ثلث أعمار الأفراد وربما نصف الأعمار في كل العالم يستغرقه الانتظام في مراحل التعليم، فما يكاد حامل الدكتوراه يستوعب ظروف العمل الذي يوكل إليه وما تكاد تنضج تجربته حتى يحال للتقاعد. لكن اللافت أن ما يتطبَّع به الناشئون تلقائياً في السنوات الست السابقة للتعليم هو الذي يتحكَّم بما يأتي بعده، حتى الأفراد من كل الأمم من ذوي التفكير النقدي يكافحون للبقاء على ما تبرمجوا به في طفولتهم، وربما تستنزف مقاومة المغاير الكثير من الاهتمام والطاقة خلال مراحل حياة الفرد، فالبشرية يُهدَر الكثير من طاقتها في تبرير الأسبق إلى الأذهان؛ لذلك انحصر تأثير العلوم الموضوعية والأفكار الفلسفية في الجوانب الاقتصادية والعسكرية وتوفير الوسائل والأدوات حيث بلغ التطور ما لا مزيد عليه.
أما العقل البشري ذاته بشكل عام فلا تزال تتحكم به الأنساق الثقافية المتوارثة، فالعقلانية السائدة في أشد الأمم ازدهاراً هي عقلانية عملية إنها عقلانية أساليب ومناهج وقوانين ومؤسسات، أما خارج المجال العملي المنظَّم فيبقى الأسبق يتحكم بالتفكير والمواقف والاتجاهات والقيم والتصورات.
ومن.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة عكاظ