مع عودة دونالد ترامب المرتقبة إلى البيت الأبيض بعد فوزه في انتخابات الرئاسة الأميركية، يستعد المصنعون حول العالم إلى "حروب الرسوم الجمركية" مع اعتزام الرئيس الأميركي المنتخب فرض رسوم جمركية قد تشمل كل المنتجات المستوردة في الولايات المتحدة.
وهدد ترامب بالفعل بفرض رسوم جمركية بنسبة 60% على الواردات من الصين، ورسوم جمركية شاملة بنسبة 10 أو 20% على جميع الشركاء التجاريين بما في ذلك الاتحاد الأوروبي.
كما حذر ترامب من المنتجات الواردة من المكسيك الشهر الماضي قائلاً: "إذا أصبحت رئيساً لهذا البلد، فسأضع رسوماً جمركية بنسبة 100 و200 و2000%" على السيارات القادمة من المكسيك، واصفاً الرسوم الجمركية بأنها "أجمل كلمة في القاموس"، بحسب صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.
استخدمت إدارة ترامب الأولى في العام 2017 الرسوم الجمركية كأداة رئيسية للتفاوض على صفقات أفضل مع شركائها التجاريين. وقال المدير الإداري لشركة استشارات سلسلة توريد البطاريات SC Insights، آندي ليلاند: "أعتقد أنه يمكننا توقع بعض التحركات المبكرة نسبياً عندما يتعلق الأمر بالرسوم الجمركية".
:
وفيما يلي أبرز القطاعات والصناعات التي يمكن من بين أهداف الرسوم الجمركية المتوقعة ومدى تأثرها المحتمل بها:
صناعة السيارات
من المتوقع أن تصبح السيارات هدفاً لرسوم ترامب الجمركية، مع توقع حدوث اضطرابات هائلة في سلاسل التوريد وخطط الاستثمار بسبب تلك الرسوم.
إذا نفذ ترامب مقترحاته لرفع الرسوم الجمركية، فمن المحتمل أن تزيد شركات السيارات الإنتاج في الولايات المتحدة. في يوليو/ تموز، قالت شركة Tesla إنها تزيد الإنتاج المحلي بعد أن أوقف رئيسها التنفيذي، إيلون ماسك الداعم لترامب، خطط بناء مصنع ضخم في المكسيك.
ستحاول شركات أخرى ليس لديها سعة كافية في مصانعها الأميركية استيعاب الرسوم الجمركية الإضافية أو تمرير التكاليف إلى المستهلكين من خلال رفع أسعار المركبات. تتوقع شركة Oxford Economics أن يكون قطاع السيارات هو الأكثر تضرراً داخل الصناعات الأميركية، مع ارتفاع متوقع للأسعار بنسبة 3.7% إذا تم فرض رسوم جمركية جديدة.
تأتي حالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية والاقتصاد الأميركي في الوقت الذي تكافح فيه شركات صناعة السيارات في البلاد بالفعل مع تقلص الأرباح من ارتفاع تكاليف تطوير المركبات الكهربائية، والمنافسة من نظيرتها الصينية عبر عروض أفضل وأرخص.
قال أحد المديرين التنفيذيين السابقين لمجموعة سيارات أوروبية: "تتعرض الصناعة لضغوط مالية هائلة، لكن من المرجح أن يكون الضغط الأكبر على العلامات التجارية الألمانية لأنها تصدر الكثير".
:
تتصدر المكسيك قائمة أهداف ترامب، التي قال إنها "لن تبيع سيارة واحدة إلى الولايات المتحدة". أصبحت الجارة الجنوبية حالياً أكبر شريك تجاري لواشنطن في هذا القطاع مع ارتفاع صادرات السيارات المكسيكية إلى الولايات المتحدة بنسبة 13% إلى 2.55 مليون العام الماضي.
لدى معظم شركات صناعة السيارات الكبرى في العالم من Ford وVolkswagen إلى Toyota حضور تصنيعي كبير في المكسيك.
قالت شركة Honda اليابانية إن الرسوم الجمركية الأميركية على المكسيك ستؤثر على ما يقدر بنحو 160 ألفاً من صادراتها من المركبات. وذكر نائب الرئيس التنفيذي، شينغي أوياما، أن المجموعة "ستضطر إلى التفكير في نقل الإنتاج إلى مكان آخر" إذا تم فرض الرسوم الجمركية.
ستضر هذه الخطوة أيضاً بشركات صناعة السيارات الأميركية، وخاصة General Motors وStellantis، حيث تبيع الشاحنات التي تصنعها في المكسيك بأحجام أكبر، وتكلفة أكثر من منتجات Ford، وفقاً لمحلل Barclays دان ليفي.
وقال ليفي إنه سيكون من الصعب فرض رسوم جمركية على السلع المصنوعة في المكسيك دون التأثير على صناعة السيارات الأميركية. وأضاف: "إذا كان جزء من التفويض [لترامب] هو تجنب التضخم، فإن فرض الرسوم الجمركية لا يساعد على الجانب التضخمي".
صناعة الطائرات
يمكن أن تؤثر أي رسوم جمركية كبيرة على سلسلة التوريد المتكاملة لصناعة الطيران والتي لم تتعافَ بعد بشكل كامل من تأثير جائحة كوفيد. كما يمكن أن تعني الرسوم الجمركية على الطائرات الجديدة ارتفاع التكاليف لشركات الطيران وفي النهاية ارتفاع أسعار التذاكر للركاب.
وفقاً للمحللين، يمكن أن تضر الحروب التجارية بشركة Boeing أكثر من منافستها اللدودة Airbus نظراً للإنتاج المحدود للمجموعة الأميركية في الخارج. يمكن أن تخضع صادرات طائرات Boeing لرسوم جمركية انتقامية، مما يؤدي إلى تثبيط الطلب من عملاء شركات الطيران.
وقال المحلل في Agency Partners، نيك كانينغهام، إن Boeing "لديها أنشطة محدودة.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من قناة CNBC عربية