ترتبط النظرة الشرعية أو النظرة إلى المرأة المخطوبة قبل عقد النكاح بثقافة المجتمع وأحيانا تختلف من فئة مجتمعية إلى أخرى يحملون الثقافة نفسها، حسب ما تعارفوا عليه في عاداتهم وتقاليدهم. فمرحلة الخطبة في المجتمعات العربية المعاصرة أصبحت ترضخ لجملة من البروتوكولات الاجتماعية التي قد تكون أحيانا جارحة لمشاعر الفتاة المخطوبة. وأحد هذه العادات والتقاليد الاجتماعية ما يعرف بالنظرة الشرعية. وإطلاق وصف «نظرة شرعية» لا يعني بالضرورة أن يكون لها أصل شرعي في الحقيقة.
الصورة النمطية للنظرة قبل الزواج في كثير من المجتمعات العربية، وكما رأيناها في مشاهد متكررة في السينما والتلفزيون. عندما تدخل الفتاة المخطوبة على الزوج المحتمل حاملة كأس العصير. تجلس الفتاة مرتبكة وتجيب على أسئلة الخاطب بخجل. بعد تبادل الكلمات السريعة والمقتضبة بين أطراف الخطوبة، يرد الخاطب بعد يوم أو يومين، ومن الوارد أن يكون القرار النهائي هو رفض الفتاة. ومن هنا تأتي إشكالية ما يعرف بالنظرة قبل الزواج، فمن الطبيعي أن قرار الرفض بعد رؤية المخطوبة سيتسبب بأذى نفسي ومعنوي للفتاة، وقد يتكرر هذا الأذى مع تكرر حالات الخطبة، ومن هنا يكمن الشك في مدى شرعية هذه العادة الاجتماعية.
يعتقد كثير من أطراف الزواج: الأب والأم والرجل الخاطب، أن النظرة ستساهم في ترسيخ علاقة الزواج وتزيده قوة ومتانة وتقلص من فرص الطلاق في المستقبل، فالخاطب يريد أن يزيل الغموض عن تجربته الحياتية ويقيس كل خطواته بدقة كي يتجنب أي خطوات غير مدروسة بعناية، وهناك علاقة طويلة الأمد تنتظر الزوجين، والأهل يرغبون أن ترتقي تجربة أبنائهم في الزواج إلى النموذج المثالي، ومع ذلك فهناك حالات طلاق لا تقل عن حالات الطلاق في المجتمعات التي ترفض فكرة النظر إلى المخطوبة قبل الزواج. ولا توجد إحصائية يمكن الاعتماد عليها تثبت أن ما يسمى بالنظرة قبل الزواج ساهمت في تقليص حالات الطلاق.
ومن أهم الروايات عن الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن، حديث جابر بن عبدالله ويقول فيه: «قال رسول الله: (إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعو إلى نكاحها فليفعل). قال: فخطبت جارية فكنت أتخبأ لها حتى رأيت منها ما دعاني إلى نكاحها وتزوجها فتزوجتها». يبدو من حديث جابر أن المقصود من النظرة الشرعية هو النظر خلسة إلى المخطوبة أو النظر إليها دون علمها، وهذه الطريقة تختلف جملة وتفصيلا عن طريقة النظر إلى المخطوبة في المجتمعات العربية المعاصرة وما تتضمن من تقاليد وبروتوكولات تجعلها أشبه باجتماع عمل أو مقابلة.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الوطن السعودية