أطلقت السعودية، الجمعة، عدداً من المبادرات النوعية خلال المؤتمر الوزاري الرفيع المستوى عن «مقاومة مضادات الميكروبات» الذي تستضيفه في المدينة الساحلية جدة، وتضمنت المبادرات إنشاء اللجنة العلمية العالمية لدعم مقاومة المضادات الحيوية، وإطلاق جسر التقنية الحيوية الذي يدعم البحث والتطوير والابتكار، إضافة إلى إطلاق مركز المعرفة لرفع الوعي المجتمعي.
وجاء الإعلان عن المبادرات ضمن كلمة لوزير الصحة السعودي فهد الجلاجل في ثاني أيام المؤتمر الوزاري، مشيراً إلى أن هذه المبادرات سوف تنعكس على نقل «إعلان جدة» الذي جاء تحت شعار «من البيان إلى التطبيق» إلى حيز التنفيذ.
وأكد أن السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، تضع صحة الإنسان أولاً ووفق كل اعتبار. منوهاً بأن السعودية في ظل «رؤية 2030» أصبحت مركزاً لمواجهة التحديات العالمية.
وأشار إلى أن استضافة السعودية للمؤتمر الوزاري الرابع الرفيع المستوى عن مقاومة مضادات الميكروبات، تعكس التزامها تجاه العالم في مواجهة تحدي مقاومة مضادات الميكروبات الذي يمثل أحد أهم التحديات العالمية الكبرى.
أهمية تكاتف الجهود وشدد وزير الصحة السعودي على أهمية تكاتف الجهود الدولية ووضع الحلول للتصدي لهذا التهديد الصحي، الذي يمثل أحد أكثر التهديدات الصحية العالمية إلحاحاً في الوقت الحالي، مستعرضاً ما تم العمل عليه في النسخ السابقة من المؤتمر الوزاري لمقاومة مضادات الميكروبات من معالم بارزة، شملت إطلاق خطة العمل لمقاومة مضادات الميكروبات العالمية، وتبلور التحالف الرباعي للمنظمات ذات العلاقة، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وتفعيل نهج «الصحة الواحدة» لتحقيق التوازن بين صحة الإنسان والحيوان والنظم البيئية على النحو الأمثل بصورة مستدامة.
وعبر عن سعادته لاستضافة هذه النسخة من المؤتمر لأكبر عدد من الدول المشاركة في تاريخ المؤتمرات الوزارية السابقة، مشيراً إلى أن ذلك يشكل فرصةً عظيمة لتعزيز الاستجابة العالمية والانتقال من البيان إلى التطبيق، مؤكداً أن كل الدول المشاركة في هذا الاجتماع الوزاري تدرك جيداً أبعاد هذا التحدي العالمي والحاجة الملحة إلى اتخاذ تدابير جديدة للتصدي لمقاومة مضادات الميكروبات من خلال الوقاية من العدوى والسيطرة عليها، والتنفيذ الكامل لخطط العمل الوطنية، واتخاذ الخطوات اللازمة لتوفير الوصول العادل إلى المضادات الحيوية.
وأشاد الوزير فهد الجلاجل بالمؤتمرات الوزارية السابقة ومنها مؤتمر سلطنة عُمان الذي نتج عنه «إعلان مسقط»، إضافة للمؤتمرات السابقة التي استضافتها هولندا، مشيراً إلى أن مخرجات تلك المؤتمرات ساهمت بشكل فاعل في رسم خريطة الطريق العالمية للتصدي لمقاومة المضادات الحيوية وتخفيف آثارها السلبية، كما أشاد بالإعلان الصادر عن الاجتماع الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة من هذا العام وما ورد فيه من التزامات وفرص لتوحيد الجهود والمضي قدماً في مواجهة هذا التحدي العالمي.
وأوضح أن مقاومة مضادات الميكروبات تؤثر بشكل عميق في كل جوانب الحياة، وأن فقدان السيطرة عليها يشكل تهديداً مباشراً على الصحة العامة والاستقرار الاقتصادي والأمن العالمي، ما من شأنه أن يغيّر مسار قرون من التقدم الصحي والاجتماعي، مشيراً إلى أن هذا التحدي لا يعرف حدوداً، حيث يؤثر في جميع الأعمار والفئات.
ولفت وزير الصحة السعودي النظر إلى أنه من المتوقع أن يتسبب هذا «الوباء الصامت» في أكثر من مليون حالة وفاة سنوياً، وهو أعلى من إجمالي عدد الوفيات الناجمة عن فيروس نقص المناعة البشرية والملاريا مجتمعة، وقد نشهد في عام 2050 وصول عدد الوفيات الناجمة عن الميكروبات المقاومة للمضادات إلى 39 مليون وفاة، وانخفاض الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنحو 4 في المائة مما يكلّف الاقتصاد العالمي ما يقدر بنحو 100 تريليون دولار.
وأكد دور المشاركين المهم في دعم «إعلان جدة» بما يساهم في وضع حلول مستدامة لمواجهة مقاومة مضادات.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الشرق الأوسط