ابو عمارة يكتب : من وجهة نظر الثعلب

بقلم : الدكتور محمد يوسف ابو عمارة

قالت ليلى: لقد كنت قبل حوالي ست وسبعون عاماً طفلة صغيرة والكل يتغنى بجمالي وأناقتي لأن والدتي كانت تحسن اختيار ملابسي وتبدع في تعليمي كل أصول الكلام والإتيكيت وكنت كما عادة أقراني من الأطفال، نساعد الأمهات وكبار السن في قريتنا الجميلة المليئة ببساتين الورد .

وفي يوم من الأيام طلبت مني أمي أن أوصل كعكة لذيذة صنعتها بيدها الى بيت جدتي وكنت ارتدي يومها فستاني الأحمر الجميل الذي أحبه كثيراً والذي حاكته جدتي بأناملها المباركة . وأثناء مسيري وتجوالي أعجبت كثيراً بمنظر الورود المترامية على أطراف الطريق فقررت أن أجمع منها باقة وأهديها لجدتي علّها تفرح بها، وأثناء ذلك أحسست بأن أوراق الأشجار تتحرك وشعرت بوجود شيء غريب لم يلبث أن أختفى ولم أكن أعلم أنه الذئب الذي كان مختبئاً خلف الأشجار وعلم بزيارتي لجدتي وقرر أن يسبقني لبيتها التي كانت قد غادرته ليرتدي ملابسها وينام في سريرها حتى يأكلني ويأكل الكعكة التي أحملها كم كان خبيثاً وغداراً

على رسلك على رسلك من هو الخبيث والغدّار ؟ إنها أنت يا ليلى، أولست الفتاة التائهة في الغابة والتي كانت تبكي لأنها أضاعت الطريق، وجئت أنا لأرشدك لبيت جدتك، وخفت أن تشاهديني فاختبأت منك وظللت أسبقك وأسهل الطريق أمامك، فقد كنت أسير إلى جانبك دون أن أفعل شيء لك، ألم يكن بإستطاعتي أكلك وأنت في الغابة، إذاً لماذا أؤجل ذلك فعلاً أنك فتاة كاذبة خبيثة سيئة

لماذا سبقتني إذا لبيت جدتي وارتديت ملابسها يا كذاب!

أولا أنا لست كذاباً ثانياً لأنني عندما سبقتك لأتفقد الطريق خوفًا من أن يجدك أحد الوحوش أو الحيوانات الضالة، وصلت بيت جدتك فلم أجدها فأحببت أن أمازحك وأرسم الإبتسامة على شفتيك فارتديت ملابسها وقمت بتمثيل دورها

وهنا وقف حنظلة وقال مقاطعاً: قبل حوالي ست وسبعون سنة كنا نعيش بأمن وأمان وسلم وسلام وراحة في وطن جميل يسمى فلسطين، كنا نسكن في مدينة ساحلية ساحرة تسمى (يافا) وكان الناس بسيطون يعيشون على الزراعة والصيد والفن والموسيقى وكانت تجمعاتنا دوماً جميلة . وفي يوم من الأيام جاء أناس أظهروا لنا أنهم فقراء مهجّرون مطرودون من بلدانهم لأن هناك من ظلمهم واحتل بلدانهم وطردهم منها ولأن شعب فلسطين طيّب قام باحتضانهم وأسكنهم معه لا وبل تقاسم معهم العمل وأشياء كثيرة وأذكر أن جدي أخبرني أنه في بيت المختار كانت الشغالة التي تعمل عندهم بالبيت من هؤلاء الناس .

وسألت ليلى: من هم هؤلاء؟!

انهم اليهود الصهاينة.. أجاب حنظلة.

ليلى:- كم يشبهون الذئب الشرير

الذئب: أنا لا أشبه أحداً وانتِ الشريرة

وأكمل حنظلة وفي يوم مزعج وفجأة انقلب هؤلاء الذين كنا نظنهم أبرياء وحملوا السلاح وبدأوا بطردنا من بيوتنا وتهجيرنا وقتلنا نحن وأطفالنا ،صدمتنا كانت كبيرة للخدعة الكبيرة التي تعرضنا لها من قِبَل من فتحنا لهم أبواب بيوتنا وقلوبنا ورضينا أن يعيشوا معنا في أرضنا ويأكلوا من أكلنا فثقتنا لم تكن.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من إقتصادنا

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من إقتصادنا

منذ 4 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 4 ساعات
قناة العربية - الأسواق منذ 3 ساعات
قناة العربية - الأسواق منذ ساعتين
أريبيان بزنس منذ 37 دقيقة
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 6 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 13 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 7 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ ساعة
قناة العربية - الأسواق منذ ساعتين