عاد المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية، دونالد ترامب، من جديد إلى البيت الأبيض، بعد أن حقّق الفوز أمام منافسته الديمقراطية كامالا هاريس في الانتخابات التي جرت في 5 نوفمبر.
ويعدّ فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية لعام 2024، ليكون الرئيس الـ47 لأميركا، سابقة تتكرّر للمرة الثانية في تاريخ الولايات المتحدة، خصوصًا وأنه ثاني رئيس أميركي يخرج من البيت الأبيض ثم يعود إليه مجدّداً.
ولايتان منفصلتان لدونالد ترامب سبق ترامب في هذه التجربة، الرئيس الأميركي غروفر كليفلاند، الذي خدم فترة رئاسية واحدة بين أعوام 1885 إلى 1889، لكنه خسر الانتخابات ضدّ بنجامين هاريسون في عام 1888.
وعاد كليفلاند وفاز بالرئاسة مرة أخرى عام 1892، ليصبح بذلك الرئيس الوحيد في تاريخ الولايات المتحدة الذي خدم فترتين غير متتاليتين (1885 1889 و1893 1897).
ويوم أمس الثلاثاء، شهدت الولايات المتحدة انتخابات رئاسية مثيرة، أسفرت عن فوز ساحق لدونالد ترامب، وهو الرئيس السابق، في سباق الانتخابات ضد منافسته الديمقراطية.
في 8 نوفمبر 2016، فاز ترامب لأول مرة بمنصب الرئيس الـ45 للولايات المتحدة.
وحينها، حصل على 306 أصوات في المجمع الانتخابي مقابل 232 صوتًا لمنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.
وفي انتخابات 2020، خرج ترامب من السباق الرئاسي بعد خسارته أمام الرئيس الحالي جو بايدن، بعد حصوله على 232 صوتا في حين حصل بايدن على 306 أصوات.
عاد ترامب للترشح وفاز في الانتخابات التي جرت في 5 نوفمبر 2024، ليصبح رئيسًا مرة أخرى، ليكرّر تجربة كليفلاند ويفوز بالرئاسة لمرتين غير متتاليتين في عام 2016 وعام 2024.
انتخابات تنافسية تعد انتخابات أميركا 2024 واحدة من أكثر الانتخابات تنافسية في تاريخ الولايات المتحدة، حيث تميزت بالتوترات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وبعد فترة من التقلبات السياسية واحتجاجات اجتماعية واسعة، كانت القضايا الرئيسية التي تمحورت حولها الحملة الانتخابية تشمل الاقتصاد، الرعاية الصحية، الهجرة، التغير المناخي والصراعات والأزمات الدولية.
بدأ ترامب حملته الانتخابية منذ فترة مبكرة، حيث اعتمد على قاعدته الشعبية من خلال تنظيم تجمعات حاشدة في مختلف الولايات.
استخدم ترامب منصات التواصل الاجتماعي بشكل فعّال، مما ساعده على التواصل المباشر مع الناخبين.
وعمل على إعادة بناء علاقاته مع الشخصيات المؤثرة داخل الحزب الجمهوري، مما ساعده في تعزيز موقفه كمرشح رئيسي.
واستغل ترامب محاولات اغتياله خلال الأشهر الأخيرة لتكون ورقة رابحة له أمام الناخبين، مؤكدا أنه سيكون الشخص الوحيد الذي يوقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا ويُنهي الصراع في الشرق الأوسط.
مواضيع ذات صلة إستراتيجيات دونالد ترامب ركّز ترامب على تحسين الاقتصاد الأميركي وتوفير وظائف جديدة، مشدداً على إنجازاته السابقة خلال فترة رئاسته من حيث توفير فرص العمل والنمو الاقتصادي، مع إثارته لضجة في أميركا حول ملف المهاجرين ورفضه لوجودهم داخل الولايات المتحدة.
وأثار ترامب مخاوف الناخبين بشأن قضايا الأمن القومي، مشيراً إلى التهديدات الخارجية والداخلية، مما ساعده في كسب دعم الناخبين الذين يشعرون بعدم الأمان.
كما استمر الرئيس السابق في استخدام الخطاب الشعبوي الذي لامس قضايا الطبقات العاملة، وعبر عن مشاعرهم تجاه النخبة السياسية والإعلامية.
أسفرت الانتخابات الأميركية الأخيرة عن فوز ترامب بأغلبية الأصوات في المجمع الانتخابي.
كانت المفاجآت الرئيسية في الولايات المتأرجحة التي كانت تعتبر تقليدياً ديمقراطية، مما منح ترامب القدرة على توسيع قاعدة دعمه.
تأثيرات محتملة لفوز ترامب قد يؤدي فوز ترامب إلى تغييرات كبيرة في السياسات الداخلية والخارجية للولايات المتحدة، بما في ذلك إعادة النظر في اتفاقيات التجارة والهجرة.
وتشير تقارير أميركية، إلى أن المجتمع الدولي سيتأثر بفوز ترامب، حيث من المحتمل أن تتغير الديناميكيات مع القوى الكبرى مثل الصين وروسيا.
ومن المتوقع أن يستمر الاستقطاب السياسي في الولايات المتحدة، مما سيؤدي إلى مزيد من الانقسامات بين الحزبين الرئيسيين.
وفي حين أن نتائج الانتخابات الأميركية 2024 تشكّل نقطة تحول في سياسة الولايات المتحدة، حيث يمكن أن تؤثر قرارات ترامب المستقبلية على جوانب عدة داخليا وخارجيا، إلا أن الآثار المترتبة على هذا الفوز ستظل موضوع نقاش وتحليل.
(المشهد)
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد