سرايا - لم تتوقع بتاتا الهولندية أنيت هيرفكنز أن تعيش كابوسا رهيبا وحيدة لأيام في أدغال فيتنام بجسد مليء بالجروح والكسور ومحاطة بالجثث، لكن كُتب لها أن تمر بهذه المحنة العصيبة.
أثناء دراستها في جامعة ليدن بهولندا، التقت أنيت هيرفكنز برجل يدعى ويليم فان دير باس، بعد ثلاثة عشر عاما من العيش معا، قررا الزواج رسميا، إلا أن ويليم سافر إلى فيتنام للقيام بأعمال مصرفية ودعاها للحاق به.
سافرت أنيت إلى خطيبها وقضيا عطلة نهاية الأسبوع في مدينة هو تشي منه ثم قررا السفر إلى منتجع للاستمتاع بالبحر، إلا أنها أصيبت بالهلع حين رأت الطائرة التي سيستقلانها، كانت طائرة ركاب صغيرة ومتهالكة من طراز "ياك 40"، مضى عليها في الخدمة حينها 16 عاما.
كانت المرأة الهولندية تعاني من رهاب الأماكن المغلقة، وعرضت على خطيبها السفر بالسيارة، إلا أنه رفض متحججا بوعورة الطريق الذي يمر عبر الغابات، كما حاول إقناعها بالقول إن الرحلة الجوية لن تستغرق أكثر من 20 دقيقة، في حين أن مدتها حوالي الساعة.
صعدت في 14 نوفمبر 1992 إلى الطائرة المتهالكة التابعة للخطوط الجوية الفيتنامية مع المسافرين الآخرين وكان عددهم 24 شخصا علاوة على طاقم من 6 أفراد، ثم داهمتها لاحقا نوبة هلع من الأماكن المغلقة ففكت بعد الإقلاع حزام الأمان.
بعد أن مر على الطائرة في الجو 50 دقيقة بدأت تتمايل بتأثير مطبات هوائية، توتر بشدة ويليم فان دير باس، إلا أن خطيبته أمسكت بيده وحاولت تهدئته قائلة: "بهذه الطريقة بالطبع تسقط طائرات الألعاب المتسخة، هذا مجرد مطب هوائي، لا تقلق".
بعد لحظات قليلة، تحطمت الطائرة وأطلق أحدهم صرخة رهيبة، وأظلمت الدنيا في عيني أنيت، كما تبين لاحقا، حلّق الطاقم بالطائرة "ياك 40" على مستوى منخفض جدا، ما أدى إلى اصطدامها بالأشجار أولا ثم بجبل.
في مقابلة صحفية روت أنيت ما جرى في تلك اللحظات قائلة: "لا أتذكر بالضبط ما حدث، لكني أعتقد أنني كنت أتجول في الطائرة مثل قطعة غسيل وحيدة في مجفف غسالة، واصطدم رأسي وكذلك أطرافي بالسقف وبخزائن الأمتعة. ربما كنت الوحيدة من دون حزام الأمان. في وقت ما، لا بد أنني هويت، وانزلقت قدمي للأمام تحت المقعد وعلقت هناك. هذا ما ثبتني في مكاني حتى بعد الضربة الثانية الأقوى التي أدت إلى انهيار الطائرة".
بعد مرور خمس ساعات على تحطم طائرة الخطوط الجوية الفيتنامية، استيقظت أنيت ووجدت نفسها عالقة بكرسي، وفوقها كرسي عليه رجل ميت. بحثت عن خطيبها بعينيها في أرجاء المكان. على مسافة غير بعيدة من مكانها، كان مستلقيا على كرسيه وقد انحنى رأسه إلى الخلف " وعلى شفتيه ابتسامة. ابتسامة حلوة، لكنه كان ميتا، وأضلاعه مضغوطة بحزام الأمان الذي حطم قفصه الصدري".
المرأة الهولندية نسيت تماما كيف خرجت من الطائرة. استيقظت ووجدت نفسها بثياب ممزقة مهترئة مستلقية في الخارج على سفح جبل، تحت أشجار كثيفة. تبين لاحقا أن أنيت أصيبت بـ 12 كسرا، وتضرر فكها ورئتاها.
تبين فجأة وجود ناج ثان. رجل أعمال فيتنامي حاول على.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من وكالة أنباء سرايا الإخباريه