كشفت مصادر إيرانية مطلعة اليوم الأربعاء عن قرار طهران تأجيل الرد الموعود على إسرائيل عقب فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وتحديدًا فيما يتعلق بتنفيذ عملية "الوعد الصادق 3".
ويأتي هذا القرار على الرغم من تعهدات علي خامنئي، المرشد الإيراني، باتخاذ موقف حازم ضد كل من الولايات المتحدة وإسرائيل بسبب سياساتهما تجاه إيران وحلفائها الإقليميين.
ماذا يحدث؟! في سجلات التاريخ بدأت العلاقة بين إيران وإسرائيل بصفحة جديدة عقب قيام دولة إسرائيل عام 1948؛ إذ كانت إيران في عهد الشاه محمد رضا بهلوي من أولى الدول ذات الأغلبية المسلمة التي اعترفت بإسرائيل، وبدأت علاقات دبلوماسية معها.
كانت هذه العلاقات تتميز بالتعاون الاقتصادي والعسكري. ووفقًا لـ"نيويورك تايمز" في تقرير لها، اعتمدت إسرائيل على إيران كمصدر للنفط، فيما استفادت إيران من تكنولوجيا إسرائيل في بعض المجالات العسكرية.. إلا أن هذا التحالف لم يستمر؛ ففي عام 1979 أطاحت الثورة الإسلامية بنظام الشاه، وأعلنت الجمهورية الإسلامية موقفًا عدائيًّا صريحًا تجاه إسرائيل، ووصفتها بـ"الكيان الصهيوني الغاصب".
ولكن التحولات في السياسة الإيرانية تجاه إسرائيل شهدت تحولا ًجذريًّا تجاه إسرائيل. تقول "ذا غارديان" في تقرير لها إن إيران بدأت تدعم علنًا حركات المقاومة في المنطقة، مثل حزب الله في لبنان وحركة حماس في فلسطين.
وقد أسهم هذا الموقف في زيادة حدة التوترات بين البلدين؛ إذ تعتبر إسرائيل أن دعم إيران لتلك الجماعات يمثل تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي، خاصة مع قدرات حزب الله العسكرية المتزايدة والمدعومة من طهران.
ومنذ ذلك الحين لم تتوقف التصريحات العدائية المتبادلة، وأصبح الصراع جزءًا من الديناميات الإقليمية في الشرق الأوسط.
الهجمات الإلكترونية: ساحة قتال خفية وعلى مدى العقد الماضي باتت الحرب الإلكترونية تشكل جزءًا لا يتجزأ من الصراع الإيراني-الإسرائيلي؛ إذ تبادل الطرفان شن هجمات سيبرانية مستهدِفة بنى تحتية حيوية.
ومن ذلك في عام 2020 أشارت تقارير إلى تورط إسرائيل في هجمات استهدفت منشآت المياه الإيرانية، بينما ردت إيران بهجمات إلكترونية، طالت بنوكًا وشبكات نقل إسرائيلية.
ووفقًا لتقرير، نشرته نيويورك تايمز، فإن "الحرب الإلكترونية" بين إيران وإسرائيل تتصاعد تدريجيًّا؛ إذ يتطلع كل طرف لإضعاف الآخر دون اللجوء لمواجهات مباشرة.
وحول ذلك تُعلِّق "واشنطن بوست" في تقرير لها في 2022م: هذه الهجمات الإلكترونية تعد بمنزلة استعراض للقوة، ومحاولة لإبقاء الخصم في حالة تأهب مستمر؛ إذ يمكن للحرب الإلكترونية أن تكون ذات تأثير مدمر على البنى التحتية والمدنية.
وتعكس تلك الهجمات عدم استقرار الأوضاع بين البلدين، واحتمال تحول هذه "الحرب من الظل" إلى مواجهات عسكرية علنية في حال فشل محاولات احتواء التوتر.
عمليات الاغتيال وحرب خفية لتقويض قوة الخصم إلى جانب الحرب الإلكترونية، تُعدُّ الاغتيالات جزءًا آخر من الحرب الخفية التي تدور بين إيران وإسرائيل؛ إذ اتهمت إيران إسرائيل باغتيال علماء نوويين بارزين، مثل محسن فخري زاده الذي لقي حتفه في هجوم معقد أواخر عام 2020.
ووفقًا لتقرير، نشرته سي إن إن، يأتي هذا الاغتيال ضمن استراتيجية إسرائيلية طويلة الأمد، تهدف إلى تعطيل برنامج إيران النووي، وإيقاف أي تقدم قد يُمكِّنها من تطوير سلاح نووي.
وتؤكد "ذا غارديان" أن إسرائيل سعت وتسعى من خلال هذه الضربات إلى منع تموضع إيران عسكريًّا بالقرب من حدودها، وذلك بتدمير أنظمة الدفاع والأسلحة التي تعزز من وجود إيران في سوريا.
تحليلات الصحافة الغربية: هل العداء الظاهر حقيقي أم يُخفي تحالفات غير معلنة؟
وخلال سنوات تنوعت آراء الصحافة الغربية حول طبيعة العداء الإيراني-الإسرائيلي؛ ففي حين يشدد بعض المحللين على أن الصراع بين إيران وإسرائيل حقيقي، ومؤثر بشكل كبير على استقرار المنطقة، تبرز آراء أخرى تشير إلى احتمال وجود مصالح خفية تخدم الطرفين بالرغم من التصريحات العدائية.
فقد ذكرت فورين بوليسي في تقرير لها عام 2024 أن هذا العداء قد يكون وسيلة لتعبئة الجماهير، وفرض السيطرة الداخلية، مشيرة إلى أن الطرفين ربما يستفيدان من بقاء العداء قائمًا كأداة لتعزيز سلطتهما السياسية، وتوجيه الرأي العام داخليًّا.
وقد قدمت "ذا ناشيونال" تحليلاً مماثلاً؛ إذ أشارت إلى أن بعض وسائل الإعلام الغربية تطرح تساؤلات حول ما إذا كانت هناك قنوات تواصل غير مباشرة بين إيران وإسرائيل، تتيح للطرفين الحفاظ على مستوى مُعيَّن من التصعيد دون الوصول إلى حرب.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة سبق