تتسارع المملكة العربية السعودية نحو تحقيق أهدافها الطموحة ضمن رؤية 2030، حيث تُعدُّ التكنولوجيا جزءاً محورياً في دعم التنمية المستدامة والابتكار في قطاعات حيوية كالأمن المائي والطاقة والزراعة.
وبفضل مبادرات شركات مثل «أكوا باور» و«بيبسيكو»، تتحول رؤية المملكة إلى واقع ملموس من خلال تطبيق تقنيات متقدمة تسهم في تعزيز الاستدامة والنمو الاقتصادي.
تقنيات مبتكرة لضمان استدامة الطاقة والمياه
تعتبر «أكوا باور» من أبرز اللاعبين في قطاع الطاقة والمياه في المملكة، حيث تركّز على تقديم حلول مبتكرة تسهم في إمداد المجتمعات بالطاقة والمياه بطرق مستدامة.
وأوضح الرئيس التنفيذي للشؤون التقنية في أكوا باور، بارت بوزمانز لـ«سي إن إن الاقتصادية» أن الابتكار يلعب دوراً أساسياً في تمكين الشركة من خفض تكاليف التكنولوجيا المستدامة، ما يجعلها متاحة بشكل أوسع.
ووفقاً له، فإن العديد من التقنيات المتقدمة التي طُوِّرت داخل مختبرات «أكوا باور» جعلت الشركة قادرة على تحسين الكفاءة وتوسيع نطاق تأثيرها.
وأشار بوزمانز إلى أن الشركة تسعى بنشاط للربط بين الأفكار المبتكرة والتطبيق العملي، خاصة في المملكة العربية السعودية، حيث تُسرّع من دخول التقنيات الجديدة إلى السوق.
هناك العديد من الأفكار المتقدمة والابتكارات في المختبرات والجامعات، ولكن التحدي يكمن في إيصال هذه الأفكار إلى السوق بسرعة وفاعلية.
وقال بوزمانز، إن «أكوا باور» تسعى لسد هذه الفجوة عبر مبادراتها التكنولوجية.. ومن خلال افتتاح مختبر أبحاث جديد في شنغهاي، تواصل الشركة توسعها في مجال الابتكار عبر تعاونها مع منظومات التكنولوجيا العالمية، ما يتيح تبادل المعرفة وتسريع التطور.
تعتبر مشاريع الشركة في مجال الطاقة الشمسية وتحلية المياه أمثلة واضحة على التزامها بالتقنيات المستدامة، حيث تسهم هذه المشاريع في تلبية احتياجات السعودية المتزايدة للطاقة النظيفة والمياه العذبة بتكلفة مناسبة، ومع ازدياد الطلب على حلول الطاقة المستدامة، ترى «أكوا باور» نفسها في موقع قيادي لدعم أهداف المملكة في تحقيق الاستدامة البيئية.
بيبسيكو: تعزيز الكفاءة عبر التقنيات الزراعية
على صعيد آخر، تقود «بيبسيكو» جهوداً متميزة في تطبيق التكنولوجيا الزراعية في المملكة العربية السعودية، ما يسهم في تطوير القطاع الزراعي وزيادة الإنتاجية وتقليل استهلاك الموارد، خصوصاً المياه.
يوجين ويلمزن، الرئيس التنفيذي للشركة في منطقة إفريقيا، الشرق الأوسط، وجنوب آسيا، أوضح أن الشركة تتبنى التكنولوجيا في كل عنصر من عناصر سلسلة القيمة؛ من زراعة المحاصيل وحتى نقاط البيع، وتعتبر التقنيات المتقدمة ضرورية لعمليات «بيبسيكو».
وأوضح ويلمزن أن الشركة تركّز على تحسين استخدام المياه عبر حلول مبتكرة مثل الري بالتنقيط، الذي أسهم بشكل كبير في تقليل استهلاك المياه في أثناء زراعة المحاصيل.
تم تطبيق هذا النظام في السعودية، حيث يسهم في مواجهة تحديات ندرة المياه وتحقيق استدامة أكبر في القطاع الزراعي، بالإضافة إلى تطبيقه في دول أخرى مثل الهند بالتعاون مع 27,000 مزارع صغير، هذا الاستثمار في التقنيات الزراعية المتقدمة يبرهن على التزام «بيبسيكو» بتعزيز استدامة الموارد والحفاظ على البيئة.
يبرهن هذان النموذجان كيف أن التكنولوجيا لا تقتصر على تحسين العمليات اليومية، بل تتجلى كعنصر استراتيجي في تحقيق الاستدامة وتعزيز النمو الاقتصادي، ما يعكس مسار السعودية نحو مستقبل مستدام يعتمد على الابتكار.
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية