يواصل الإنفاق على الحملات الانتخابية الرئاسية الأميركية الارتفاع بمرور السنين، ما يعكس أهمية الدعاية في استقطاب الناخبين وتوجيههم، في عام 2024، حقق الحزب الديمقراطي قفزة هائلة في إنفاقه على الدعاية الانتخابية، حيث بلغت أرقامه نحو 1.8 مليار دولار، متفوقاً بأكثر من ثلاثة أضعاف على الحزب الجمهوري الذي أنفق 560 مليون دولار فقط.
ويعتبر هذا الإنفاق الضخم انعكاساً لالتزام الديمقراطيين بتعزيز حملاتهم الرقمية والتلفزيونية، بينما يركز الجمهوريون على توجيه الموارد نحو منصات الدعاية التقليدية.
تطور إنفاق الحزبين آخر 20 عاماً على الانتخابات
ازداد حجم الإنفاق الانتخابي بشكل كبير مع مرور الوقت، وظهر تحول في استراتيجيات الحملات، مع تزايد الاهتمام بالدعاية الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت جزءاً أساسياً من الحملات الانتخابية الأميركية.
انتخابات 2024
شهدت الانتخابات الرئاسية لعام 2024 إنفاقاً قياسياً من قبل الحزب الديمقراطي، حيث بلغت ميزانية حملته 1.8 مليار دولار، وهو ما يتجاوز ثلاثة أضعاف ما أنفقه الحزب الجمهوري الذي بلغت ميزانيته 560 مليون دولار.
ويعكس هذا الفارق الكبير تركيز الديمقراطيين المتزايد على الإعلانات الرقمية والتلفزيونية، إلى جانب الأنشطة الميدانية والفعاليات التي استهدفت جذب أصوات الناخبين في الولايات المتأرجحة.
انتخابات 2020
في عام 2020، أنفق الحزب الديمقراطي نحو 3.1 مليار دولار، في حين أنفق الحزب الجمهوري 828 مليون دولار.
كانت هذه الانتخابات ذات طابع خاص؛ نظراً لانتشار جائحة كورونا، ما أجبر الحملات على توجيه جزء كبير من ميزانياتها إلى الوسائط الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي، واعتمد كل حزب على وسائل جديدة للوصول إلى الناخبين، حيث أصبحت الدعاية الرقمية جزءاً أساسياً من استراتيجية الحملات.
انتخابات 2016
في انتخابات 2016، شهد الإنفاق بين الحزبين تفاوتاً ملحوظاً، حيث أنفق الحزب الديمقراطي 833 مليون دولار، في حين اقتصر إنفاق الحزب الجمهوري على 668 مليون دولار.
كان لهذه الانتخابات طابع خاص، حيث ركزت الحملات بشكل كبير على الدعاية الرقمية والترويج عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما أعطى الديمقراطيين أفضلية في التواجد الرقمي والوصول لجمهور أوسع، خاصة من الفئات الشبابية.
انتخابات 2012
في عام 2012، كانت ميزانيات الإنفاق على الحملات متقاربة بين الحزبين، حيث أنفق الحزب الديمقراطي 774 مليون دولار، مقابل 626 مليون دولار من الحزب الجمهوري.
وعلى الرغم من التقارب في حجم الإنفاق، فإن الحملتين اعتمدتا على استراتيجيات متنوعة بين الإعلانات التلفزيونية والأنشطة الميدانية، مع بداية استخدام أوسع لمنصات التواصل الاجتماعي في الحملات الانتخابية.
انتخابات 2008
في انتخابات عام 2008، بلغ إنفاق الحزب الديمقراطي 1.1 مليار دولار، بينما أنفق الحزب الجمهوري 625 مليون دولار.
اتسمت هذه الانتخابات باستخدام ملحوظ للمنصات الرقمية، حيث بدأ الحزب الديمقراطي في الاستثمار بشكل ملحوظ في الإنترنت لاستهداف الناخبين الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلانات عبر الإنترنت، ما أتاح له فرصة أكبر للوصول إلى جمهور واسع.
انتخابات 2004
أما في عام 2004، فقد بلغ إنفاق الحزب الديمقراطي 517 مليون دولار، بينما أنفق الحزب الجمهوري 365 مليون دولار، كانت هذه الفترة بدايةً لاستخدام الإنترنت كوسيلة للدعاية، إلا أن التركيز الأكبر كان لا يزال على الإعلانات التلفزيونية والمطبوعات والأنشطة الميدانية التقليدية.
تفاصيل الإنفاق الانتخابي في 2024
في انتخابات 2024، سجل الحزب الديمقراطي أعلى إنفاق له في تاريخ الانتخابات، حيث بلغت مصاريفه نحو 1.8 مليار دولار، وشمل هذا المبلغ تخصيص ميزانيات ضخمة للحملات الرقمية والإعلانات التلفزيونية، إضافة إلى الأنشطة الميدانية واستطلاعات الرأي.
في المقابل، أنفق الحزب الجمهوري 560 مليون دولار، وهي أقل بكثير من ميزانية الديمقراطيين، ما يشير إلى استراتيجيات أكثر تحفظاً وفعاليةً من حيث التكلفة، مع تركيز أكبر على الدعاية الموجهة.
أسباب الفجوة في الإنفاق
يُعدُّ التركيز على الدعاية الرقمية أحد الأسباب المهمة؛ حيث ركز الديمقراطيون بشكل كبير على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية للوصول إلى جمهور أوسع، خاصةً الشباب، وكانت الميزانية المخصصة للإعلانات الرقمية في تزايد كبير بسبب تأثيرها الواضح على الحملات الانتخابية.
وأيضاً الأحداث السياسية والاجتماعية؛ فقد ارتفع الإنفاق الانتخابي بسبب الأحداث المتسارعة على الصعيدين الداخلي والخارجي، ما دفع الحزب الديمقراطي إلى زيادة استثماراته في الإعلام والدعاية لتأكيد رسالته والتواصل مع الناخبين بشكل فعَّال.
أضف إلى ذلك الإنفاق الميداني المتزايد، بجانب الإنفاق الرقمي، فقد أنفقت الحملات الديمقراطية مبالغ كبيرة على الأنشطة الميدانية والفعاليات المباشرة، لتعزيز حضورها في الولايات المتأرجحة؛ ما زاد من حِدّة المنافسة مع الجمهوريين.
نظرة مستقبلية على الإنفاق الانتخابي
مع استمرار تطور تقنيات الدعاية السياسية وتزايد أهمية المنصات الرقمية، من المتوقع أن تستمر حملات الانتخابات المستقبلية في الاعتماد بشكل أكبر على الوسائط الرقمية للوصول إلى فئات واسعة من الناخبين، بما في ذلك استخدام الذكاء الاصطناعي والتحليلات المتقدمة لاستهداف الجمهور.
توضح البيانات أن الإنفاق الانتخابي بين الحزبين يشهد تقلبات على مر السنين، لكنه يظهر توجّهاً تصاعدياً في إجمالي الإنفاق مع مرور الوقت، مع زيادة اعتماد الديمقراطيين على المنصات الرقمية بشكل ملحوظ، وقد أظهرت الانتخابات الرئاسية لعام 2024 بوضوح أن الفجوة في الإنفاق ليست مجرد انعكاس لاستراتيجية الحملات، بل تشير أيضاً إلى تغييرات جوهرية في طرق الوصول إلى الناخبين.
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية