منذ إعلان الملياردير إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، تأييده الرئيس السابق دونالد ترامب، في الانتخابات الأميركية، استخدم الملياردير الأميركي منصة إكس التي يملكها للتعبير عن دعمه الحزب الجمهوري، ولم يتوقف عند ذلك فقط؛ بل اعتلى المسرح مع ترامب خلال مسيرتين وأعلن تأييده.
وأيضاً استضاف سلسلته الخاصة من «المحادثات» السياسية واستثمر أكثر من 130 مليون دولار في الجهود المؤيدة لترامب هذا العام، كما أنه ملتزم بتقديم تبرع يومي بقيمة مليون دولار للناخبين المسجلين في الولايات المتأرجحة الذين يوقعون على عريضته لدعم حرية التعبير والحق في حمل السلاح.
وأثارت تصرفات ماسك الجدل حول السؤال التالي: ما الذي سيستفيده الملياردير من رئاسة ترامب؟
إيلون ماسك في عهد ترامب
تعتمد العديد من شركات إيلون ماسك إلى حد كبير على الموافقات الفيدرالية أو اللوائح أو الإعانات أو العقود، وقد وعد ترامب ببيئة تنظيمية أخف مع خطط لخفض الضرائب على الشركات والضرائب الشخصية.
إذا نجح ترامب في الفوز بالرئاسة، قال فرانشيسكو تريبي، أستاذ الأعمال والسياسة العامة بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، لموقع بيزنس إنسايدر، إن ماسك يمكن أن يستفيد من تعيين موظفين رئيسيين داخل الإدارة العامة، لافتاً إلى أن هذا يمكن أن يؤمن له علاقات قيمة تمتد إلى ما بعد السنوات الأربع المقبلة.
وقام ترامب بالفعل بدمج بعض مقترحات سياسة ماسك في حملته الانتخابية، مع خطط لإنشاء لجنة كفاءة حكومية بقيادة ماسك، مشيراً إلى أن اللجنة ستجري مراجعة مالية وأداء كاملة للحكومة الفيدرالية بأكملها، وستقدم اقتراحات لإصلاحات جذرية.
واقترح ماسك، طرد عدد من الموظفين الفيدراليين في مجلس مدينة بنسلفانيا في 18 أكتوبر.
وقال إريك جوردون، رئيس منطقة دراسات ريادة الأعمال في كلية روس للأعمال بجامعة ميشيغان، إن رئاسة ترامب قد تؤدي أيضاً إلى تقليل التدقيق التنظيمي، لافتاً إلى أن ذلك يمكن أن يمنح ماسك مزيداً من الحرية لتطوير التقنيات المتقدمة، وهو أحد الأشياء المفضلة لديه.
وتمر شركة تسلا بلحظة محورية، حيث يتطلع المستثمرون إلى تعهد ماسك بالحصول على الموافقة على المركبات ذاتية القيادة بالكامل في تكساس وكاليفورنيا، ومع ذلك، فإن التحقيقات الجارية في تكنولوجيا القيادة الذاتية لشركة تسلا من قبل الوكالات الحكومية، بما في ذلك الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة، يمكن أن تؤدي إلى عرقلة خطط الشركة ذاتية القيادة.
وخلال مكالمة الأرباح الأخيرة، اقترح ماسك أنه إذا كانت هناك لجنة كفاءة حكومية، فإنه سيساعد في دفع عملية الموافقة على مستوى كل ولاية إلى الأمام من خلال «عملية الموافقة الفيدرالية للمركبات ذاتية القيادة».
وبالنسبة لشركة سبيس إكس لتكنولوجيا الفضاء، قال تريبي إن رئاسة ترامب قد تساعد الشركة في الحصول على عقود كبيرة مع وزارة الدفاع، ويمكن أن يساعدها ذلك في الحفاظ على تفوقها ضد المنافسين مثل «بلو أرجين» التي يمتلكها الملياردير جيف بيزوس.
ما مصير ماسك إذا فازت هاريس؟
في حين أن ماسك يمكن أن يحصل على السلطة والعقود الحكومية واللوائح الأكثر مرونة في عهد ترامب، فمن غير الواضح كيف يمكن أن يتأثر في ظل إدارة هاريس.
ولكن إحدى السياسات الرئيسية التي تشغل أذهان العديد من قادة الأعمال هي الخطة الضريبية التي اقترحتها هاريس، وهي تهدف إلى رفع معدل الضريبة على الشركات من 21 في المئة إلى 28 في المئة، وهي خطوة يقدر بنك أوف أميركا أنها قد تؤدي إلى انخفاض الأرباح بنسبة 5 في المئة، وهذا، إلى جانب إمكانية فرض لوائح أكثر صرامة، يمكن أن يؤثر على عدد من الشركات، بما في ذلك تلك التي يملكها ماسك.
وقال إريك جوردون، رئيس منطقة دراسات ريادة الأعمال في كلية روس للأعمال بجامعة ميشيغان، إن هاريس يمكن أن تقدم لوائح جديدة للسلامة أو يسن إعفاءات ضريبية للمركبات الكهربائية أو المركبات الذاتية القيادة التي تفضل المنافسين.
وبالنسبة إلى منصة إكس X، التي وصفها ماسك بأنها منصة لحرية التعبير، قال جوردون، إن إدارة هاريس يمكن أن تضغط عليها لحظر المواد التي تصنف على أنها معلومات مضللة، ومع ذلك، قال جوردون إن X سيفوز على الأرجح في المحاكم بموجب التعديل الأول.
قال تيفي تروي، وهو زميل بارز في مركز سياسات الحزبين الجمهوري والديمقراطي، إنه من غير المرجح -وعلى الأرجح غير قانوني- أن يرسل هاريس أوامر لاستهداف ماسك.
ومع ذلك، فمن المحتمل أن يواجه ماسك «تطبيقاً انتقائياً»، كما قال تروي، وهو أيضاً مساعد كبير سابق في البيت الأبيض.
وقال جوان ماكلويد هيمينواي، أستاذ القانون في جامعة تينيسي «يأمل المرء أن تكون الوحدات الحكومية محصنة ضد الضغوط السياسية، لكن الأشخاص في تلك الوحدات هم بشر وقد يقومون عن غير قصد بفحص المقترحات الواردة من الكيانات التي يملكها أو يسيطر عليها إيلون ماسك».
ومن الممكن أيضاً ألا يتغير أي شيء بشكل ملموس بالنسبة إلى ماسك في ظل إدارة هاريس.
وقال كاري كوجليانيز، أستاذ القانون بجامعة بنسلفانيا ومدير برنامج بنسلفانيا بشأن التنظيم «ليس لدينا أي مؤشر قوي على أن هاريس يريد توسيع الأعباء التنظيمية بشكل كبير».
وقالت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية الوطنية لحملة ترامب، إنه إذا تم انتخابه، فإن الرئيس ترامب سيدعم صناعة السيارات، ما يسمح بمساحة لكل من السيارات التي تعمل بالغاز والمركبات الكهربائية.
وأضافت ليفيت، أنه يخطط لإنهاء الصفقة الخضراء الجديدة وإلغاء الأموال غير المنفقة من قانون الحد من التضخم في محاولة لهزيمة التضخم بسرعة وخفض جميع الأسعار.
ونظراً لأن ماسك قال إنه دعم الديمقراطيين في الماضي، قال تريبي إنه ربما ينحاز إلى ترامب لتأمين الدعم الحكومي.
وقال فرانشيسكو تريبي، أستاذ الأعمال والسياسة العامة بجامعة كاليفورنيا في بيركلي «أرى أن إعادة اصطفاف ماسك مع الحزب الجمهوري هي استراتيجية للتحوط من المخاطر، مصممة لاستباق التنظيم الحكومي/ الحفاظ على الدعم الحكومي بغض النظر عمن سيفوز في نوفمبر».
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية