كشفت عدة تقارير صحفية عن نية الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" الاستمرار في تطوير وتجربة نظام FVS الجديد الخاص بالحالات التحكيمية التي تثير الجدل خلال مباريات كرة القدم.
وبعكس نظام حكم الفيديو المساعد أو ما يعرف بالفار (VAR) فإن نظام "FVS" هو نظام بالأساس مُستلهم من عدة لعبات أخرى مثل الكرة الطائرة والتنس وكرة السلة، ويقضي بمنح مدرب الفريق أو لاعب التنس طلب مراجعة إحدى الحالات التي يُعارض فيها رأيه رأي حكم المباراة.
النظام كان قد حصل على موافقة مجلس اتحاد كرة القدم الدولي IFAB، الذي يضع قوانين اللعبة بعضوية ممثلين من الفيفا واتحادات إنجلترا وإسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية، وتم استخدامه بالفعل في كأسي العالم للفتيات تحت 17 و20 سنة.
رئيس لجنة الحكام بالفيفا بييرلويجي كولينا أكد أن التجربة تتم دراسة نتائجها في الوقت الحالي، لكن حتى الآن لم تصدر أي أمور غير متوقعة إزاءها.
مكاسب الـ FVS
ويمنح نظام FVS الفرصة لمدرب كل فريق بتحدي قرار الحكم عبر إرساله إلى الشاشة لمراجعة اللقطة أملًا في عدوله عن قراره وفي حالة عدم تغيير الحكم لرأيه فإن المدرب يفقد واحدة من تلك الفرصتين للتحدي، وهو نفس الأمر المعمول به في كرة التنس التي يملك فيها اللاعب 3 فرص لتحدي قرار الحكم في كل مجموعة ولا يخسر إحدى تلك الفرص في حالة تغيير القرار.
لكن المثير للانتباه هو أن الحكم سيقوم بمراجعة قراره بمساعدة تقني فيديو فقط وليس من خلال حكام فيديو مساعدين، أي أن ذلك النظام يعني التخلي أصلًا عن حكم الفيديو المساعد الذي لن يكون موجودًا، ومن ثم لن يذهب حكم الساحة إلى شاشة الفار إلا في حالة تحدي قراره فقط من خلال المدرب.
المكسب كبير من فكرة امتلاك كل فريق فرصة لإجبار الحكم على الذهاب إلى الشاشة لمراجعة اللقطة وكذلك تقليل اعتراضات اللاعبين ومطالباتهم المستمرة للحكام في كل قرار مهم بالذهاب لمشاهدة اللقطة، إذ إن حكم المباراة ببساطة سيشير إلى مدربهم إن أراد وقرر هذا الأمر أو لن يكون هناك أي أمل في الضغط عليه لعدم قانونيته إن استهلك الفريق فرصتيه، كما أنه لن يسمح لبعض اللاعبين بالسقوط لفترة طويلة داخل الملعب من خلال زيادة الضغط على الحكم ومنح الفار وقتًا أطول لمتابعة اللقطة، إذ سيكون الرد أسهل أنه إن كنت ترى فعلًا أن الحكم قد أخطأ بحقك فعليك باستهلاك فرصة لإرساله إلى الشاشة.
لماذا نتخلى عن مكاسب الفار لمكاسب أخرى؟
ولكن، لماذا ينبغي على محبي كرة القدم استبدال مكاسب الفار بأخرى؟ ولِمَ لا يمكن الجمع بين النظامين في آنٍ واحد؟ فإلغاء فكرة وجود حكم فار من شأنه أن يضيع حق فريق في تسلل لا يمكن ملاحظته أو هدف لم ينتبه اللاعبون والمدرب إلى عدم شرعيته، ومن ثم لن يطالبوا بذهاب الحكم لمراجعة قراره.
الدوري الإنجليزي | المستفيد والمتضرر من "الفار" هذا الموسم اقرأ المزيد
كما أن وجود حكم فار يضع حكم المباراة تحت وطأة وجود رأي آخر مُعتبر لأحد قضاة الملاعب ما يجعله أقل ميلًا للإصرار على رأيه الذي قد يتأثر بأي عامل موجود في الملعب، فوجود الفار يمنح الحكم فرصة لتجنب جزء من ضغط الجماهير المباشر، إذ يشعر بأنه يجد المساندة الكافية من الفار لتغيير رأيه.
بل إن النظام الجديد حاله كالنظام القديم، لا يملك حكم الساحة فيه ذهابه إلى الشاشة للتأكد من قراره بعدما ثبت بالدليل القاطع أن هناك قرارات من الصعب الحكم عليها من الوهلة الأولى، ووجود الفار لم يكن فقط يراجع القرارات التي فاتت على الحكم، بل على القرارات التي تعذر عليه الحكم عليها آنيًا، ومن ثم اضطر إلى اتخاذ قرار سريع قد يكون خاطئًا أحيانًا.
يُضاف إلى ذلك أن تكرار هذه القرارات الصعبة قد يجعل المدرب في حيرة، فقد يُهدر فرصتيه لإرسال الحكم إلى الفار في تلك القرارات المتأرجحة ثم يجد نفسه عاجزًا أمام قرار غاية في الوضوح أن الحكم قد أخطأ فيه، أما إن قرر ادخار تلك الفرصتين لحين اللقطة الأوضح، فهذا يعني أنه قد يكتشف ضياع حقه في لقطة اتضح من الفيديو فقط وليس من خلال الملعب أنه كان يمتلك الحق فيها.
كلها أمور بحاجة لنقاش أكبر وأوسع، لكن على كلٍ فإن التقارير تتحدث عن تفكير الفيفا في تجربة الأمر في دوريات متواضعة يتم بث فيها المباريات بـ4 أو 5 كاميرات فقط وذلك في حالة موافقة الـ IFAB، وإن غدًا لناظره قريب.
هذا المحتوى مقدم من winwin