أعلنت شركات الطاقة العالمية الرائدة توتال إنرجيز وبي.بي وشل وإكوينور عن التزام مشترك باستثمار 500 مليون دولار لتعزيز الوصول إلى مصادر الطاقة الحديثة والمستدامة، في خطوة تهدف إلى تحسين حياة ملايين الأشخاص في المناطق الأكثر حاجة.
تم الإعلان عن هذا التعهد خلال قمة الأمم المتحدة للمناخ (كوب 29) المنعقدة في أذربيجان، والتي شهدت أجواء متوترة بعد انسحاب الوفد الأرجنتيني.
الاستثمار المشترك وأهدافه
يستهدف الاستثمار بشكل أساسي منطقتي آسيا ودول جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا، حيث يعاني ملايين السكان من محدودية الوصول إلى الكهرباء والطاقة النظيفة اللازمة للطهي.
وفقاً للشركات، سيُوجَّه هذا التمويل لدعم مشروعات تهدف إلى توفير حلول مبتكرة للطاقة، بما في ذلك توسيع شبكات الكهرباء في المناطق الريفية، واستخدام تقنيات الطاقات المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح، كما سيُسهم المشروع في تحسين الظروف البيئية من خلال تقليل الاعتماد على الوقود التقليدي للطهي.
قال موراي أوكينكلوس، الرئيس التنفيذي لشركة بي.بي «من السابق لأوانه معرفة كيفية تطور هذه المبادرة، لكننا نأمل أن يكون استثمارنا المشترك حجر الأساس لجهود أكبر تهدف إلى مواجهة التحدي الحقيقي المتمثل في تحسين الوصول إلى الطاقة المستدامة».
وتُعقد قمة الأمم المتحدة للمناخ (كوب 29) في باكو، أذربيجان، حيث تجمع ممثلين من مختلف الدول والمنظمات لمناقشة سبل مواجهة تغير المناخ وتعزيز التحول إلى مصادر الطاقة النظيفة.
ورغم التوترات السياسية التي شابت القمة، خصوصاً بعد انسحاب الوفد الأرجنتيني على خلفية خلافات دبلوماسية، فإن القمة شهدت تطورات إيجابية في تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص لدعم الأهداف المناخية.
وركزت القمة هذا العام على: العدالة الطاقية، بمعنى سد الفجوة في الوصول إلى الطاقة بين الدول المتقدمة والنامية؛ وأيضاً تقنيات الطاقة النظيفة، بما يعني تسريع الاعتماد على الطاقة الشمسية، والرياح، والهيدروجين الأخضر؛ وتمويل المناخ، وذلك بزيادة مساهمات الشركات الكبرى لدعم مشاريع الطاقة المستدامة في الدول النامية.
دور الشركات في تعزيز الوصول إلى الطاقة
تعتبر توتال إنرجيز وبي.بي وشل وإكوينور من أكبر شركات الطاقة العالمية التي تسعى لإحداث تأثير إيجابي من خلال التزامها بمبادئ الاستدامة، وتعكس مشاركتها في هذا الاستثمار المشترك تحولاً في استراتيجيات القطاع الخاص من التركيز على الأرباح إلى المساهمة في التنمية المجتمعية والحد من آثار تغير المناخ.
أبرز مبادرات الشركات
توتال إنرجيز تستثمر بكثافة في مشروعات الطاقة الشمسية والرياح في إفريقيا، مستهدفة تقليل انبعاثات الكربون. وبي.بي تعمل على تطوير حلول مبتكرة للطاقة النظيفة وتوسيع نطاق المشروعات التي تخدم المجتمعات المحرومة.
وشل تركز على توجيه استثمارات نحو تطوير شبكات الطاقة المحلية والبنية التحتية للطاقة النظيفة.
وإكوينور تدعم المشروعات الصغيرة للطاقة المستدامة مع التركيز على الدول النامية.
تحديات أمام تنفيذ الاستثمار
على الرغم من هذا الالتزام، يواجه المشروع تحديات عديدة، منها: البنية التحتية المحدودة: خاصة في المناطق الريفية النائية؛ والاستقرار السياسي، فبعض الدول المستهدفة تعاني من النزاعات التي تعيق تنفيذ المشروعات؛ والتمويل طويل الأمد، حيث إن تحقيق الأثر المطلوب يتطلب استمرار تدفق التمويل على مدى سنوات.
من المتوقع أن يُحدث هذا الاستثمار المشترك تأثيراً كبيراً، ليس فقط على صعيد توفير الكهرباء، بل أيضاً من خلال تحسين الظروف الصحية والتعليمية والاجتماعية في المجتمعات المستهدفة، كما يعزز التعاون بين الحكومات والشركات الكبرى لتحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ والوصول إلى مستقبل أكثر استدامة.
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية