذا فازت نائبة الرئيس كامالا هاريس في الانتخابات، فمن المحتمل أن "تستمر في دعم أوكرانيا" وتضيف شريف "من المحتمل أن تجد هاريس نفسها في موقف عندما يشعر العديد من الأميركيين أن البلاد تتكبد خسائر مالية في حرب أجنبية لا يمكنها الفوز بها أو تجدها باهظة التكلفة للفوز .... وما لم يتغير مسار الحرب بشكل جذري، من المحتمل أن تُعتبر أوكرانيا فشلًا في السياسة الخارجية لكل من بايدن وهاريس."

وأظهر استطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث في يوليو أن 63% من الديمقراطيين والأشخاص الذين يميلون نحو الديمقراطيين يعتقدون أن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية مساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها ضد روسيا، في حين أن 36% فقط من الجمهوريين والأشخاص الذين يميلون نحو الجمهوريين يقولون ذات الشيء.

صواريخ بعيدة المدى .. هدف مهم لتحقيق الإرث السياسي

مع بقاء أسابيع قليلة من انتهاء ولايته، يجب أن يكون إرث بايدن في مقدمة اهتمامه مثل أي رئيس منتهية ولايته. وربطت بوليتيكو Politico الأميركية هذا الإرث بانتصار أوكرانيا الذي قالت انه لن يتحق بدون حصول كييف على صواريخ بعيدة المدى.

وتضيف أنه يجب على الرئيس جو بايدن أن يقرر ما إذا كان سيسمح للجيش الأوكراني باستخدام الصواريخ بعيدة المدى المقدمة من الولايات المتحدة لضرب أهداف أعمق في روسيا. وتذكر أن هذه مجرد أحدث سلسلة من القرارات حول مدى الدعم الأميركي لأوكرانيا لكنها أيضًا قد تمثل تحولًا في نهج أميركا تجاه هذا الصراع.

ويطلب الأوكرانيون من الرئيس الأميركي توسيع قائمة الأهداف لتشمل مواقع تتجاوز منطقة الحدود المباشرة في روسيا، فموسكو تشن الحرب من أراضيها، حيث ترسل القاذفات والصواريخ، وكييف ترغب في استخدام الأسلحة التي لديها للدفاع عن نفسها.

وذكرت بوليتيكو أن هذه الصواريخ لن تمثل تصعيدا جديدا سيما أن أوكرانيا حصلت سابقا على دبابات أبرامز، و طائرات F-16، أو أنظمة الصواريخ التكتيكية الأرضية من الولايات المتحدة.

وتشير المجلة إلى أن الأوكرانيين وأصدقاءهم يقدمون تلميحات واضحة أن لدى بايدن فرصة.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من قناة الحرة

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من قناة الحرة

منذ ساعتين
منذ 6 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 11 ساعة
سي ان ان بالعربية منذ 4 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 17 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 15 ساعة
سكاي نيوز عربية منذ 12 ساعة