يبدو الأمر اليوم وبعد زمان من التحولات الاجتماعية، تغير وجه العلاقات بين الناس، صار من الممكن أن نقول إن الفرد اليوم أصبح كمن انسلخ من جلد خيمة الزمان، واعتكف في برية شاسعة «أضيق من ثقب أبرة»، وصارت الذاكرة مكتنزة الثقوب، بحيث لا تحتفظ لا بالصور ولا بالأسماء، الأمر الذي جعل الإنسان اليوم يمضي في الحياة منفرداً، متوحداً بأفكاره الذاتية، محروماً من الصوت الخارجي القادم من الغرفة المقابلة لغرفته، وكذلك من البيت المجاور لبيته؛ لأن السمع يغوص في حمى الأصوات الداخلية، والبصر يهيم في صحراء الفجاجة وشح الألوان وفقر الدهشة.
اليوم قد تسأل عن صديق بعد زمان من الغياب، ويقال لك بتأنيب وتوبيخ، أما علمت أنه قد توفاه الله منذ سنة.
قد تصاب بالذهول، وتظل صامتاً، هامداً خامداً، ثم تستعيد وعيك، وتمسك بالذاكرة، وتحاول استدعاء صور ومشاهد، وأحداث لذلك الصديق الذي جمعتك وإياه صداقة حميمة، في زمن المشاعر الدافئة، وأخلاق الصادقين.
اليوم أدارت الذاكرة وجهها باتجاه الوجوم، واستدارت ناحية لحظة عبثية، ساهمة، غاشمة، مفعمة بأضغاث أحلام، ولا حول لها سوى أنها تجر أذيال الذاكرة إلى كهوف النسيان، وتجعلها أكثر عتمة من حفرة في قاع جبل شاحب.
اليوم وفي زمن ما بعد الحداثة أو زمن الحداثة السائلة، تمط أطراف الذاكرة إلى ما بعد الواقع، وتذهب إلى أطراف رخوة، نيئة، بلا ذائقة، ولا رونق،.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الاتحاد الإماراتية