عاد الحديث عن الردع النووي إلى واجهة الأحداث على الساحة الدولية بشكل مقلق، منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، وبدأت هذه العودة تثير مخاوف جدية بشأن السلم والاستقرار، وبخاصة أن العالم بات في المرحلة الراهنة أكثر خطورة واضطراباً من زمن الحرب الباردة الذي برز فيه الردع النووي كخيار استراتيجي في سياق عملية توازن القوى بين الشرق والغرب.
صحيح أنه، ومنذ نهاية الحرب الباردة، تقلص بشكل واضح، مكان الردع النووي في التفكير الاستراتيجي المتعلق بالسياسات الدفاعية في أوروبا، لاسيما بالنسبة للرأي العام الأوروبي الذي نظر إليه على أنه جزء من ميراث الحرب الباردة، وقد يكون غير فعال كونه غير متكيّف مع التهديدات التكنولوجية الجديدة التي بدأ يشهدها العالم في القرن الواحد والعشرين، وذلك إضافة إلى كونه سلاحاً خطراً وغير شرعي، بيد أن خطورة الوقائع التي تزيد من احتمالات نشوب حرب عالمية ثالثة، تجعل السلاح النووي، في صورتيه التكتيكية والاستراتيجية، يمثل رهاناً وجودياً بالنسبة للقوى الكبرى.
يشير أوبير فيدرين وزير الخارجية الفرنسي الأسبق إلى أن مفهوم الردع قديم مقارنة بظهور السلاح النووي ويعني «إظهار القوة لكيلا تكون هناك حاجة لاستعمالها»، ولن يظهر مفهوم الردع النووي مباشرة بعد استعمال القنبلة النووية في اليابان مع نهاية الحرب العالمية الثانية، وسيتزامن استعماله مع تطوير القدرات النووية لأمريكا والاتحاد السوفييتي وبروز قناعة لدى بعض الاستراتيجيين بإمكانية استعمال السلاح النووي بثقة ومن دون ارتجاف. ومن ثم فإن هناك من أراد استعماله في كوريا وطالبت فرنسا من واشنطن تزويدها به لاستخدامه في الهند الصينية، ولكن التطور الذي حصل على مستوى هذا السلاح وجعل له قدرة تدميرية مرعبة ورهيبة، دفع مطوّريه في الشرق والغرب إلى التفكير فيه كأداة للردع وليس للاستعمال. وقد أدت التطورات التكنولوجية في العقود الأخيرة وبلوغ الصواريخ درجة عالية من الدقة إلى تداخل الردع مع إمكانية الاستعمال لمهاجمة مراكز القيادة والسيطرة التابعة للخصم.
وسيتدخل في هذا السياق عنصر جديد مع مرحلة الستينات من القرن الماضي يتعلق بالخوف من انتشار الأسلحة النووية على نطاق واسع يتجاوز القوى الكبرى، بعد أن سعت الكثير من القوى الإقليمية إلى الالتحاق بالنادي النووي الذي يضم 5 دول فقط، تشغل منصباً دائماً في مجلس الأمن وتمتلك امتياز حق النقض. وإذا كانت مرحلة نهاية الحرب الباردة قد شهدت تراجعاً في حدة السباق من أجل تطوير أسلحة الدمار الشامل، فإن عودة مظاهر المواجهة بعد غزو العراق سنة 2003،.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الخليج الإماراتية