ترامب يبدأ تفكيك خطة بايدن للمناخ عبر وزير الطاقة الداعم للنفط

أثار تعيين الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، المدير التنفيذي لشركة خدمات حقول النفط الأميركية «ليبيرتي إنرجي» كريس رايت وزيراً للطاقة في الولايات المتحدة، مخاوف بشأن مستقبل الطاقة المتجددة وأزمة المناخ في عهد ترامب، إذ أجمع محللو قطاع النفط والغاز على أن تعيين رايت لن يكون مواتياً لأهداف تغيّر المناخ، كما سيكون حليفاً رئيسياً لصناعة النفط والغاز في أميركا داخل الإدارة الجديدة.

وتتولى وزارة الطاقة دبلوماسية الطاقة الأميركية وتدير احتياطي البترول الاستراتيجي الذي قال ترامب إنه يريد تجديده، كما تدير برامج المنح والقروض لتطوير تكنولوجيات الطاقة.

ويقول ممدوح سلامة، خبير اقتصادي دولي في النفط والطاقة العالمية، لـ«CNN الاقتصادية»، «كان من المتوقع أن يعيّن ترامب شخصاً له آراء مماثلة لآرائه بشأن تغيّر المناخ، لذلك أعتقد أن تعيين كريس لن يكون مواتياً لأهداف تغيّر المناخ».

وأضاف سلامة، «أن تنفيذ الرئيس الأميركي المنتخب لوعده خلال حملته بانسحاب أميركا مرة أخرى من معاهدة باريس لتغيّر المناخ، من عدمه سيكون عنصراً حاسماً، فهل سيقوم بتنفيذ وعده بشكل جدي، أم سيقتصر على كونه مناهضاً لتغيّر المناخ دون تنفيذ وعده، إذ قد يتراجع عن التنفيذ خوفاً من أن تكتسب أميركا سمعة سيئة في العالم بسبب تراجعها بانتظام عن المعاهدات والاتفاقيات التي توقعها».

وقال رايت في مقطع فيديو نُشر على ملفه الشخصي على موقع لينكد إن العام الماضي «لا توجد أزمة مناخية، ولسنا في خضم تحول في مجال الطاقة أيضاً»، كما كرر تأكيده الحاجة إلى المزيد من إنتاج الوقود الأحفوري للقضاء على الفقر.

وفي عام 2019، أثار رايت ضجة إعلامية عندما شرب سائل التكسير الهيدروليكي أمام الكاميرا ليثبت أنه ليس خطيراً، في إشارة إلى دعمه المتزايد لإنتاج النفط والغاز على حساب الطاقة المتجددة.

ويرى الباحث في الجغرافيا السياسية للطاقة فرانسيسكو ساسي، في تصريحات لـ«CNN الاقتصادية»، أن تعيين رايت وزيراً للطاقة ما هو إلّا خطوة أخرى في الطريق الواضح لتفكيك أجندة بايدن في مجال الطاقة والمناخ، «لذلك من المؤكد أن ترامب سوف ينسحب من اتفاقية باريس واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ في الأيام الأولى من رئاسته، بغض النظر عمن سيتولى منصب وزير الطاقة».

وأضاف ساسي، أن دور رايت سيكون مهماً على الجانب المحلي، حيث من المتوقع أن يحرر ترامب صناعة النفط والغاز الأميركية من اللوائح الأكثر صرامة التي ينفذها بايدن، حيث يُنظر إلى رايت باعتباره حليفاً رئيسياً للصناعة داخل الإدارة الجديدة.

ويقول الباحث في الجغرافيا السياسية للطاقة، إن الانتقادات التي أثارها الناشطون البيئيون بشأن ترشيح رايت تتوقع أيضاً توترات أكبر بين هذه الحركات والبيت الأبيض في السنوات المقبلة.

ووفقاً لبيانات وكالة ستاندرد آند بورز، ستتوافق آراء رايت بشأن تغيّر المناخ إلى حد كبير مع آراء كبار منتجي النفط والغاز في الشرق الأوسط، الذين دفعوا بقوة إلى مفاوضي COP29 للحفاظ على الوصول إلى الوقود الأحفوري لتلبية الطلب الناشئ والتركيز بدلاً من ذلك على التحكم في الانبعاثات.

وفي أحدث توقعاتها لتوقعات النفط العالمية، توقعت أوبك أن يرتفع الطلب على النفط بنحو 18 مليون برميل يومياً إلى 120.1 مليون برميل يوميا عام 2050، مدفوعاً بالنمو في الهند، وغيرها من الاقتصادات الآسيوية، والشرق الأوسط وإفريقيا، مع انتقاد الأمين العام هيثم الغيص الدعوات إلى القضاء على الوقود الأحفوري ووصفها بأنها «خيال».

وفي الأمد القريب، سنّت أوبك وحلفاؤها بقيادة روسيا سلسلة من تخفيضات الإنتاج التي كانوا يأملون في البدء في تقليصها منذ أشهر، لكنهم اضطروا إلى تأخير زيادات إنتاجهم حتى يناير كانون الثاني على الأقل.. وقد دفع ضعف نمو الطلب الصيني وارتفاع الإنتاج في الولايات المتحدة وغيرها من المنتجين المنافسين العديد من المحللين إلى توقع فائض في العرض عام 2025، ما يثقل كاهل الأسعار.

الولايات المتحدة هي بالفعل أكبر منتج للنفط الخام في العالم، حيث من المقرر أن يبلغ الإنتاج ذروته عند نحو 15.1 مليون برميل يومياً بحلول عام 2030، أو 20% من الإجمالي العالمي، وفقاً لتقرير نوفمبر الصادر عن كوموديتي إنسايتس التابعة لستاندرد آند بورز.

وتتوقع كوموديتي إنسايتس التابعة لستاندرد آند بورز، أن يبلغ متوسط أسعار خام برنت 84.30 دولار للبرميل لعام 2024 و78.70 دولار للبرميل لعام 2025، ما يعكس «سوقاً مزوداً جيداً، بقيادة النمو في الأميركتين» وخطط أوبك + لإلغاء التخفيضات الطوعية حتى عام 2025.

ورايت هو المؤسس والرئيس التنفيذي لـ«ليبيرتي إنرجي»، وهي شركة خدمات حقول النفط مقرها في دنفر، ومن المتوقع أن يدعم خطة ترامب لزيادة إنتاج النفط والغاز إلى أقصى حد والبحث عن سُبل لتعزيز توليد الكهرباء التي يتزايد الطلب عليها لأول مرة منذ عقود.

من المقرر أيضاً أن يشرف رايت وزيراً للطاقة على مجمع الأسلحة النووية الأميركي القديم، والتخلص من نفايات الطاقة النووية، و17 مختبراً وطنياً.

وإذا أكد مجلس الشيوخ تعيين رايت، فسوف يحل محل جينيفر جرانهولم، الداعمة للسيارات الكهربائية ومصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الحرارية الأرضية، وطاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة النووية الخالية من الكربون.


هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من منصة CNN الاقتصادية

منذ 3 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ ساعتين
منذ 5 ساعات
منذ 51 دقيقة
منذ ساعتين
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 20 ساعة
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 7 ساعات
قناة CNBC عربية منذ ساعتين
صحيفة الاقتصادية منذ ساعتين
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ ساعتين
قناة CNBC عربية منذ ساعتين
أريبيان بزنس منذ 10 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ ساعة