مع عودة دونالد ترامب للبيض الأبيض، فإن أنظار العالم تتجه نحو الولايات المتحدة، في ظل خطط اقتصادية جديدة، قد تؤثر على الاقتصاد العالمي، وعلى البورصات في المنطقة العربية ومصر، مع تنفيذ سياسة اقتصادية مغايرة لسياسة الرئيس جو بايدن.
ويقول محلل أسواق المال أحمد معطي، إن "ترامب لديه سياسة مختلفة فهو رجل أعمال يسعى إلى تجنب المعارك، وهذا واضح في خطابه خصوصًا إعلانه السعي لوقف الحرب، وهذا ستكون له تداعيات إيجابية للغاية على أسواق المنطقة العربية".
وأشار معطي في حديث لـ"المشهد"، إلى أن"الشرق الأوسط والمنطقة العربية ومصر بها خسائر مرعبة من الحرب، وإذا نجح ترامب في وقف الحرب فإن الأمور ستنقلب للأفضل، خصوصًا الاقتصاد المصري مع عودة انتظام الملاحة في قناة السويس والتي خسرت 6 مليارات دولار".
وأكد أن ترامب يفضل النمو والتركيز على سوق الأسهم وهناك زيادة في شهية المخاطرة حاليًا بعد إعلان فوز ترامب، وهذا سينعكس إيجابًا وانتعاشة في البورصات العربية.
وتوقع "معطي" تخفيض الضرائب على الشركات، وهذا ما حدث في 2016 من 35 إلى 21% وهذا ينعش سوق الأسهم، كما أن دول الشرق الأوسط ومصر ستستفيد من هذه الإجراءات. وأشار إلى أن سعي ترامب إلى زيادة المعروض من النفط سيؤدي إلى تراجع الأسعار، وتعرض دول عربية عدة للتأثير السلبي.
زيادة العجز
في هذا الإطار، قال أستاذ الاقتصاد والتمويل الدكتور أحمد سعيد، إن "سياسة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب قد تدعم فرض الرسوم الجمركية وزيادة الانفاق على البنية التحتية وزيادة في عجز الموازنة الأميركية، وهنا قد يؤدي هذا إلى إبطاء خطة خفض الفائدة لدى مجلس الاحتياطي الفيدرالي".
وأضاف خلال حديثه مع "المشهد"، أنّ "حالة الخوف وعدم اليقين يبدو أنها تلاشت بعد إعلان فوز ترامب، وأن الاقتصاد يتفاعل بشكل إيجابيّ مؤقتًا، لأنّ فترة ترامب الأولى لم تكن الأفضل اقتصاديًا، فالسياسة الأميركية ثابتة تجاه عدد من المحددات والملفات الاقتصادية، لكن الحزب الجمهوري، أكثر انفتاحًا ودعمًا لمناخ الأعمال والأنشطة الاقتصادية، لأنّ ترامب في الأساس هو رجل أعمال ومليونير يبحث دائمًا عن المكاسب".
محلل الأسواق علاء راشد، يرى أن بورصات الخليج ستسفيد بقوة من عودة ترامب، مرجعًا ذلك لعدد من الأسباب والمحددات منها بحسب قوله:
بورصات الخليج احتفلت بفوز ترامب وجميع مؤشراتها تحولت إلى اللون الأخضر.
سياسة ترامب الاقتصادية أكثر دعمًا وملاءمة للأعمال.
الأسواق ترى أن ترامب يستهدف تخفيف الضغوط وتغيير السياسات الإجرائية أمام الشركات.
تعزيز قيمة الدولار نتيجة فرض رسوم جمركية وهذا يدعم بصورة أو بأخرى الأسهم.
بورصة مصر أيضًا تحركت 0.8% خلال أول يوم تداول بعد إعلان فوز ترامب.
أسواق آسيا تتفاعل مع ترامب ويضيف راشد أن "أسواق الأسهم في آسيا كانت لها ردة فعل بعد فوز ترامب، فقد ارتفع مؤشر نيكاي الياباني ومؤشر ستاندرد آند بورزإيه إس إكس 200 الأسترالي في حين انخفض مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ ولم تتحرك الأسهم الصينية كثيرًا بينما الأسواق الأوروبية كانت هادئة"، إذن فالتأثيرات ستطال الجمع، لكن وفق أداء كل بورصة وقوة الاقتصاد.
وأضاف في حديث مع "المشهد"، أن ما سيعلنه البنك الفيدرالي الأميركي اليوم، سنعرف من خلاله مستقبل تعامل الفيدرالي مع التضخم، خصوصًا أن سياسات ترامب قد تدفع نحو زيادة الإنفاق ومن ثم زيادة التضخم.
ويضيف "توقعات الأسواق حالياً تشير إلى احتمال بنسبة 90% أن يقوم البنك الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، بينما الاحتمال الآخر بنسبة 10% أن يبقي البنك الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير، وهذا ستكون له تداعيات وتأثيرات مباشرة على الأسواق بصفة عامة.
(المشهد)
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد