في عالم التحكيم، تُعد الابتكارات والتطورات المستمرة جزءًا لا يتجزأ من الرياضة، ومن أبرز هذه الابتكارات هو نظام الفيديو السريع (FVS)، الذي يُعرف أيضًا باسم الفيديو السريع الرياضي الذي بات إدخاله ف يعالم التحكيم الرياضي متداولا بكثرة.
وبعد الجدل الذي بات يطرحه استخدام تقنية حكم الفيديو المساعد، بدأ الاتحاد الولي لكرة القدم "فيفا" يستعد لإدخال تغيير محتمل في القواعد مع نظام مساعدة الفيديو في كرة القدم (FVS)، والذي صمم لمنح المدربين أداة جديدة للطعن على قرارات الحكام.
مشاكل الـVAR منذ إدخاله في منتصف العقد الأول من القرن الـ21 لمساعدة الحكام على اتخاذ القرارات، لم يقدم نظام التحكيم بالفيديو (VAR) سوى مزيد من الجدل والمشاكل في عالم كرة القدم.
وردًا على الانتقادات العالمية لهذه الأداة التكنولوجية، تسعى الفيفا، الهيئة المدبرة لكرة القدم العالمية، إلى تطبيق نظام دعم فيديو كرة القدم (FVS)، وهو نسخة مبسطة من نظام VAR، يوفر نهجًا أكثر سهولة ويتضمن تدخلًا مباشرًا من المدربين في عملية المراجعة.
مع هذه الطريقة الجديدة، يمكن للمدربين طلب مراجعتين للمباراة، لكنهم سيخسرون فرصة إذا كانت مطالبتهم غير ناجحة. في هذه الحالة، سيكون الحكم ملزمًا بمراجعة اللعبة ولا يمكنه الرجوع إلى الصور بمفرده، فما هو هذا النظام وكيف يعمل وهل يكون بديلا لتقنية الـVAR؟
تقنية جديدة ويهدف نظام FVS إلى تبسيط عملية مراجعة القرارات التحكيمية وتسريع وتيرة اللعب، ويعتمد النظام الجديد على منح المدربين حق "التحدي" مرتين خلال المباراة، حيث يمكنهم طلب مراجعة قرارات الحكم المثيرة للجدل، ويقوم الحكم بفحص اللقطات من خلال النظام الجديد فقط بناءً على طلب المدرب.
ويوفر نظام FVS بديلاً مبسطاً لنظام VAR، وهو مناسب بشكل خاص للدوريات ذات الموارد المالية والمعدات التقنية، إضافة إلى عدد الكاميرات المحدودة في الملاعب، ويُستخدم لتحليل الأحداث الرياضية بشكل سريع ودقيق، مما يساعد الحكام والفرق على اتخاذ قرارات مستنيرة بناءً على معلومات متاحة بشكل فوري.
على الرغم من مشاركته بعض أوجه التشابه مع نظام مساعدة الفيديو الحالي للحكام (VAR)، فإن نظام FVS ينقل جزءًا من سلطة اتخاذ القرار إلى المدربين، مما يسمح لهم بالطعن على القرارات التي يعتقدون أنها خاطئة.
تم اختبار نظام FVS مؤخرًا في كأس العالم للسيدات تحت 20 سنة وتحت 17 سنة، ويسمح للمدربين بتقديم طعنين في المباراة الواحدة لقرارات محددة مثل الأهداف والركلات الجزاء والبطاقات الحمراء.
بعد الموافقة عليه من قبل مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (IFAB) في وقت سابق من هذا العام، ترغب الفيفا في توسيع نطاق استخدامه في مسابقات أخرى بعد ردود الفعل الإيجابية التي تم جمعها خلال التجارب، وفقًا لصحيفة "ليكيب" الفرنسية.
مواضيع ذات صلة كيف يعمل؟ وعلى عكس نظام VAR حيث يشاهد حكام خارج الملعب المباراة من زوايا متعددة، يعمل نظام FVS بتقنية بسيطة، باستخدام ما لا يزيد عن 4 أو 5 كاميرات عادة.
في نظام تقنية حكم الفيديو المساعد" VAR"، يمكن للمدرب الرئيسي لكل فريق طلب مراجعة قرار مثير للجدل بإشارة إلى الحكم، والذي يشاهد بعد ذلك اللقطة على شاشة جانبية على أرض الملعب. يقوم مشغل إعادة اللقطات بتشغيل اللقطة المطلوبة، ولكن القرار النهائي يعود إلى الحكم، الذي يتخذ القرار النهائي دون أي تدخل إضافي من مسؤول "VAR" منفصل.
ويسمح هذا التكوين للمدربين بالطعن على القرارات مع ضمان عدم فحص جميع أحداث المباراة. بدلاً من ذلك، تقتصر الفحوصات على الحالات ذات المخاطر العالية: الأهداف وقرارات ركلة الجزاء والبطاقات الحمراء، ويجب على المدربين استخدام طعونهم بحكمة لأنها محدودة بطعنين في المباراة ويخسرون طعناً إذا كان الفحص غير مثمر.
سد الفجوة وإذا أصبح نظام VAR عنصرًا أساسيًا في أفضل الدوريات في العالم، فإن تنفيذه على نطاق عالمي واجه صعوبات، حيث تفتقر العديد من الدوريات، خصوصا في الأقسام الدنيا أو المناطق النامية، إلى الموارد اللازمة للبنية التحتية الواسعة التي يتطلبها اعتماد نظام الـ"VAR".
ويهدف نظام FVS إلى سد هذه الفجوة من خلال تقديم حل اقتصادي والذي، وفقًا للفيفا، سيجعل التحكيم أكثر اتساقًا في جميع المناطق.
هل يعوض الـVAR؟ نظام الفيديو السريع (FVS) لا يعوض النظام الفيديو المراجعة (VAR) بل يعتبر تحسينًا له، فتقنية الـVAR تستخدم لتحليل اللقطات الحاسمة بشكل متأخر بعد انتهاء اللعبة، بينما يُستخدم النظام FVS لتقديم تحليلات فورية ومباشرة خلال اللعبة نفسها، وهكذا يمكن أن يُعتبر النظام FVS مساعدًا قيمًا للحكام، ولكنه لا يُستخدم كبديل كامل للــ"VAR."
(المشهد)
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد