إردوغان يخشى من دعم إسرائيلي للأكراد ويرى أن تطبيع العلاقات مع دمشق قد يساعد في إضعافهم

في تطور جديد في التصعيد المستمر بين تركيا وإسرائيل منذ 7 أكتوبر، أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن بلاده "قطعت التجارة والعلاقات مع إسرائيل"، وأنها تقف مع فلسطين حتى النهاية، وذلك في تصريحات صحفية خلال عودته من زيارته إلى السعودية لحضور القمة المشتركة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية.

تزامنت تصريحات إردوغان مع تصريحات أخرى له حول التطبيع مع سوريا، واللقاء مع الأسد إذ قال إنه لا يزال يأمل في لقاء نظيره السوري بشار الأسد لإصلاح العلاقات بين البلدين.

وفسّر مراقبون أن إردوغان قرر قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل بعد إعلان إسرائيل رغبتها في دعم الأكراد وهو ما أزعج أنقرة.

مخاوف من علاقات بين الأكراد وإسرائيل لم يخف إردوغان مخاوفه من دعم إسرائيل للأكراد، وعبر عن ذلك في أكثر من مرة، خصوصا في ظل العلاقة المتوترة بين تل أبيب وأنقرة منذ 7 أكتوبر. خاصة وأن الأخيرة تبدي مخاوف متكررة من قيام دولة كردية على حدودها معتبرة وجود "الإدارة الذاتية" المعلنة من طرف واحد في شمال وشرق سوريا، وجناحها العسكري المتمثل بقوات سوريا الديمقراطية "قسد" خطراً على أمنها القومي.

وفسّرت دعوة زعيم أكبر حزب قومي في تركيا دولت بهجلي لتسوية محتملة مع زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان، على أنها جاءت على خلفية المخاوف التركية من الوضع القائم في المنطقة وتأثيره على القضية الكردية، حيث فاجأ بهجلي الجميع بالإعلان عن إمكانية السماح لأوجلان، المسجون في تركيا، بإلقاء خطاب في البرلمان التركي بشرط حل التنظيم المسلح (حزب العمال الكردستاني).

لكن الخبير الأمني والضابط السابق في الجيش التركي، سعاد ديلغين، ينفي مبدأ قطع العلاقات الدبلوماسية بشكل مطلق قائلاً إن "تصريحات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان حول قطع العلاقات صحيحة عملياً لكنها غير دقيقة بيروقراطياً وفنياً".

ويشرح ديلغين، الذي خدم كضابط تواصل بين الجيش التركي وشمال الأطلسي، في تصريحاته إلى منصة "المشهد" أنّه "بعد هجمات 7 أكتوبر ونتائجها، قام كل من أنقرة وتل أبيب بسحب سفرائهما للتشاور وبالتالي انقطع التمثيل الدبلوماسي المتبادل بين الجانبين، لكن أياً منهما لم يعلن سحب سفيره بشكل نهائي وقطع العلاقات، واعتبار سفير الدولة الأخرى شخصاً غير مرغوب به".

مضيفاً "هذا يعني أنه لم يتم تطبيق بروتوكولات قطع العلاقات بين البلدين، أو على غرار ما حصل بعد أحداث سفينة مرمرة الزرقاء".

وحول تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي بشأن الكرد يرى ديلغين أن "إسرائيل قد تلجأ إلى دعم الدروز في سوريا من أجل ضمان سلامة حدودها الجنوبية من خلال إحداث منطقة عازلة غير خاضعة لسيطرة دمشق، والكرد على الحدود التركية كورقة ضغط على تركيا التي تدعم "حماس" ضد تل أبيب".

تنافس إقليمي في المقابل، يرى الباحث في المركز الكردي للدراسات، شورش درويش أن "الأحزاب السياسية الكردية تنظر إلى هذه التصريحات من باب أنها تدخل في إطار المنافسة الإقليمية بين تل أبيب وطهران وأنقرة".

ويضيف درويش في حديثه إلى "المشهد":

الاتهامات الموجّهة للأكراد بتلقي دعم إسرائيلي تلقى قبولاً من قبل الاتجاهات القومية والدينية المحافظة، وخاصة بعد 7 أكتوبر 2023.

كل ذلك رغم أن أنقرة لا تقدّم أي دليل على العلاقة الكردية الإسرائيلية المزعومة.

لم يرشح عن الأطراف الكردية على اختلاف توجهاتها أي إشارة لتصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد.

الغالب على الظن أن الأكراد يؤثرون الصمت لأنهم يرون أن التصريحات المتبادلة بين تركيا وإسرائيل إنما تدخل في حساب أجنداتهم الخاصة.

وبالتالي تفضّل الأحزاب والتشكيلات الكردية عدم الانخراط في الحروب الكلامية التي بدأها إردوغان بإظهار دعمه لحركة "حماس" وإدانته لما سماه جرائم إسرائيل، في حين ردّ المسؤولون الإسرائيليون بأن الدولة التركية تقمع وتضطهد الأكراد".

التطبيع مع سوريا في الأشهر الأخيرة كرر إردوغان مراراً رغبة بلاده في تطبيع العلاقات مع دمشق، وعقد لقاء مع الرئيس السوري بشار الأسد، لكن إلى اليوم لم يصل الطرفان إلى أرضية تفاهم تسهّل عودة العلاقات، في ظل تشدد دمشق بمواقفها، مقابل عدم تجاوب أنقرة مع أي من مطالبها.

وتسعى أنقرة للحد من نفوذ الأكراد في سوريا، لذا فهي ترى أن تطبيع العلاقات مع دمشق قد يساعد في إضعاف الأكراد، سيما وأن دمشق أيضا ترفض وجود الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سوريا وتعتبرها مشروعا انفصاليا.

في السياق، يؤكد درويش أن "إسرائيل تشعر بأن هناك قضيّة كردية مزمنة لم تلجأ الدول التي تتقاسم الكرد إلى حلّها بشكل ديمقراطي وسلمي، لا سيما في تركيا وإيران، وتعلم تل أبيب أن إثارة المسألة الكردية تشدّ من عصب طهران وأنقرة في ظل حالة العداء التي تبديها كلّ منهما لإسرائيل".

لكنه يستطرد قائلاً "لكن، لا يمكن تلمّس أي شكل من أشكال الدعم الإسرائيلي الواضح والمؤثر للأكراد خارج التصريحات السياسية الإسرائيلية".

مواضيع ذات صلة التجارة بين تركيا وإسرائيل على الرغم من تأكيدات المسؤولين الأتراك بدءا من أعلى هرم السلطة، على قطع العلاقات التجارية مع إسرائيل، إلا أن المظاهرات لا تزال تستمر في إسطنبول وعدد من المدن الساحلية تنديداً بمواصلة أنقرة لتجارة النفط الأذربيجاني بشكل مباشر والصادرات التركية بطرق التفافية.

ويتّهم المتظاهرون الأتراك حكومتهم بمواصلة التجارة مع إسرائيل وشحن النفط الأذربيجاني إلى هذا البلد عبر موانئ إسطنبول ومرسين بشكل خاص.

تشير الإحصائيات الحكومية إلى توقف التجارة بين تركيا وإسرائيل بعد قرار قطع التعامل التجاري في مايو الماضي، لكنها تشير إلى انفجار في حجم الصادرات إلى فلسطين، من 9.3 ملايين دولار إلى 110 ملايين دولار خلال 3 أشهر فقط.

يقول الصحفي والناشط التركي، ميتين جيهان، إن الشركات التركية التي كانت تتعامل سابقاً مع تل أبيب تواصل تصدير بضائعها إلى إسرائيل لكن بعد تنظيم بوالص شحن ووثائق تصدير باسم شركات فلسطينية من أجل إظهار الجهة المصدرة إليها فلسطين بدلاً من إسرائيل، وهذه الشركات تتقاضى عمولة لقاء خدمات الالتفاف هذه تتفاوت بين 1.5 إلى 5% من ثمن المنتجات المصدّرة.

ويضيف جيهان "هناك أيضاً محاولات واضحة من قبل السفن التركية لإخفاء تحرّكاتها. مثلاً قامت شركة نقل البضائع "KAAN DEVAL" التركية بعد خروجها من ميناء نمرود التركي، بإيقاف تشغيل أجهزة التعقب AIS لمدة 36 ساعة، قبل أن تعود للظهور في ميناء حيفا لكي لا تسنح الفرصة للناشطين المتتبعين للملاحة البحرية من تعقّب خط مسارها".

(المشهد )


هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من قناة المشهد

منذ 11 ساعة
منذ 11 ساعة
منذ 11 ساعة
منذ 14 دقيقة
منذ 11 ساعة
منذ 11 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 11 ساعة
بي بي سي عربي منذ 9 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 3 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 15 ساعة
قناة العربية منذ 13 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 12 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 7 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 15 ساعة