يتوقع بنك غولدمان ساكس أن السياسات الحمائية التي اقترحها دونالد ترامب في حملته الانتخابية، بما في ذلك التعريفات الجمركية الضخمة، ستضر بالمكانة الاقتصادية لأوروبا، ما يترك ألمانيا المتضررة من الأزمة معرضة للخطر على نحو خاص.
وبعد إعادة انتخاب ترامب، خفض البنك الاستثماري توقعاته للنمو في المنطقة، متوقعاً توترات تجارية جديدة مع الولايات المتحدة، وضغوطاً على أوروبا لزيادة الإنفاق الدفاعي، وتضرر ثقة الأعمال من ارتفاع المخاطر الجيوسياسية.
وقال ترامب مراراً وتكراراً إن أميركا تدفع أكثر مما ينبغي للدفاع عن حلفائها الأوروبيين، وشكك في دور حلف شمال الأطلسي (الناتو) واقترح حلاً سريعاً للحرب الروسية في أوكرانيا، الأمر الذي يتطلب إنفاقاً أقل للولايات المتحدة.
ويتوقع غولدمان ساكس أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي في الدول العشرين التي تستخدم اليورو بنسبة 0.8 في المئة العام المقبل، انخفاضاً من 1.1 في المئة، التي توقعها البنك سابقاً.
كما خفض البنك الاستثماري توقعات الاقتصاد الألماني إلى 0.5 في المئة فقط العام المقبل بسبب التوترات التجارية، مقارنة بنمو بلغ 0.9 في المئة الذي توقعه سابقاً، فيما توقع تباطؤ نمو المملكة المتحدة في عام 2025 إلى 1.4 في المئة، من 1.6 في المئة سابقاً.
الشركات الأوروبية.. المتضرر الأكبر
يرى غولدمان ساكس في توقعاته الأساسية احتمالية تطبيق مجموعة محدودة من التعريفات الجمركية على الاقتصادات الأوروبية، تستهدف في المقام الأول صادراتها من السيارات، وهذا يعني المزيد من الألم للاقتصاد الألماني وأكبر شركة مصنعة في البلاد، فولكس فاغن، التي تعاني من مشكلات خاصة بها.
وانخفض سعر سهم شركة فولكس فاغن بشكل حاد يوم الأربعاء بعد إعلان فوز ترامب، رغم أن الولايات المتحدة تمثل أقل من 10 في المئة من إجمالي مبيعات المجموعة، فإن شركة فولكس فاغن ترى إمكانات هائلة للنمو في البلاد، وخاصة في السيارات الكهربائية.
وكتب هولجر شميدينج، كبير الاقتصاديين لدى بيرينبيرغ، في مذكرة يوم الخميس «بالنسبة للشركات الأوروبية، فإن عودة ترامب إلى البيت الأبيض تعني مخاطر كبيرة على السياسة التجارية وعدم اليقين الجيوسياسي».
وأضاف «نفترض أن ترامب لن يفرض في البداية سوى رسوم جمركية انتقائية، بينما يهدد بالذهاب إلى أبعد من ذلك بكثير إذا لم تقدم له الصين وأوروبا تنازلات كبيرة في المفاوضات».
(هنا الزيادي، CNN).
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية