إنه مستقبل العملات المشفرة والبلوك شين، على الرغم من أننا ما زلنا في مرحلة مبكرة جداً من التطوير، هذا ما قاله ريتشارد تنغ، الرئيس التنفيذي في منصة «بينانس» في مقابلة حصرية وخاصة لـ«CNN الاقتصادية».
ماذا يحدث لـ«تيثر»
عندما نتكلم عن التشريعات المتعلقة بالعملات المشفرة، يبرز نوعان من البلدان، هناك دول مثل الإمارات العربية المتحدة تدعم العملات المشفرة، خاصة من خلال التنظيمات، وهناك دول أخرى ربما لا تزال قلقة بشأنها، وأبرز مثل على ذلك ما جرى من دعاوى قضائية عديدة في الولايات المتحدة خلال إدارة الرئيس جو بايدن، و غاري جينسلر على رأس هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية.
ورداً على سؤال حول المسار الذي يتجه إليه العالم بخصوص التشريعات العام المقبل، قال ريتشارد تنغ «إن كل دولة لديها اعتبارات سياسية خاصة بها في هذا الخصوص، ونحن كمنصة نحترم جميع تحفظات الدول المختلفة بهذا النحو.. ما نأمل حقاً أن نفعله ونؤكده لصُناع السياسات على مستوى العالم هو أن البلوك تشين والذكاء الاصطناعي هما الصناعة والتكنولوجيا الأكثر أهمية وجوهرية في المستقبل.. سوف يقودان كل صناعة إذا فكرت في الأمر من الخدمات إلى سلسلة التوريد إلى الترفيه إلى الخدمات المالية».
وأضاف «سيتم بناء هيكل كل هذه القطاعات الفرعية الاقتصادية على هاتين التكنولوجيتين في المستقبل، بالتالي فمن المهم جداً عدم تجاهلها؛ لذا ستحتاج البلدان إلى سياسة تقدمية جيدة لتسخير هذه التكنولوجيا بشكل فعّال، الأمر مثل حالات إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي، وبالتالي تبرز الحاجة إلى سياسة جيدة لتنظيمه والشيء نفسه بالنسبة لتقنيات البلوك تشين.
لذا فإن ما نقوم به هو العمل بشكل وثيق مع صناع السياسات لتسليط الضوء على أهمية هذه التكنولوجيات وعلى الفرص في هذا المجال لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر».
كما أشار إلى أن بينانس، تعمل بشكل فعال على التوعية الحكومية من أجل إبراز أهمية البلوك تشين وا لذكاء الاصطناعي لتحقيق نمو اقتصادي، وكذلك إدارة المخاطر المرتبطة ببعض هذه التقنيات الجديدة القادمة.
ولفت إلى أن الخروج بسياسة ذكية وتقدمية ومحسوبة تدعم الابتكار من ناحية، وإدارة المخاطر من ناحية أخرى.
2024 عام تاريخي للعملات المشفرة
عارض تنغ ما يقوله البعض عن غياب الدعم المؤسساتي للعملات المشفرة، مفيداً بأنه قبل عام 2024 لم يكن الناس ليتخيلوا التقدير والمصداقية التي ستكتسبها هذه الصناعة عام 2024، وأبرز دليل على ذلك أولاً: الموافقة على صناديق الاستثمار المتداولة للبيتكوين في البورصة في وقتٍ سابق من هذا العام في الولايات المتحدة، ثم في جميع أنحاء العالم، من البرازيل إلى هونغ كونغ إلى كندا وأستراليا والقائمة تطول.
وقال «هذا يجلب معه زخماً جديداً لهذه الصناعة».
وتابع «لقد شهدنا هذا العام المزيد من المؤسسات الجديدة القادمة إلى فضاء التشفير، ومرة أخرى أقول إن هذا الأمر قبل عام 2024 لم يكن ممكناً تصوره.. لذا إذا نظرت إلى أفضل 100 مؤسسة عالمية حول العالم من مورغان ستانلي إلى غولدمان ساكس إلى فيديليتي إلى تشارلز شواب والقائمة تطول حتى المؤسسات الأوروبية مثل بي إن بي باريبا بدأت بالاستثمار في هذا المجال، ولديها أجندة تشفير وأجندة بلوك تشين، وهذا ما يجعل الأمر مثيراً للغاية».
وفي نظرة تفاؤلية أضاف «ستكون وتيرة النمو على مدى السنوات الخمس المقبلة أسرع بكثير مقارنة بالسنوات الخمس الماضية، وعلى جهة بينانس نفسها أنا متفائل جداً».
وكشف تنغ في مقابلته الحصرية مع «CNNالاقتصادية» أن بينانس هذا العام شهدت انضمام 57 مليون مستخدم جديد إلى المنصة، ما يجعل عدد مستخدميها الآن نحو 237 مليون مستخدم على مستوى العالم.
الذكاء الاصطناعي أساسي في بينانس
قال تنغ «استثمرنا بكثافة في ميزة الأمان للتأكد من حماية جميع أصول مستخدمينا، ونواصل العمل على تطوير ميزات جديدة للمنتجات على مدار العام، من محفظة الويب 3 إلى منتجات «سوبر إيرن»، وما إلى ذلك».
وأضاف «قمنا بالفعل بطرح العديد من المنتجات الجديدة هذا العام، أبرزها محفظة الويب 3، وهي منصة لامركزية تتيح لنا الوصول إلى المزيد من الرموز المميزة على مستوى العالم، ونواصل العمل على تداول النسخ أيضاً، ومع إطلاق بينانس سكوير التي تسمح للناس بالحصول على محتوى رائع ومناقشة مثمرة، وبالتالي لدينا منتجاتنا التي نستثمر فيها على هذه الجهة».
كما لفت إلى أن بينانس قامت بالاستثمار بكثافة في الذكاء الاصطناعي خلال العامين الماضيين، حيث بلغ إنفاقها على ذلك عام 2022 نحو 158 مليون دولار وفي العام الماضي ارتفع إلى 230 مليون دولار أي أكثر من 30 في المئة زيادة، مشيراً إلى أن هذا العام سيرتفع الإنفاق أكثر من ذلك بكثير أيضاً.
قال ريتشارد تنغ «البلوك تشين والذكاء الاصطناعي ستشكّلان الأساس لكل صناعة في المستقبل، وهما التكنولوجيتان اللتان نؤمن بهما بشدة».
مستقبل العملات المشفرة
رداً على سؤال حول نظرته لسوق العملات المشفرة بالمستقبل، قال تنغ «مرت العملات المشفرة بالعديد من التحديات، كما هو الحال مع أي صناعة جديدة، حيث يوجد نقص في المعرفة، لذلك كان هناك الكثير من التحديات ومتأكد من أنه سيكون هناك الكثير من التحديات في المستقبل، لكن كمجتمع وكصناعة علينا البقاء على العمل معاً لمواصلة تطوير هذا الابتكار، ولا يمكن التراجع عن هذه التكنولوجيا.. لا يمكن الرجوع إلى الوراء».
هذا يُظهِر أنه شيء لا يمكنك منعه.. إنه زخم لا يمكنك منعه، المستقبل صاعد للغاية على هذه الجبهة، ستكون هناك تحديات قصيرة الأجل، وستكون هناك تحديات من وقت لآخر، وهذا أمر طبيعي، لكن عام 2024 شهد تحولاً هائلاً خصوصاً بتوجه أفضل 200 مؤسسة مالية حول العالم اليوم للاستثمار والابتكار في هذا المجال، وهذا أمر إيجابي جداً للصناعة.
أخيراً، كانت نصيحة ريتشارد تنغ إلى جيل الشباب الطامح بالثروة عبر امتلاك العملات المشفرة، أن يسعى دائماً للتنويع المناسب في المحافظ والأصول المشتراة.
وختم قائلاً «ما زلنا في المراحل الأولى للصناعة، حيث يبلغ تبني العملات المشفرة نحو 6% على مستوى العالم الآن، لذا فإن المستقبل بلا شك مشرق، هكذا أراه».
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية