السيارات الجديدة لم تعد في متناول الطبقة الوسطى في أميركا

اعتاد مارك ليفين أن يستأجر

لم يصدق ليفين، وهو طبيب قلب يعيش مع عائلته في جنوب فلوريدا، ما سمع، فسأل الوكيل مستنكراً: "هل أنت جاد؟" وأخذ يبحث بين سيارات من علامات تجارية أكثر شيوعاً، مثل "جيب غراند شيروكي" و"تويوتا هايلاندر"، ليجد أن القسط الشهري لهذه السيارات يقارب ما كان يدفعه لسيارة "مرسيدس". في نهاية مسعاه، اضطر لأن يسأل الوكيل: "هل لديك أي سيارة مستعملة؟".

وجد الرجل الذي اعتاد استخدام سيارات جديدة نفسه مضطراً للانضمام إلى أعداد متزايدة ممن يشترون سيارات مستعملة. فقد انتهى به المطاف بشراء سيارة عادية بأربعة أبواب (E-Class) من إنتاج "مرسيدس" مقابل دفعة شهرية قدرها 748 دولاراً.

قال ليفين، 61 عاماً، إن شراء السيارات المستعملة أصبح واقعه الجديد بعد أن بات سعر السيارات الجديدة "مبالغاً فيه"، ولكنه ممتعض. أضاف: "لم أشترِ سيارة مستعملة في حياتي، لطالما شعرت أن السيارة المستعملة هي أشبه بكابوس تخلص منه صاحبها السابق ولا أرغب بها... لكن هل كان أمامي خيار؟".

أسعار السيارات الجديدة

على امتداد الولايات المتحدة، لفظت سوق السيارات الجديدة أشخاصاً كثراً، حتى من أصحاب الدخل الجيد مثل ليفين. وبرغم انقضاء أزمة نقص الإمدادات التي سببتها الجائحة وأسهمت في ارتفاع الأسعار، ما تزال أسعار السيارات الجديدة على ارتفاعها.

لقد بلغ متوسط سعر السيارة الجديدة هذا العام 48205 دولارات، بزيادة 21% مقارنة مع ما كانت عليه قبل خمس سنوات، وفقاً لشركة الأبحاث "كوكس أوتوموتيف" (Cox Automotive). وأصبحت مسألة ارتفاع أسعار السيارات مصدر قلق جديد يضاف إلى الهموم الاقتصادية للأميركيين بالتزامن مع الانتخابات.

تطرح صدمة الأسعار هذه عائقاً رئيسياً أمام كثير من الراغبين بالشراء. إذ أظهر استطلاع حديث لموقع "إدموندز" (Edmunds.com) لبحوث السيارات أن نحو نصف المتسوقين الأميركيين لا يتوقعون أن يدفعوا أكثر من 35000 دولار مقابل سيارة جديدة.

هذا أمر منطقي، لأن متوسط فترة استبدال السيارات يبلغ ست سنوات، ما يعني أن آخر مرة اشتروا فيها سيارة كانت الأسعار ما تزال عند مستوى 35000 دولار. وحين عادوا إلى صالات العرض اليوم، وجدوا الأسعار تداني 50000 دولار فأحجموا عن الشراء. بيّن الاستطلاع أن 73% من المستهلكين يؤجلون شراءهم لسيارات جديدة بسبب ارتفاع الأسعار.

قالت جسيكا كالدويل، رئيسة قسم التحليلات في "إدموندز" إن "الأسعار تصدم الناس، وهم يتساءلون كيف أن قسط شراء السيارة نفسها ارتفع 300 دولاراً في الشهر".

يبلغ متوسط القسط الشهري لقرض شراء سيارة جديدة اليوم 767 دولاراً، بزيادة 17% مقارنة مع ما كان عليه قبل أربع سنوات، وفقاً لـ"كوكس". أفاد موقع "إدموندز" بأن واحداً من كل ستة مشترين جدد للسيارات سيدفع قسطاً شهرياً يتجاوز ألف دولار. ويعود ارتفاع الأسعار هذا إلى عوامل عدة، منها التطور التقني، وسعي شركات السيارات لزيادة هوامش الربح، إلى جانب ارتفاع معدلات الفائدة على قروض السيارات.

طموح اقتناء سيارة جديدة

بينما يستحوذ ارتفاع أسعار المنازل والمواد الغذائية على حصة الأسد في النقاشات حول التضخم الذي كان يعدّ من القضايا الأساسية في الانتخابات الرئاسية، وجّهت أزمة أسعار السيارات ضربة لقدرتهم على اقتناء سيارة جديدة، وهو أحد الطموحات الأساسية للأميركيين، لكنه بات اليوم حكراً على الأثرياء.

كانت حصة خُمس الأسر الأميركية الأكثر ثراءً، أي التي يبلغ متوسط دخلها السنوي 265 ألف دولار، من الإنفاق على السيارات الجديدة خلال العام الماضي 55% مقارنة مع 40% في 2020، وفقاً لدراسة أجرتها شركة الاستشارات "أليكس بارتنرز" (AlixPartners) لصالح بلومبرغ. أما المستهلكون من أدنى فئة دخل، أي الذين كسبوا أقل من 16000 دولار في 2023، فظلوا مستبعدين تماماً عن سوق السيارات الجديدة خلال العامين الماضيين. في حين أن من تراوح دخلهم بين 16000 و41000 دولار استحوذوا فقط على 6% من مبيعات السيارات الجديدة في 2023.

قال مارك وكيفيلد، الرئيس الشريك لقسم السيارات في "أليكس بارتنرز": "سوق السيارات الجديدة أصبحت متوجهة نحو المشترين الأكثر غناء... بات الناس مضطرين لشراء سيارات مستعملة، والاحتفاظ بسياراتهم لفترات أطول".

ارتفاع تكلفة تمويل قروض السيارات فاقم الأزمة، فقد بلغ متوسط سعر الفائدة 7.1% على قروض السيارات الجديدة و11.2% على قروض السيارات المستعملة، مقارنة مع 5.7% و8.4% قبل خمس سنوات.

وعلى الرغم من أن الاحتياطي الفيدرالي خفّض معدل الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية في 18 سبتمبر، إلا أن تأثير ذلك على قروض السيارات قد يستغرق وقتاً ليظهر، ويُرجح الخبراء أن الأقساط الشهرية لن تنخفض بأكثر من 10 إلى 20 دولاراً. أفاد موقع "إدموندز" بأن أجل واحد من كل خمسة قروض سيارات يمتد الآن إلى سبع سنوات، في حين كانت آجال القروض تبلغ عادةً خمساً فقط قبل بضع سنوات.

بيع أقل وربح أكبر

عرقلت أزمة نقص الرقائق خلال الجائحة إنتاج السيارات وأدت إلى نفاد مخزون الوكلاء، وبالتالي ارتفاع أسعار المركبات الجديدة، ما مهّد للزيادة الحالية في الأسعار.

إلى ذلك، أسهم التضخم برفع.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من اقتصاد الشرق مع Bloomberg

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من اقتصاد الشرق مع Bloomberg

منذ 8 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 11 ساعة
منذ 7 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 12 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 6 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 17 ساعة
صحيفة الاقتصادية منذ 9 ساعات
صحيفة الاقتصادية منذ 8 ساعات
قناة CNBC عربية منذ ساعة
صحيفة الاقتصادية منذ 17 ساعة
صحيفة الاقتصادية منذ 5 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 12 ساعة