د.أيمن البراسنة: الضغوط الداخلية والخارجية قد تدفع ترامب لوقف التصعيد في الشرق الأوسط
د.عمر البستنجي: دعم إسرائيل بات عبئاً على دافعي الضرائب وسبباً في تفوق ترامب انتخابياً
هاني الجمل: ترامب رجل الصفقات الذي يغازل العرب والمسلمين و يدعم التوسع الاستيطاني الإسرائيلي
في ظل التصعيد المستمر في النزاعات التي يشهدها كل من غزة ولبنان، ألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الضوء على سياسته المحتملة أثناء حملته الانتخابية في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية 2024، فقد تعهد ترامب بإنهاء الحروب في المنطقة، مشيرًا إلى أنه سيسعى إلى إنهاء "المعاناة والتدمير" في لبنان، كما وعد بإيجاد حل سريع للقتال المستمر في غزة، في حين أن هذه التصريحات قد تبدو كأحد الحلول المبدئية للأزمة الإقليمية، فإنها تثير تساؤلات حول كيفية تحقيق الهدف في ظل التعقيدات السياسية والعسكرية التي تواجهها كل من إسرائيل وحركات مثل حزب الله وحماس.
ترامب، الذي أبدى دائمًا دعمًا قويًا لإسرائيل خلال فترات حكمه السابقة، يشدد على أنه سيعمل من أجل سلام دائم في الشرق الأوسط، مؤكدًا على أن فترته الرئاسية الأولى شهدت هدوءًا نسبيًا في المنطقة، وفي تصريحات سابقة، قال ترامب إنه يريد إنهاء الصراع في غزة "في أسرع وقت ممكن"، داعيًا إلى وقف إطلاق النار وإعادة السلام، مشيرًا إلى أن الحرب تؤدي إلى تدمير الصورة العالمية لإسرائيل.
ومع ذلك، تتسم تصريحات ترامب بتحديات عديدة، حيث يبقى دعم إسرائيل في قلب سياسته، فبينما يؤكد على الحاجة إلى إنهاء الحرب، لا يشير بوضوح إلى الضغط على إسرائيل لوقف عملياتها العسكرية، هذا الموقف قد يصطدم بالتزامات ترامب تجاه إسرائيل وتوجهاته لمواصلة الضغط على إيران وحلفائها في المنطقة، كما أن الصراع في لبنان، الذي تطور إلى معركة إقليمية أكبر، يعكس انقسامات أعمق بين القوى الكبرى في الشرق الأوسط، مما يجعل دعوات ترامب لوقف الحرب في لبنان أكثر تعقيدًا.
تُعتبر هذه التصريحات كانت جزءًا من استراتيجية انتخابية التي أدت إلى فوزة بالانتخابات الرئاسية الأمريكية وتسببت فى كسب دعم الناخبين العرب والمسلمين في الولايات المتحدة، خاصة في ولايات حاسمة مثل ميشيغان، حيث يعتقد ترامب أن لديه فرصة لتغيير توازن القوى الانتخابي، وفي الوقت نفسه، يشير بعض المحللين إلى أن تصريحات ترامب قد تكون مجرد محاولة للظهور كزعيم قادر على إنهاء الصراعات التي تؤثر على الأمن الإقليمي والعالمي.
إذا نجح ترامب في تحقيق وعوده بإنهاء هذه الحروب، فهل سيشكل ذلك تحولًا جذريًا في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط ومع ذلك، فإن القدرة على تنفيذ هذه الوعود ستظل رهينة بالتطورات السياسية والعسكرية المعقدة في المنطقة، هذا ما يوضحة خبراء الأهرام العربي في هذا التحقيق .
الجاليات العربية
في البداية، قال الدكتور أيمن البراسنة، نائب عميد كلية الأمير الحسين للعلوم السياسية والدراسات الدولية في الجامعة الأردنية، إن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وعد بإنهاء الحروب في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن هذا قد يدفعه إلى اتخاذ موقف أكثر حسمًا لوقف الحرب في غزة ولبنان في أقرب وقت ممكن، وأضاف أن الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان قد أبرزت دعم الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة جو بايدن لإسرائيل، من خلال تقديم الغطاء السياسي والإعلامي والعسكري الذي ساعد الحكومة الإسرائيلية في تمديد فترة الحرب.
وأشار البراسنة إلى أن الولايات المتحدة في عهد بايدن تشهد حالة عداء غير مسبوقة في الشرق الأوسط، بسبب انسجام الحزب الديمقراطي مع الأهداف الإسرائيلية، فضلًا عن المواقف المناهضة للحرب التي أظهرتها الجاليات الإسلامية والعربية في الولايات المتحدة، وكذلك الطلاب في الجامعات الأمريكية، وتابع البراسنة أن هذه العوامل من الممكن أن تؤثر في سياسة ترامب تجاه القضية الفلسطينية، خاصة في ظل تحولات الرأي العام في الولايات المتأرجحة التي كانت تدعم بايدن في انتخابات 2020، ولكنها أظهرت تأييدًا لترامب في الانتخابات الأخيرة.
وأوضح البراسنة أن هذا التحول قد يعكس رغبة الجاليات العربية والإسلامية في إنهاء الحروب في المنطقة، حيث يرى كثيرون في ترامب القيادة الأمريكية التي قد تساهم في وقف هذه الحروب، وأكد أن دوائر صنع القرار في واشنطن تدرك أن استمرار النزاع في المنطقة سيؤثر سلبًا على مصالح الولايات المتحدة، مما سيدفع ترامب إلى الضغط لوقف الحرب، مع الحفاظ على الدعم لإسرائيل ولكن بعيدًا عن لغة التهديدات.
وتابع البراسنة قائلًا: "من المحتمل أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو ستستجيب لهذا الضغط خوفًا من فقدان الدعم الأمريكي، الذي يمثل أحد أهم حلفائها الاستراتيجيين في المنطقة."
وأضاف أن ترامب قد يكون أكثر سخاءً مع إسرائيل في حال وقف الحرب، مشيرًا إلى أن إدارته قد لا تمارس ضغوطًا بشأن التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، بل قد تضمن التوسع في مشاريع التوطين في إطار ما يمكن تسميته بـ"صفقة القرن 2".
وفيما يتعلق بمسار الحلول السياسية، أكد البراسنة أن الإدارة الأمريكية تحت قيادة ترامب قد تسعى إلى تعزيز مشروع التطبيع العربي الإسرائيلي، حيث من الممكن أن تعيد صياغة مبادرات مثل "صفقة القرن" لتشمل آليات جديدة قد تقترب من فكرة إقامة كونفدرالية مع الأردن، وأوضح أن ذلك قد يكون حلاً مقترحًا للمستقبل الفلسطيني على ما تبقى من مساحة الضفة الغربية، مع إبقاء مصر بوابة لحل قضايا قطاع غزة.
أما عن الفترة المقبلة، قال البراسنة إن الشهرين القادمين سيكونان حاسمين في تحديد ملامح السياسة الأمريكية تجاه النزاع في غزة ولبنان، مشيرًا إلى أن ترامب قد يرسل رسالة إلى نتنياهو يطالبه فيها بإنهاء الحرب قبل توليه رسميًا منصب الرئيس في يناير 2025.
أضاف الدكتور أيمن البراسنة أن ترامب، خلال فترة رئاسته الأولى، حقق اختراقًا كبيرًا في عملية التطبيع العربي الإسرائيلي، حيث قدم دعمًا قويًا لهذا المشروع من خلال توقيع اتفاقيات أبراهام بين إسرائيل وأربع دول عربية، وأوضح أن هذه الاتفاقيات لم تتضمن تثبيت الحقوق الفلسطينية كما هي منصوص عليها في القرارات الدولية، ما جعلها تثير اعتراضات فلسطينية وأردنية.
وتابع البراسنة أن ترامب من المتوقع أن يسعى، خلال فترته الرئاسية الثانية، إلى تفعيل مشاريع التطبيع العربي الاقتصادي والسياسي، مع محاولة إدارة القضية الفلسطينية بعيدًا عن المواجهات العسكرية. وأشار إلى أن ترامب قد يواصل سياسة الضغط على الفلسطينيين في مجالات مثل وقف تمويل الأونروا وغلق مكتب منظمة التحرير في واشنطن، كما حدث في فترته الأولى.
وأوضح البراسنة أن ترامب كان قد نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس في عام.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من بوابة الأهرام