يدخل أكبر مؤتمر للحفاظ على الطبيعة في العالم يومه الأخير في كولومبيا اليوم الجمعة، وسط خلافات بين المفاوضين حول أفضل السبل لتمويل خطط «وقف وعكس اتجاه» فقدان الأنواع.
ووسط شائعات بأن المحادثات قد تمتد إلى يوم إضافي، قالت رئيسة القمة سوزانا محمد إن الجلسة الختامية المبرمجة يوم الجمعة وعدت بأن تكون «مؤثرة» بالنظر إلى عدد القضايا التي لم يتم حلها.
وقال محمد، وهو وزير البيئة الكولومبي، للصحفيين يوم الخميس «إنها مفاوضات معقدة للغاية، مع العديد من المصالح والعديد من الأطراف وهذا يعني أنه يتعين على الجميع التنازل عن شيء ما».
مع وجود نحو 23 ألف مندوب مسجل، يعد المؤتمر السادس عشر للأطراف (COP16) في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن التنوع البيولوجي (CBD) الذي افتُتح في كالي في 21 أكتوبر، أكبر اجتماع من نوعه على الإطلاق.
ويعد هذا الحدث بمثابة متابعة لإطار كونمينج-مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي الذي تم الاتفاق عليه في كندا قبل عامين، حيث تقرر توفير 200 مليار دولار سنوياً للتنوع البيولوجي بحلول عام 2030.
ويجب أن يشمل ذلك تحويل 20 مليار دولار سنوياً من الدول الغنية إلى الدول الفقيرة لتحقيق 23 هدفاً للأمم المتحدة «لوقف وعكس مسار» تدمير الطبيعة بحلول عام 2030، من خلال وضع 30 في المئة من المناطق البرية والبحرية تحت الحماية.
تم تكليف مؤتمر الأطراف السادس عشر بتقييم التقدم المحرز نحو تحقيق الأهداف وتعزيزه.
لكن المفاوضات بشأن آليات التمويل فشلت في إحراز تقدم، كما يقول المراقبون والمندوبون، على الرغم من أن الأبحاث الجديدة التي أجريت هذا الأسبوع أظهرت أن أكثر من ربع النباتات والحيوانات التي تم تقييمها معرضة لخطر الانقراض.
فرصة للتحرك
وقد دعت البلدان النامية إلى توفير المزيد من الأموال.
كما يريدون إنشاء صندوق جديد تحت مظلة اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي، حيث يكون لجميع الأطراف -الأغنياء والفقراء- تمثيل في عملية صنع القرار.
وتصر الدول الغنية على أنها تسير على الطريق الصحيح لتحقيق أهدافها التمويلية، ويعارض العديد منها إنشاء صندوق جديد آخر.
أشار مسؤولون أوروبيون، الخميس، إلى أن الفيضانات القاتلة في إسبانيا تذكير بالضرر الناجم عن تدمير البشر للطبيعة، وحثوا الوفود في المحادثات المتعثرة على «التحرك».
وقالت مبعوثة المفوضية الأوروبية، فلوريكا فينك-هويجر، إن «الكارثة» التي وقعت في شرق وجنوب إسبانيا هذا الأسبوع، التي أسفرت عن مقتل 158 شخصاً على الأقل وما زال العشرات في عداد المفقودين، تسلط الضوء على العلاقة بين تدمير التنوع البيولوجي وتغير المناخ الذي يسببه الإنسان.
تتسبب حالات الجفاف والفيضانات التي تفاقمت بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري في فقدان أنواع نباتية، بما في ذلك الأشجار التي تمتص الكربون الذي يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب، في حلقة مفرغة من تدمير الأرض بسبب الأنشطة البشرية.
وقال فينك هويجر، المدير العام للمفوضية الأوروبية لشؤون البيئة، للصحفيين «إذا عملنا على التنوع البيولوجي، فيمكننا على الأقل أن نخفف بعض التأثيرات المناخية».
وأضافت «في مؤتمر الأطراف هذا، لدينا حقاً فرصة للعمل».
الساعة تدق
هناك نقطة خلاف أخرى بين المندوبين، وهي حول أفضل السبل لتقاسم أرباح البيانات الجينية المتسلسلة رقمياً المأخوذة من الحيوانات والنباتات مع المجتمعات التي تنتمي إليها.
مثل هذه البيانات، ومعظمها من الأنواع الموجودة في البلدان الفقيرة، تستخدم بشكل خاص في الأدوية ومستحضرات التجميل التي تدر على مطوريها المليارات.
وكان مؤتمر الأطراف الخامس عشر قد وافق على إنشاء «آلية متعددة الأطراف» لتقاسم منافع المعلومات الرقمية، «بما في ذلك صندوق عالمي».
لكن المفاوضين ما زالوا في حاجة إلى حل مسائل أساسية مثل من يدفع، وكم، وفي أي صندوق، وإلى من ينبغي أن تذهب الأموال.
وذكّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي توقف في كالي لمدة يومين هذا الأسبوع مع خمسة رؤساء دول وعشرات من وزراء الحكومة لإضافة زخم للمحادثات، المندوبين يوم الأربعاء بأن البشرية قد غيرت بالفعل ثلاثة أرباع سطح الأرض.
وحث المفاوضين على «تسريع» التقدم، محذراً من أن «الساعة تدق؛ إن بقاء التنوع البيولوجي على كوكبنا -وبقاءنا- على المحك».
نظم ممثلو الشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية مظاهرات في مؤتمر الأطراف السادس عشر للضغط من أجل المزيد من الحقوق والحماية، حيث تجادل المندوبون في الداخل حول اقتراح بإنشاء هيئة تمثيلية دائمة لهم بموجب اتفاقية التنوع البيولوجي.
وفي هذا الشأن أيضاً، لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي.
صوتت الأطراف الـ16 لمؤتمر الأطراف يوم الخميس لصالح استضافة أرمينيا قمتها المقبلة في عام 2026.
(أ ف ب)
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية